هندوس: الإمارات بلد الأديان والتعايش

ت + ت - الحجم الطبيعي

مكان يعج بالزهور وروائح البخور على ضفاف خور دبي، يبدو من النظرة الأولى أن عمره تجاوز السنوات العشر بكثير، معبد خشبي غارق في البساطة، أطفال وكبار حملوا زهورهم ونواياهم وصلواتهم متجهين نحو ذلك الدرج الضيق الذي يعبق برائحة الأيام والأحلام، يسيرون حفاة من مسافة كيلو متر تقريباً، ففي ذلك المكان يمنع لبس الأحذية بتاتاً احتراما للطقوس الدينية المتبعة، والمكان الذي يقصدونه في معبد شيفا.

في الداخل، أناس يصلون ويدعون بالرحمة والحب لكل الناس، وآخرون يضعون أكاليل الزهور والأطعمة والفاكهة والماء وما تيسر من طعام لديهم للزائرين.

في واحة المحبة

في الزاوية الأخرى مطبخ صغير، يقدم ما تيسر من طعام يومي أساسه الخبز والعدس أحياناً والأرز في أحيان أخرى، مما يجود به الكرام على هذا المكان كي يأكل المصلون.

أياد تطهو وأخرى تساعد وتوزع الطعام بكل حب على الموجودين وكأنهم عائلة واحدة يعرفون بعضهم البعض من مئات السنين، تجمعهم المحبة وروح التآخي.

إمارات الجميع

غوبال كوكاني، مدير عام معبد غوروداربار، أتى إلى دبي في 1973 أي ما يقارب الـ45 عاماً، يقول: «أحب هذا البلد كثيراً، بسبب الحرية والإنتاجية التي يؤمنون بها والحياة الكريمة التي يقدمونها للجميع، ولا أظن أنه يوجد بلد في العالم يمكن أن يكون بمستوى مثالية الإمارات، سواء من ناحية الأمن والأمان الموجودين على مدار الساعة، أو حرية العيش وحفظ حقوق الأفراد والمؤسسات، وننعم بكامل الحرية لممارسة معتقداتنا الدينية، والاستمتاع بالاحتفالات والنشاطات ذات العلاقة».

بريا إحدى الزائرات للمعبد تؤكد أن الإمارات بلد مذهل، يرحب بالناس من كافة الجنسيات حول العالم، وشكل منارة للسلام والتعايش والتآزر والاتحاد بين الشعوب، مضيفة: «اعتقد أن الإمارات مثل للاتحاد والتنوع، وهو وجهة مفضلة لملايين البشر، إذ قدمت نموذجاً للاستقرار والاعتدال».

وترى الإمارات بلد الامن والأمان، إذ إن نسبة الجريمة من النسب المنخفضة عالمياً، كون الجميع يمتلك عمل بالإضافة إلى جهود الجهات المسؤولة عن الأمن والأمان في كافة أنحاء الدولة وفي أي مكان أو وقت. وتؤكد أنها بإمكانها الذهاب لأي مكان تريده بكل حرية دون أن يتعرض لها أحد، وما جعلها أكثر سعادة هو حصولها على فرصة عمل في الإمارات جعلتها أكثر استقراراً وسعادة.

فلاش

%15

تعد الهندوسية ثالث أكبر ديانة في العالم بعد الإسلام والمسيحية، ويشكلون 15% من سكان العالم، وتضم الهند أكبر عدد من الهندوس يفوق الخمسة ملايين هندوسي، ومن المتوقع أن يزيد العدد في مختلف إنحاء العالم من مليار إلى 1.4 مليار مع حلول العام 2050.

1971

اعترفت المنظمات الدولية بالنموذج الإماراتي الأفضل في التعايش السلمي، المستمر بشموخ منذ 1971، من بينها منظمة حقوق الانسان العالمية التابعة للأمم المتحدة التي بدورها كرمت الإمارات واعتبرتها النموذج الأفضل في التعايش السلمي.

1958

تأسس معبد شيفا عام 1958 بعد أن سمح المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ببنائه في منطقة بر دبي القديمة، وهو مخصص لشيفا الذي يقال عنه إنه كان يحب المسلمين ويزور المساجد على الرغم من أنه هندوسي.

1000

يحضر للمعبد 1000 شخص تقريباً، لتأدية صلاتهم، حيث يشير مادان كريشوبي إلى أنه لم يواجه أية مشكلة خلال تأدية طقوسه الدينية طوال 13 سنة كان يحضر فيها للمكان، ولم يتعرض لأي نوع من الاعتراض أو السخرية على سبيل المثال.

 

حرية العبادة

تشير مادان كريشوبي إلى أنها لم تواجه أية مشكلة خلال تأدية طقوسها الدينية على مدار مكوثها في الإمارات، حيث كانت تحضر للمكان لتأدية صلواتها، ولم تصادف أن قابلت أي نوع من الاضطهاد.

وتؤكد أنها لا تشعر بأي فرق بين ممارسة دينها في وطنها الهند أو في الإمارات، فهي تشعر بأنها في المكان ذاته وبنفس الروح والمحبة.

 

براءة

الطفلة كرينيكا ماشوري قالت بعفوية مطلقة: «هذا العام هو عام التسامح، وهو أمر جميل يعبر عن مجتمع سعيد، وهذا التنوع الثقافي يخلق مجتمعاً شغوفاً، ويتسم عام التسامح بالجمال كما العام 2017 الذي كان عام العطاء، وعام 2018 الذي حمل اسم مؤسس الدولة، الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله.

وتضيف: نحن نمارس التسامح، وندعو الجميع لممارسته في كل بقاع الأرض، وان يبنوا مستقبلا يعمه الأمن والسلام.

 

قبول الآخر

عبر ناراستينغ نارو الذي يعيش على أرض الدولة منذ 10 سنوات، عن استمتاعه بحياة سعيدة خالية من الصعوبات في دبي، بل يستمتع بالعيش في الإمارات بشكل عام، فهي تحتضن ما يقارب 200 جنسية تعيش على أرضها بسلام وتسامح وتآخٍ حتى أصبحت مثالاً يحتذى به في قبول الآخر والتعايش معه.

Email