الياباني هيروشي كوياناغي:

الهوية الإماراتية عقيدة وطنية جوهــرها عطاء لا ينضب واستشراف رائد للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

على أرض الإمارات يلتقي جميع البشر تحت مظلة التعايش، ويتنسّمون أريج التناغم، يتعاونون لبناء الحضارة وتكريم الإنسان، في منهج اختزله صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بقوله: «أكثر ما نفاخر به الناس والعالم عندما نسافر ليس ارتفاع مبانينا.

ولا اتساع شوارعنا، ولا ضخامة أسواقنا، بل نفاخرهم بتسامح دولة الإمارات.. نفاخرهم بأننا دولة يعيش فيها جميع البشر على اختلافاتهم التي خلقهم الله تعالى عليها بمحبة حقيقية وتسامح حقيقي.. يعيشون ويعملون معاً لبناء مستقبل أبنائهم، دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة بناء على لون أو دين أو طائفة أو عرق».. نقف في حلقات يومية مع سنابل من نور التعايش.. خيرها يعانق السماء.. وبرّها حديث الروح.

الثقافة الوطنية الإماراتية لم تفقد يوماً بريقها ذا الأبعاد الإنسانية المستقاة من حضارة الأمة وموروثها وتقاليدها التي تعد من أهم المؤشرات العالمية لتحقيق السعادة وترسيخ المواطنة الصالحة.

وهذا ما دفع الياباني هيروشي كوياناغي المدير التنفيذي لشركة سمارت ميديكال إلى تصميم تطبيق «I Love UAE» للهواتف الذكية ضمن مبادرة عبر عن حبّك للإمارات، التي أطلقها في وقت سابق، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتقنية (إيمباث).

روح الانتماء

وفي السياق يقول كوياناغي: أطلقنا بالتعاون مع برنامج خليفة لتمكين الطلاب (أقدر) تطبيق «I Love UAE» واستشراف المستقبل الذي يفي بمطالباته الواعدة في إطار كافة المتغيرات بتقنية (إيمباث) قادرة على أن تحدد الحالة العاطفية للشخص من كلامه، إلى جانب تحسين مستوى السعادة وخاصة ضمن فئة الشباب.

وتعزيز روح الانتماء والمواطنة، المحفزة على الإبداع والابتكار الإيجابي والذي يصب في مصلحة الوطن، فطالما بادرت الإمارات بإطلاق العديد من الحملات التي تهدف إلى تعزيز السعادة وقيم الانتماء بين المواطنين والمقيمين.

حضارة شعب

ويضيف كوياناغي: إن السلام والتسامح من أهم القيم المحورية التي تزرعها دولة الإمارات وتؤكدها حكومة دولة الإمارات وتنشرها كثقافة معايشة برسائل واعدة بين جيل الشباب باعتباره هدفاً إنسانياً وغاية نبيلة لتحقيقها على امتداد تاريخها الحضاري.

وكأداة تفاهم تجمع شعوب العالم ومطلب إنساني من دونه يعيش الإنسان في فزع وخوف يفقده اتزانه ويجعله يتعامل مع من حوله على أساس أنهم أعداء ويفقده صداقة الناس واحترامهم.

روابط الأخوة

وأوضح كوياناغي أنه على النطاق المحلي أثمرت مبادرته تعاوناً مع العديد من القطاعات والمؤسسات في الدولة والتي من شأنها تعزيز قيم الانتماء والاعتزاز بالمواطنة المنبثقة من المشاعر والروابط الفطرية هذا ما يجعل أفراد المجتمع يتكاتفون على احترام النظام ومراعاة الحقوق.

ويتعاونون على محاربة أي فكر دخيل قد يهدد قيم المواطنة الصالحة القائمة على التعايش لتسود روح الأخوة والترابط هي من أهم مسؤوليات المنهج التربوي المعاصر ليكسب الطلاب مقومات الانتماء للوطن متمثلاً في الولاء للأسرة والمجتمع المحلي بمصالحه ومؤسساته، والمجتمع الوطني بمنظماته وهيئاته، ويكمل ذلك بالانتماء العالمي.

تفاعل إيجابي

ويرى كوياناغي أن الدور المتفرد لدولة الإمارات في ترسيخ مفاهيم المواطنة والانتماء في أوساط الشباب ومنحهم فرص التفاعل الإيجابي مع وتيرة التغيرات المتسارعة التي طالت بنية المجتمع ومؤسساته المختلفة في العقود الماضية، بما جعل منه مجتمعاً منفتحاً ومتفاعلاً مع معطيات دوائر تجاوزت محيطه الجغرافي والثقافي.

وذلك بالسعي الدائم للوصول إلى أفضل ما هو ممكن من متطلبات وخدمات أساسية وترفيهية وبدنية، وإمكانات تعليمية وتدريبية ومهنية من دون تمييز بين الذكور والإناث.

