عفراء آل عبدالله.. أول إماراتية تحصل على وكالة أزياء أوروبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شباب طموح، لم يكتفوا بالأحلام والأمنيات، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الصعاب، تحدوا المستحيل؛ فكان لهم ما أرادوا، وكان النجاح حليفهم؛ مشاريع محلية وإقليمية وأخرى عابرة للقارات، تحمل أهدافاً إنسانية واقتصادية، وتصنع الأمل في المجتمعات، لشباب عربي ملهم يضيء دروب النجاح بإرادة تصنع المعجزات.

كانت تجلس بين زوايا غرفتها، تتأمل ضوء الشمس المبهج وهو يتسلل نحوها، تراقب أختها الكبرى بكل إعجاب وشغف وهي تصمم أزياء عرائسها، كانت تمسك بالقلم والورقة، وتحاول إظهار ما بداخلها على الرغم من صغر سنها، فترسم هي الأخرى بأناملها الصغيرة في محاولة منها لدمج الألوان، كبرت وكبر معها حلمها وأرادت أن تصقله بصورة أكثر احترافية، فهي مؤمنة بأن الموهبة وحدها لا تكفي، والدراسة أساس النجاح؛ إنها مصممة الأزياء الإماراتية عفراء محمد آل عبدالله، التي قررت السفر إلى إيطاليا لدراسة تصميم الأزياء في ميلانو، وحصلت على تقدير امتياز نظراً لمهاراتها في التصميم، لتعود إلى وطنها وتقيم عدداً من العروض المبهرة، ليس ذلك وحسب بل افتتحت معهداً للأزياء بالتعاون مع جمعية النهضة النسائية فرع الخوانيج، لتصبح أول إماراتية تحصل على وكالة أزياء من دار أوروبية بشهادات معتمدة.

ساعات مرنة

ترى عفراء أن كل أنثى بداخلها مصممة أزياء، تتخيل ملابس معينة ترغب في ارتدائها، تحاول تنسيق الألوان مع بعضها، ولكن من دون دراسة لا يكتمل الحلم، وفي بعض الأحيان يتحول لكابوس، لأنه ليس له أساس سليم، فليس كل امرأة تجيد الطبخ لعائلتها نستطيع أن نقول إنها شيف محترفة، كذلك بالنسبة لمهنة التصميم، وتضيف عفراء: افتتحت معهداً للتصميم لكي أمهد طريقاً أمام الشباب الذين يهوون التصميم بشكل احترافي، فأعطي للطلاب دراسة حرة، بمعنى أن يكون التركيز مباشرة معهم، كذلك نتبع سياسة الساعات المرنة، حتى يتمكن كل شخص شغوف بالتصميم ولكنه مرتبط بعمل أو بدراسة من أن يأتي ويصقل موهبته في المعهد ويحصل على شهادة معتمدة من جامعة ميلانو «Istituto Di Moda Burgo»

أسلوب فريد

تختلف عفراء عن غيرها من المصممات بأسلوبها الفريد من نوعه، فهي لها طابع خاص تسعى من خلاله لإظهار النساء كما تراهن في خيالها بشكل أنيق وبسيط وبعيد عن التكلف المفتعل، مشيرة إلى أنها تستلهم تصاميمها من الطبيعية، فأثناء دراستها في ميلانو، كانت تذهب في جولات إلى خارج أسوار الجامعة، للتأمل ومن هنا بدأ حبها للطبيعة وللألوان التي تمنحها على حد قولها سلاماً داخلياً وتفجر في نفس الوقت طاقات من الإبداع، فتتذكر أول عرض أزياء أقامته بعد عودتها من ميلانو حيث اختارت أن تجسد دورة حياة المرأة في أزيائها بداية من كونها مراهقة ثم شابة جميلة وامرأة تتزوج من فتى الأحلام، وأماً جديدة في انتظار مولودها، فتنوعت التصاميم، وتباينت بين الألوان من تدرجات في الثوب الواحد، أو حتى الألوان الممزوجة مع بعضها بعضاً بطريقة سحرية، تجعل المرأة تبدو في مظهر أنيق يناسب مراحلها العمرية، ومختلف الأذواق.

بيئة الابتكار

تؤكد عفراء أنها محظوظة بكونها إماراتية، تلك الدولة التي تدعم الشباب، وتعمل على حشد طاقاتهم، فهي تستثمر فيهم، حيث وضعت الإمارات خططاً وطنية لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم، إضافة إلى توفيرها البيئة الصحيحة للابتكار والإبداع ودعم الطلبة والشباب وتعزيز الممارسات الوطنية التي تساهم في منح الامتيازات والتسهيلات للشباب في جميع المجالات فضلاً عن توفير فرص العمل المناسبة التي يستطيعون من خلالها لعب دور فعال في مجتمعهم. تضيف عفراء: من الجميل أن تدرك دولة قدرات شبابها وتحاول إبرازها وإنجاحها، فهي تصنع منا رواد أعمال للمستقبل، فقد أصبح عدد كبير من الشباب يمتلكون مشاريع ناجحة وهذا أمر يحسب لدولتنا ولجهود شبابنا.

المزج بين الشرقي والغربي

من أكثر التصاميم القريبة إلى قلب عفراء، ذلك الفستان الذي صممته في مشروع تخرجها من ميلانو، والذي يجمع بين موديل العشرينيات في العصور الوسطى بأوروبا والملابس الشرقية وتفاصيل رسم الذهب عند الآسيويين، لتنهال عليها التعليقات الإيجابية التي استهواها دمج الأفكار والألوان بطريقة متميزة، لتقوم بعرضه في ما بعد بدار الأزياء الخاصة بها، ويتم بيعه ويطلب منها تصميم نفس الفستان نظراً لإعجاب عدد كبير من السيدات به.

برامج الهواة

لا تستهوي عفراء البرامج التي تسلط الضوء على الموهوبين في مجال التصميم عبر لجنة تحكيم، لأنها ترى أن لكل موهوب وجهة نظر في تصميمه أما لجنة التحكيم فهي تعطي رأيها بشكل شخصي، فلا يجب على المصمم أن يلتزم خطاً معيناً المهم كيف يبرز إبداعه، فلا توجد قاعدة ثابتة، يمكن أن يلجأ لها الشخص في حكمه على أحد.

Email