يتسابقون في ميادين الأمل

فرسان الخير في «الجليلة».. نشيد عطاء على وتر التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لغاتهم مختلفة، عقائدهم متباينة، لكن أحلامهم تحلق في سماء التسامح؛ الإمارات، وطن المحبة والسلام. فهم أصدقاء مترابطون، تراهم يداً واحدة، يصفقون سوياً لطموحاتهم.. لأمنياتهم.. لواقعهم السعيد.. للأرض التي نشأوا عليها.. للمعاني النبيلة التي تشربوها صغاراً، ولازمتهم كباراً. في رمضان، نأخذكم في رحلة غنية، نكشف خبايا علاقاتهم، وخفايا صحبتهم، وما وراء عوالمهم الثرية.

 

هم يد بيضاء تمتد، لتمسح دموع طفلة تعاني من السرطان، وتعبر لبر الأمان بعائلة ابنها لديه ثقب في القلب، يفرحون لفرح غيرهم، ويتألمون لآلامهم، يخففون أعباء الحياة والابتسامة تعلو وجوههم؛ إنها «مؤسسة الجليلة» التي تضم فريقاً اجتمع على حب الخير، فكل ما يشغل بالهم هو كيفية مساعدة العائلات غير القادرة على تحمل تكاليف الرعاية الطبية، والذين يعانون أمراضاً تهدد حياتهم، يتكاتفون سوياً لإدخال الفرح والأمل داخل كل شخص في حاجة إليه، فكثيرون يأتون إلى المؤسسة وهم محبطون وخائفون، ولكن فور دخولهم يتبدد ذلك القلق ويتحول إلى أمل وسعادة.

قصص إنسانية

مازالت تتذكر دموع عائلة الطفلة ندى التي كانت تعاني مرضاً في القلب، ووجهها الشاحب البريء، وبعد نجاح عمليتها لمست الفرحة وهي مكللة بالدموع، هكذا روت مريم المدني، تنفيذي أول إدارة الشراكات والاستدامة في مؤسسة الجليلة أكثر الحالات التي أثرت فيها قائلة: قبل شهرين زرت الطفلة ندى في المستشفى واطمأننت على حالتها، وكنت في غاية السعادة خاصة حينما سمعت دعاء الوالدين وشكرهم لمؤسسة الجليلة وللإمارات على دعمها حالة ابنتهم الصغيرة، وهناك العديد من الحالات التي أسهمت مؤسسة الجليلة في علاجهم وعودتهم لحياتهم من جديد، وهذا ليس بجديد على الإمارات فهي دولة لها الريادة عالمياً في تعزيز القيم الإيجابية ونشر روح التفاؤل والسعادة بين المواطنين والمقيمين والزائرين من مختلف أنحاء العالم. أما عن طبيعة العلاقة بينها وبين زملائها في العمل فتقول: نحن أسرة واحدة، نتعامل مع بعضنا بعضاً بكل محبة وأخوة، فأذكر حينما سافرنا سوياً لتسلق جبل كليمنجارو، وذلك لدعم أصحاب الهمم لتركيب أطراف صناعية، وقتها شعرنا بمدى الحب والتحدي الذي يجمع بيننا، فكانت هناك الكثير من المواقف التي جعلتنا أكثر قرباً.

يد العون

ولدت الأمريكية ماريا باجنولو التي تعمل مديراً في الاتصال المؤسسي في الإمارات، لتتلقى مراحل تعليمها وبعد انتهاء دراستها، تختار أن تعمل بها، ولا تعود إلى وطنها، مشيرة إلى أن فريق العمل في مؤسسة الجليلة مترابط كثيراً ويجمعه حب الخير ففي العام الماضي أقامت المؤسسة حفلاً موسيقياً خيرياً بمشاركة أوركسترا أطباء العالم تزامناً مع احتفالات المؤسسة بالذكرى الخامسة لتأسيسها اجتمع 75 طبيباً من 15 دولة للتعبير عن حبهم وشغفهم الكبير لعالم الموسيقى؛ إذ جاؤوا من مختلف أنحاء العالم لتقديم هذا الحفل الخيري الاستثنائي في دبي، والذي يُخصّص ريعه بالكامل لدعم البحث الطبي في الإمارات، وكانت بالفعل حفلة مذهلة. وتضيف: عملنا في الجليلة يجعلنا نصادف العديد من الحالات المؤلمة ولكن بدعم المؤسسة يتحول الألم إلى فرح واليأس إلى أمل، فكثيرون يأتون والإحباط يسيطر عليهم ولكن الجليلة تمد لهم يد العون، وتحاول مساعدتهم بشتى الطرق، فأذكر ذلك الطفل الذي كان يعاني السرطان، والتي قدمت له الجليلة كل المساعدات ليشفى تماماً من ذلك المرض المؤلم.

عنوان المحبة

تعمل نيريسا ديريت في قسم الاستقبال، وبطبيعة عملها تستقبل الكثير من الحالات المختلفة، فهم يدخلون والحزن مخيم على وجوههم ويخرجون والأمل يحيط بهم، فليس هناك أجمل، على حد قولها، من أن تعمل في مكان يعطي الحياة والأمل لغيرك، هي أول شخص ستقابله حينما تطأ قدماك مؤسسة الجليلة. تعيش نيريسا في الإمارات منذ 9 سنوات، وتمارس طقوسها الدينية بكل حرية وكأنها في الفلبين، تذهب للكنسية برفقة أصدقائها وتعيش بكل حرية، فالإمارات قدمت للعالم أروع الأمثلة في التعايش وتمازج الثقافات وجعل الخير والمحبة عنواناً عريضاً يميز الحياة الذي بات رمزاً للإنسانية والسعادة أصبحت موجودة في كل مكان.

حياة جديدة

يرى محمد سنجو الذي يعمل في المالية أن وجوده في الإمارات منذ 15 عاماً، هو أجمل شيء حدث له، لأنه يعيش بحرية واحترام دون خوف أو قلق، فالجميع يحترم القوانين بكل دقة، فالإمارات وطن الجميع وتجمع كل الحضارات والثقافات، والعدل والمساواة هو من القيم الأساسية ولهذا تعد من الدول المتصدرة لكثير من الجنسيات للعيش فيها، مشيراً إلى أن عمله في مؤسسة الجليلة أثر فيه على المستوى الشخصي فأصبح ينظر للأمور بزاوية مختلفة، فيذكر الشاب صاحب القدم الواحدة الذي جاء للجليلة لكي يتلقى دعم العلاج، وبعد ثلاثة أشهر تم تركيب قدم صناعية له، الأمر الذي جعله يعود لحياته الطبيعية من جديد.

Email