لم تكن الاختلافات العرقية والدينية حاجزاً أمام بلوغ أهدافه

بالفيديو/راجو مينون:ضمنت مكاني في قلب «الخليج التجاري» بالمثابرة والمهنية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن الرزق رزق الله، والمال مال الله، والأرض أرض الله، والفضل فضل الله، والخلق خلق الله، ومن توكل على الله أعطاه الله، ومن يبينا حياه الله».. غيض من فيض حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ترحب بتعدد الجاليات، وتعزز ثقافة التسامح.. «البيان» تستعرض شهادات 30 شخصية طاب لها العيش على أرضنا الطيبة.

يطل الرئيس المؤسس والشريك الإداري لمجموعة موريسون مينون من نافذه مكتبه المطل على شارع الأبراج بمنطقة الأعمال «الخليج التجاري» مع انتهاء يوم عمل طويل، في تمام الساعة 6 مساءً، ليشهد روعة الغروب الذي يطوق بخفة أبراجها وصروحها النابض بالحياة والأحلام، التي باتت حقيقة وواقعاً يضيء معبر الخليج التجاري بكثير من المثابرة والجهد بدبي؛ تلك المدينة التي نجحت في جذب أعداد كبيرة من الشركات والمستثمرين من مختلف مناطق العالم إلى أسواقها، مشيدة بيئة جذابة وصديقة لمجتمع رجال الأعمال على مستوى العالم.

تعويذة مثالية

«النجاح يحتاج إلى كثير من العزيمة والمثابرة» تلك هي تعويذتي المثالية لبلوغ الأهداف، يقول راجوا مينون، الرئيس المؤسس والشريك الإداري لمجموعة موريسون مينون، الذي يتمتع بخبرة تزيد على 25 عاماً في مجاله، كما أنه حاصل على شهادة ماجستير في إدارة السلاسل اللوجستية، إلى جانب حصوله على درجات مهنية متعددة في القانون، وهو محاسب قانوني ومحاسب عام معتمد تدرب في شركات تدقيق حسابات رائدة في كل من الهند والإمارات، ويعود لها الفضل في تحسين صورة الكفاءات الهندية في مجال التدقيق والمحاسبة محلياً وعالمياً.

مدينة الفرص

ويشرح مينون: دبي تتمتع بطاقة إيجابية كبيرة انعكست بالإيجاب على قطاع الأعمال، وخلقت شعوراً بالتفاؤل ورغبة كبيرة بالإبداع والابتكار الخلاق.

فهي مدينة عالمية ومقر إقليمي لكبرى الشركات والتي تجد في دبي سوقاً واعدة ومنصة مهمة لانطلاق أعمالها التجارية في أسواق المنطقة، ويشعر رجال الأعمال بالطاقة الإيجابية التي تنبض بها دبي، والتي ظهرت في مشاريع البناء العملاقة، وفي المبادرات الفريدة التي تطلقها دبي باستمرار، فهي مدينة متفائلة رغم المشكلات والتحديات القائمة في المنطقة ورغم الأزمات التي يعيشها العالم واستمرت في إطلاق المشاريع العملاقة، واستمرت في جذب الشركات العالمية، ورجال الأعمال والمستثمرين من كل مناطق العالم إليها.

ويضيف مينون: أنا على ثقة كبيرة من قدرة دبي على مواصلة نموها وستبقى وجهة جاذبة والخيار الأول للباحثين عن الأمل والفرص الواعدة وعن تحقيق الأحلام على أرض الواقع.

المركز الأول

يضيف مينون: في المرة الأولى التي تفعل شيئاً جديداً تشعر بالارتباك. ويبدو الأمر غريباً عليك. والسبب هو أنك لست على دراية بالإجراءات التي عليك اتخاذها. ومع ذلك، إذا تخلصت من الخوف داخلك، في كل مرة كررت الإجراء نفسه أصبح الأمر أسهل حتى يصبح طبيعياً. هذه هي قوة المثابرة، ونجحت بتلك الدوافع في تأسيس شركتي Morison Menon Group في عام 1999 التي باتت اليوم تحظى بسمعة طيبة في مجال الاستشارات والتدقيق المالي.

أفكار خلاقة

ويرى مينون العديد من شباب الأعمال اليوم في الإمارات يمتلكون طاقة كبيرة وأفكاراً خلاقة تجبر الجميع على مسايرتها، مشيراً إلى أن أي مشروع تجاري يجب أن تتوافر فيه المعلومات اللازمة والميزانية المقدرة، وأيضاً الأفكار الحديثة التي تضمن تميزه واستمراره.

ويقول مينون إن نمو شركتنا من 3 أعضاء ممارسين في عام 1994 إلى شركة رائدة في مجال المحاسبة، التدقيق واستشارات الأعمال والإدارة – مع كادر مكون من أكثر من 500 محترف في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي والهند، هو نتيجة التزامنا مع شركائنا وكوادرنا. ونحن ممتنون لقادة وحكومة الإمارات على الدعم المتواصل والسياسات المشجعة للاستثمار.

