قوة ناعمة في فريق سيدات الوصل

5 لاعبات يُحَلّقن بقيم التسامح فوق شباك كرة الطائرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لغاتهن مختلفة، عقائدهن متباينة، لكن أحلامهن تحلق في سماء التسامح؛ الإمارات، وطن المحبة والسلام. فهن صديقات مترابطات، تراهن يداً واحدة، يصفقن سوياً لطموحاتهن.. لأمنياتهن.. لواقعهن السعيد.. للأرض التي نشأن عليها.. للمعاني النبيلة التي تشربنها صغاراً، ولازمتهن كباراً. في رمضان، نأخذكم في رحلة غنية، نكشف خبايا علاقاتهن، وخفايا صحبتهن، وما وراء عوالمهن الثرية.

 

قد تقرأ عن ثقافات مختلفة، وعادات شعوب متنوعة، قد تشاهد فيلماً قصيراً عن الحياة الآسيوية الأفريقية الروسية، مزيج باهر تقف أمامه طويلاً، تحاول اكتشافه عن بعد، ولكن في الإمارات هذه التركيبة المذهلة موجودة، فترى عوالم مختلفة وتنوعاً دينياً وحضارياً ليس له مثيل على أرض هذا البلد المعطاء، وفي فريق سيدات الوصل لكرة الطائرة التقت «البيان» 5 لاعبات من الإمارات والفلبين وصربيا والبرازيل وكازاخستان، حالة فريدة من التعايش والانسجام بين أكبر عدد من الناس المنتمين إلى جنسيات وأعراق وأطياف وثقافات مختلفة، تجمعهم روح الصداقة والمحبة والتآلف.

فن التعامل

تعيش اللاعبة نتاليا مع زوجها في الإمارات منذ 5 سنوات، لم تشعر قط أنها وحيدة، وهي بعيدة عن بلدها البرازيل، بل تتمنى أن تقضي بقية حياتها بين ربوع الإمارات، فصديقاتها المقربات تعرفت إليهن في نادي سيدات الوصل لكرة الطائرة، ليصبحن بمثابة العائلة الواحدة، لمست خلال وجودها في الإمارات رقياً في التعامل، وخير دليل على ذلك، الاهتمام بجميع الأجناس والأديان، وتهنئتهم في أعيادهم، في ظل انتشار مظاهر الاحتفال والزينة في المراكز التجارية كافة، الأمر الذي يجعل الفرد يشعر بأنه وسط أهله، هذا إلى جانب مختلف أنواع الأطعمة التي ترضي كل الأذواق، فتجد الطعام التايلاندي والإيطالي والفرنسي وغيرها من الأنواع المختلفة.

سعادة بلا حدود

تقول كابتن الفريق نادية خديم: التسامح صفة أصيلة في المواطن، غرسها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فالإمارات تحتضن شعوباً من كل أقطار الأرض، يتعايشون في سلام وسعادة وتسامح ومحبة، وهنا في الفريق يوجد جنسيات متعددة، وتوجد بيننا مواقف كثيرة جعلتنا أكثر ترابطاً. أذكر أن إحدى اللاعبات، جاء أهلها لزيارتها في دبي، فحرصنا على استضافتهم وأخذناهم في جولة ليتعرفوا على معالم المدينة؛ فانبهروا كثيراً، ليس فقط بالمباني والنظافة والأماكن الخلابة، ولكن بالتسامح الذي لامسوه على هذه الأرض الطيبة. ومن المواقف الأخرى أيضاً كسرت إحدى اللاعبات هاتفها من دون قصد، فقمنا في الفريق بتجميع المبلغ المالي، واشترينا لها هاتفاً جديداً أهديناها إياه في عيد ميلادها، وكانت سعادتها وقتها لا توصف.

نموذج عالمي

تعلمت اللاعبة إيلينا من صربيا، اللغة العربية، خلال فترة وجودها في الإمارات، والتي تمتد إلى 10 سنوات، ليس بشكل محترف، ولكنها تستطيع التعريف عن نفسها، وعن هواياتها التي تحبها باللغة العربية، مشيرة إلى أن الإمارات حققت المعادلة الصعبة في أن يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف الثقافات، فهي نموذج عالمي فريد، إذ تجد المساجد والكنائس والمعابد، فهذا التعايش لا يمكن أن تراه في أي دولة أخرى، إذ تقول: زرت العديد من البلدان، ولكني لم أجد مثل الإمارات في عطائها وتقدمها، يكفي أنها أنشأت أول وزارة للتسامح في العالم، الأمر الذي أتمنى أن تتخذه مختلف الدول كنهج لها.

سلام ومحبة

تقضي اللاعبة صوفيا عيد ميلادها برفقة صديقاتها في النادي، حيث يقمن لها حفلاً كبيراً ليقضين أسعد الأوقات، مشيرة إلى أنها سعيدة بكونها لاعبة ضمن فريق سيدات الوصل لكرة الطائرة، فهي تعيش معهن أسعد اللحظات، وقد تعرفت على الكثير من الثقافات المختلفة، وخاصة العادات والتقاليد الإماراتية، مشيرة إلى أنها حينما تسافر إلى أي مكان يسألها الجميع عن الإمارات؛ فهي دولة معروف عنها التسامح والعدل والمساواة؛ ففي الوقت الذي تتأزم الحياة إلى درجة الحروب تشهد الإمارات وجود كل الأديان والطوائف يعيشون جنباً إلى جنب بسلام وهدوء ومحبة.

سنوات من التسامح

5 سنوات عاشتها مادلين من الفلبين في الإمارات، مرت بسرعة البرق، على حد قولها، فهي تتمنى أن تنتشر ثقافة التسامح في كل مكان في العالم مثلما هي موجودة في الإمارات، فهنا لا تسمع كلمة سيئة في الشارع، ولا ترى مظهراً من مظاهر الازدراء، فالكل يعيش في تفاعل إيجابي مع من حوله، والكل لا يخوض في الأمور العرقية والدينية، فلكل معتقده، وقناعاته، ولا تصادم بينهم، لأنه ببساطة هناك شكل مختلف من التعايش يقوم على السلمية والتعاون والعمل لتحقيق أفضل النتائج، إذ توضح: نحن في الفريق صورة مصغرة للمجتمع في الإمارات، فتيات من كل الجنسيات، يعشن في سعادة، يحاولن تقديم الأفضل في المجال الرياضي، لأننا نشعر بسعادة وراحة نفسية لا نظير لها.

صيام رمضان

محترفة أمريكية كانت تتساءل دائماً عن صيام رمضان، وكيف يمكن تقضية الوقت دون تناول طعام أو شراب، فشرحت لها نادية، كابتن الفريق، الأجر الكبير الذي يحصل عليه المسلم من الصيام، وكيف يؤصل بداخلنا القيم والمبادئ ويجعلنا نشعر بالمحتاج، وقتها قررت تلك اللاعبة الصيام، ودعتها نادية للإفطار في منزلها فشعرت بسعادة كبيرة، وأكدت أن هذه التجربة لا يمكن نسيانها لأنها تعلمت منها الكثير.

Email