شباب «خرشة».. إيقاعات عالمية تعزف لحن التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لغاتهم مختلفة، عقائدهم متباينة، لكن أحلامهم تحلق في سماء التسامح؛ الإمارات، وطن المحبة والسلام. فهم أصدقاء مترابطون، تراهم يداً واحدة، يصفقون سوياً لطموحاتهم.. لأمنياتهم.. لواقعهم السعيد.. للأرض التي نشأوا عليها.. للمعاني النبيلة التي تشربوها صغاراً، ولازمتهم كباراً. في رمضان، نأخذكم في رحلة غنية، نكشف خبايا علاقاتهم، وخفايا صحبتهم، وما وراء عوالمهم الثرية.

 

إنها جامعة إنسانية ينتسب إليها جنسيات من قارات مختلفة، تجمعهم لغة واحدة يستطيعون عزفها وتلحينها والتغني بها؛ إنها لغة التسامح التي تجمع حروفاً بين لغات عدة، منها الكورية والصينية والعربية واليابانية والهندية والتايوانية، فلا تتعجب حينما ترى الياباني يرحب بك باللهجة الإماراتية، والإماراتي يفتح ذراعيه لاستقبالك باللغة الصينية. 5 شباب تلاقت أفكارهم على جسر واحد، وهو التبادل الثقافي بين الإمارات ومختلف الدول، فكانوا جزءاً من فريق «خرشة» تلك الكلمة الإماراتية التي تعني الحماس، حينما تستمع إلى الموسيقى، وقد اختاروا ذلك الاسم لأن بداياتهم كانت كفرقة للطبول اليابانية، تلك الطبول التي تنثر الحماس والتفاؤل، ليصبحوا فيما بعد فريقاً يُعنى بالفن والتبادل الثقافي.

الضيافة العربية

تحاول آمنة الدرمكي، مؤسس فريق «خرشة» تعزيز التبادل الثقافي بين الإمارات ومختلف الشعوب، حيث يضم الفريق عدداً من الجنسيات منها الياباني والكوري والصيني، ويعمل على تقديم عروض وفعاليات متنوعة، منها تجربة العيش مع عائلات إماراتية في مدينة العين، للتعرف إلى العادات والتقاليد الإماراتية عن قرب، والضيافة العربية الأصيلة، والكرم الإماراتي لكسر حاجز الغربة لدى الطلاب الذين يعيشون بعيداً عن أهلهم، وأيضاً يقوم الفريق بعمل حفلات شواء في الشتاء، وورش تعريفية بالموروث الحضاري والتراثي، وزيارة مختلف الأماكن في الإمارات والتعرف إليها. تقول آمنة: اكتشفنا وجود عدد كبير من اليابانيين في الإمارات المحبين لثقافتنا، الأمر الذي عزز بيننا لغة الحوار الحضاري، فكما هم يتعلمون منا أثناء وجودهم في بلادنا، ينقلون لنا في الوقت نفسه حضاراتهم وتقاليدهم، فقد تعلمت منهم على المستوى الشخصي فن طي الورق، وتحضير مختلف الأكلات اليابانية الشهية والموسيقى الخاصة بهم.

غروب الشمس

سانيون، طالب كوري، جاء إلى الإمارات لدراسة اللغة العربية التي يحبها كثيراً، كذلك تعلم بعض مفردات اللهجة الإماراتية وأصبح لديه العديد من الأصدقاء، حيث استطاع بعد انضمامه للفريق التعرف إلى الثقافة الإماراتية والشعب الإماراتي الذي يتحلى بالكرم والأصالة، حيث يلتقي هنا حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب، وهذا ما جعلها مقصداً للجميع من مختلف بلدان العالم، بغض النظر عن لونهم أو عرقهم أو دينهم. مشيراً إلى أنه يحب تناول اللقيمات والكرك، ويفضل الجلوس على شاطئ البحر ورؤية غروب الشمس، فتنعكس ألوان الشفق لترتسم خطوطاً تزين بها السماء، منظر بديع، على حد قوله، لا يمكن أن تراه سوى في الإمارات.

الاحتفالات الوطنية

مامي اليابانية، انتقلت إلى الإمارات منذ 5 سنوات، برفقه زوجها وابنها، في البداية كانت قلقة بعض الشيء بسبب بُعد المسافة بين الإمارات واليابان، ولكن بعد استقرارها لفترة في مدينة العين، اكتشفت أن الحياة هنا لها مذاق خاص، فهي بسيطة وسهلة، فالمرء يستطيع أن يخرج من بيته وهو مطمئن على نفسه وأهله، إنه لشعور جميل أن تتحرك بحرية وأمان في أي وقت دون خوف. يبدي ابنها الصغير أدو حبه الكبير لدولة الإمارات، فهو ينتظر احتفالات اليوم الوطني بلهفة شديدة، وأن يرى الشوارع التي تتزين بالأعلام، ويستمع إلى الأغاني الإماراتية الوطنية، ومن أكثر الأماكن التي يحبها برج خليفة ودبي مول وياس وتر بارك، حيث يقضي برفقة أصدقائه لحظات ممتعة.

زمن جميل

ولدت وترعرعت روبا صفي الدين من السودان، على أرض الإمارات، فتشربت العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وتقوم في فريق «خرشة» بتعريف الجنسيات الأخرى إلى تلك العادات، وتصطحبهم في جولات داخل مدينة العين ليتعرفوا إلى الأماكن الأثرية، فهناك الكثير من الحصون القديمة والأسواق التراثية والواحات القديمة، التي مازالت أشجار النخيل تثمر في مزارعها، والمتاحف التي تحتضن تاريخ هذه المنطقة بين جدرانها، وتخلد ذكرى حياة حكامها وشيوخها، والأحداث المهمة في مسيرتهم، تقول ربا: هناك شغف كبير عند الأجانب لمعرفة تاريخ الإمارات، لذلك أحاول أن أطلعهم على محطات الزمن الماضي، لنغوص في أعماق التاريخ، ونعود إلى الأماكن التي احتضنت تراث الأجداد.

حفلات الشواء

يقول ساكوليم، الطالب الكوري: أدرس هنا في الإمارات اللغة العربية، والتي اعتبرها لغة مهمة لمتطلبات الحياة اليومية، وبالنسبة لي لم أجد صعوبة كبيرة في تعلمها، حيث إنني أحب الثقافة العربية وتاريخها العظيم، ومنذ صغري وأنا أقرأ عن الإمارات وتعرفت إلى عادات هذا المجتمع، واستفدت الكثير من القيم مثل الأصالة والعزيمة والتسامح. ويضيف: أحب حفلات الشواء كثيراً التي تقام في الصحراء وتحديداً في فصل الشتاء، فالأجواء تكون رائعة للغاية، وأتمنى أن أحمل هذه التجربة إلى كوريا، فليس هناك أجمل من تجمع الأصدقاء في الهواء الطلق والاستمتاع برائحة الشواء.

Email