في الوقت التي تتخوف فيه بعض المجتمعات من منح السلطة للشباب، لعدم قدرتها على الوفاء بالإمكانات الزمانية والمكانية التي يحتاج إليها التدريب على الديمقراطية في المدخل المجتمعي ومدخل مجالس الشباب وهي من التجارب الإماراتية الناجحة التي تنمي الاتجاهات والقيم الديمقراطية وخدمة المجتمع.

تفكير إيجابي

ويعتقد كوياناغي أن الاعتزاز بالهوية الوطنية للشباب الإماراتيين والفخر بأهداف مبادراتهم الوطنية والمشاركة التفاعلية والتطوعية مثيرة للاهتمام والتأمل في نوعية البرامج والأطروحات التي تقدمها الحكومة لهؤلاء الشباب من وسائل وقنوات تعتمد على التفكير الإيجابي لوصف عملية الشعور بالسعادة، بهدف تعميق أدوارهم كصناع قرار ومؤثرين حقيقيين في التغير نحو الأفضل.

ومقترنة بحب الانتماء والهوية الوطنية والعلاقات المشتركة وجميعها مفيدة للصحة والسعادة، فما يجعل الناس سعداء حقاً ليس المال أو الصحة أو حتى الوظيفة الجيدة؛ ما يجعل الناس سعداء حقاً هو العلاقات الاجتماعية.

عراقة التقاليد

ويضيف كوياناغي: الحكومة الرشيدة في دولة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة في احتواء جيل الشباب وتأهليهم كطاقات مثقفة ومدربة ذات رؤى قيادية، مع غرس مفهوم الأصالة والالتزام بالتقاليد المحلية كعنوان عريض للهوية الوطنية فهي المحضن التربوي الأول وهي دائرة الانتماء الأولى للصغير.

وهي بالتالي نواة مكملة ولبنة في بناء الانتماء الوطني، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية التي تتحمل المسؤولية الكبرى في ترسيخ قيم الانتماء الوطني، المدعم بالعديد من الوسائل والتطبيقات المبهرة والمصممة بمهارة عالية لتتمكن من أداء مهمتها على الوجه الأكمل.

غرس الولاء

ومن جانب آخر يقول كوياناغي إن غرس الولاء الوطني لدى جميع أفراد المجتمع يعد عملية محورية وأساسية لإحداث الاستقرار والتوازن داخل المجتمع حيث أصبحت كلمة

«الوطنية» في السنوات الأخيرة قضية مصيرية تفرض نفسها بإلحاح على علماء الاجتماع والنفس والسياسة وجميع المهتمين بتربية النشء حتى أصبحت التنشئة السياسية إحدى الضرورات الأساسية في هذا العصر الذي نعيشه لإيجاد إحساس عام بالالتزام والولاء،.

وهنا يبرز الدور المهم الذي يجب أن تلعبه مؤسسات المجتمع في تأكيد أهمية التربية الوطنية، وعلينا أن نؤمن أن ما يمكن صنعه في المستقبل من خلال الشباب أكبر بكثير مما تم إنجازه في الماضي.

درع الوطن

ويعتقد كوياناغي أن الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب تنطلق من القناعة التامة لدى القيادة بأهمية الشباب وضرورة التعرف على قضاياهم وتطلعاتهم كونهم درع الوطن وأساس النهضة والتقدم ولذلك فإن الاستراتيجية تشمل توصيف الوضع الشبابي الراهن في الدولة .

ومن ثم وضع التوصيات المناسبة لتمكينهم وترجمتها على أرض الواقع بما يلائم مبادراتهم وبرامجهم مع رؤية الدولة إضافة إلى تحديد آلية لقياس الأداء وذلك بما يكفل تقييم الاستراتيجية وتطبيقها بمنهجية مستدامة.

أهداف استراتيجية

التمسك بالهوية الوطنية وقيم المواطنة الصالحة من الدعائم الأساسية للمشاركة الفعالة في تنفيذ الشباب لبرامج وأهداف الاستراتيجية الوطنية وتحسين الأداء في كافة القطاعات، ما ينعكس إيجاباً على تطور المجتمعات وتحقيق الاستدامة المتكاملة، إلى جانب الغوص في أعماق الفكر المتغير شرقاً وغرباً وتقبل الإخفاقات وتضميد السلبيات للخروج من مأزق التحديات بوضع الحلول والمخرجات.

مؤشر المعرفة

لا يأتي تقدم الجماعة ورقيها من الشعور والعاطفة إذا لم يقترن ذلك بالعمل الإيجابي الذي يقوم على المعرفة بحقائق الأمور والفكر الناقد.

التجربة الإماراتية

سر نجاح التجربة الإماراتية يكمن في تفعيل دور الشباب في كافة القطاعات والأنشطة المحفزة على الارتقاء وتحمل المسؤولية ضمن مشروع إبراز القادة.

جيل السعادة

التغير السريع والتكيف مع روح العصر من أبرز التحديات المرتبطة بمؤشر السعادة وقوة الانتماء التي تواجه جيل ما بعد الألفية.

 

Email