المحاسبة أولاً

أوضح مينون أن المحاسبة هي العمود الفقري لأي صناعة أو تجارة والإمارات هي دولة منفتحة تدعم التجارة المفتوحة على العالم. كما أن الإمارات لا تفرض أي قيود محددة على التجارة وليس فيها ضرائب، بيد أن الاقتصاد الحر يستدعي إلقاء مزيد من المسؤولية والالتزام على التجار والصناعيين، وبخلاف المتطلبات المحددة للبنوك والمؤسسات المالية المتعلقة بالتمويل المالي فإن التدقيق ليس إلزامياً من الناحية العملية.

رمز عالمي

يؤكد مينون أنه لم تكن يوماً الجنسيات أو الخلفيات الدينية والعرقية تحتل مكان الأولوية لبلوغ الأهداف مهما كانت نظراً إلى تعادل الفرص والقدرة على تكوين الأعمال الناجحة في الإمارات عامة ودبي خاصة، فالنجاح في الإمارة مبني في الأساس على المهنية والإرادة وفهم مقومات سوق العمل واحتياجاته اليومية، وفي المستقبل الذي يحتل مكان الصدارة على لائحة اهتمامات حكومة دبي خاصة بعد إنشاء منطقة الخليج التجاري بتصميمها الشديد الديناميكية كنافذة جذب للشركات الدولية والإقليمية، حيث توفر لأعداد متنامية منها بديلاً نوعياً لمراكز عملها القائمة حالياً في مختلف أنحاء العالم، ويعد أكبر مشروع تطوير من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وسيؤدي إلى قيام عاصمة جديدة للتجارة والأعمال في المنطقة، علاوة على أنه سينفرد بإطلاله على خور دبي الذي أصبح رمزاً للمكانة التجارية الرائدة، إلى جانب الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات بين الشرق والغرب والطابع العالمي الذي تحظى به الدولة، وتمتعها بتشريعات متطورة وبيئة توفر فرصاً ضخمة لنمو الأعمال وبنية أساسية فائقة الحداثة والتطور.

تبادل ثقافي

ويضيف مينون أن العالم العربي والإسلامي رقعة واسعة تمتد من المغرب غرباً إلى العراق شرقاً، ونحن في الهند نعرف الشيء القليل عن بلدان الشرق الأوسط على الرغم من أنه، في حقيقة الأمر ثمة تشابه بين عدد من القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها تلك البلاد، وتلك التي نواجهها نحن، ومن الضروري لنا أن نتعرف إلى الأساليب التي يتبعونها في حل مشاكلهم، كما أنه ضروري لهم أن يتعرفوا إلى الوسائل التي نتبعها نحن في حل مشاكلنا.

والسبيل الوحيد الواضح لتحقيق ذلك هو أن يكون بيننا تبادل ثقافي أكثر مما يمكن إقامته، وأن تنقل الآثار العربية الحديثة التي تعالج الحياة العربية إلى الهندية أو غيرها من اللغات الهندية، وأن تنقل المؤلفات والكتابات الهندية إلى العربية.

وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لنا بواسطتها أن نعكس التراث الهندي والثقافة الهندية الحديثة على العالم العربي، والتي يمكن لهم بواسطتها أن يعكسوا ما عندهم علينا.

الحوار أولاً

يعتقد مينون أن شهر رمضان وهو فرصة سانحة للتسامح وتوثيق الصلات والروابط الممتدة ليس فقط بين المسلمين خاصة حيث تنبع ضرورات الحوار والأسباب والدواعي الموجبة له بفطرتنا الإنسانية الأكثر نزوعاً إلى التعارف والتقارب والتعايش وذلك، في سبيل التغلب على الأزمات التي تهدد الاستقرار والأمن والسلام في مناطق شتى من العالم، فالحوار يؤدي إلى التعرف على وجهات النظر المختلفة والوقوف على خلفيات القضايا المطروحة، وتبادل الرأي حولها، مما يفضي إلى التوافق بشأن إيجاد الحلول والوصول إلى التسويات وحصر آثار الصراع والتخفيف من حدتها، فالحياة الإنسانية تستقر وتزدهر بالحوار بين الأمم والشعوب التي تتعايش فوق هذه الأرض، وتضطرب بغياب الحوار الذي هو حالة من الجمود تتسبب في التباعد بدلاً عن التقارب، وفي التخاصم عوض التفاهم، وفي القطيعة التي هي نقيض التواصل والتبادل والتعاون لما فيه الخير والصلاح للإنسانية في كل زمان ومكان.

تلاقي التقاليد

يرى راجو مينون أن العادات والتقاليد في الهند تحمل بين طياتها الكثير من التشابه والتلاقي بين العادات العربية نتيجة التأثير والتأثر من قديم الأزل، إضافة إلى أن شعائر المسلمين الهنود الذين يمارسون طقوسهم الدينية؛ الصلاة وصيام شهر رمضان تعد من المشاهدات المألوفة والمتعارف عليها، وتحتفظ باحترامها لدى الجميع.

Email