تجمعهم لغة العطاء

متطوعو إكسبو 2020.. يستقبلون العالم بحمائم التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لغاتهم مختلفة، عقائدهم متباينة، لكن أحلامهم تحلق في سماء التسامح؛ الإمارات، وطن المحبة والسلام. فهم أصدقاء مترابطون، تراهم يداً واحدة، يصفقون سوياً لطموحاتهم.. لأمنياتهم.. لواقعهم السعيد.. للأرض التي نشأوا عليها.. للمعاني النبيلة التي تشربوها صغاراً، ولازمتهم كباراً. في رمضان، نأخذكم في رحلة غنية، نكشف خبايا علاقاتهم، وخفايا صحبتهم، وما وراء عوالمهم الثرية.

 يسألونهم: لماذا يتطوعون؟ ولماذا يوهبون وقتهم دون مقابل؟ ما العائد؟ فيجيبون، والابتسامة تعلو وجوههم، إنها لغة العطاء التي تعلمناها في الإمارات، فليس بالضرورة أن يكون مقابل أي شيء تقدمه مالاً، فالمال سينتهي ويبقى الأثر الذي لا تمحوه السنون، وإن تبدلت الظروف والأحوال، يكفي أن تكون جندياً من جنود هذا الحدث العالمي المرتقب في إكسبو2020 دبي، الذي ينتظره الملايين وينظم لأول مرة في العالم العربي، بصفته أكبر منصة للتلاقي بين شعوب العالم.

روح الفريق جمعت بين المتطوعين الذين وصلت أعدادهم إلى 30 ألف متطوع من مختلف الجنسيات، جاؤوا وفي جعبتهم آمال كبيرة، ليفتحوا نوافذهم لاكتشاف آفاق جديدة في مجال العمل والحياة المهنية.

العمل التطوعي فن قائم بحد ذاته، يعطيك الفرصة للتعرف إلى ثقافات مختلفة، وتكوين صداقات وتبادل الأفكار، فترى الجميع يصبحون كياناً واحداً، هدفهم بناء مستقبل واعد، لترى التعاون في أبهى صورة بين أفراد المجتمع، حيث يخطط إكسبو 2020 دبي للتأسيس لإرث اقتصادي واجتماعي ومادي ومعنوي، لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

قصة نجاح

التطوع ليس أمراً جديداً على شعب الإمارات، فقد زرعه بداخلنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، هكذا بدأت المتطوعة الإماراتية، مهرة النعيمي، حديثها، قائلة: «سأكون سفيرة لبلدي خلال ذلك الحدث الضخم، لأنقل إلى ملايين الزوار الثقافة وكرم الضيافة الإماراتي التي تشكّل جزءاً من منظومة قيم المجتمع التي نشأنا عليها، فسنكون شهوداً على قصة النجاح العظيمة التي ستحدث في دبي، ليتناقلها الأجيال فيما بعد، فنحن كمتطوعين سنكون واجهة إكسبو للترحيب بالعالم في دولتنا، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا، فلكل واحد فينا دور سيقوم به على أكمل وجه، وسنتكاتف جميعاً لإبهار الزوار الذين سيتوافدون مع جميع الجنسيات».

وتضيف: «تدعونا قيادتنا الرشيدة دوماً إلى ترسيخ ثقافة التعاون وفعل الخير، والمشاركة في مسيرة التقدم التي تشهدها دولتنا العظمية، ليصبح العطاء جزءاً من ثقافتنا».

مجتمع متماسك

كان هناك سبب إنساني وراء تطوع أحمد شعبان في إكسبو 2020، فقد كانت ابنته الصغيرة مصدر إلهام له، فحينما تعود من مدرستها كانت تخبره بتطوعها مع زميلاتها بالمدرسة في أعمال مختلفة، وقتها أراد الأب أن يدخل هو الآخر مجال العطاء بشكل أوسع، ليتم قبوله فيما بعد متطوعاً في إكسبو 2020.

ويضيف شعبان: «التطوّع أحد الأعمدة الأساسية في بناء المجتمع، وهو ما سيعود بالنفع علينا وعلى أبنائنا في المستقبل، والإسهام في بناء مجتمع متماسك ومتكافل، ونحن، المتطوعين، نشأت بيننا علاقة صداقة والكثير من المواقف الجميلة التي جمعت بيننا».

ويتوقف شعبان قليلاً عن الحديث، ويكمل قائلاً: «جئت من سوريا وبداخلي أحلام كبيرة، بدأت تحقيقها في الإمارات، فكوّنت أسرتي وأنجبت أولادي، وحققت نجاحاتي سواء على المستوى الشخصي أو المهني».

عصف ذهني

ترى المتطوعة أسما الحرثي من الصومال أن تعدد الجنسيات بين المتطوعين في إكسبو2020 خلق نوعاً من تبادل الأفكار، فأصبحت هناك لغة مشتركة بينهم، وهذا التجانس لا يمكن أن تراه في أي دولة أخرى غير الإمارات.

الحرثي ولدت وترعرعت في الإمارات وتربت على تقاليد هذا البلد التي تعشق ترابها، على حد قولها، فهي بمنزلة بلدها الثاني الذي تعتز به. تشير الحرثي إلى أنها استفادت كثيراً من كونها متطوعة في إكسبو 2020، فهي تشارك في جلسات عصف ذهني التي تفتح أمامها آفاقاً جديدة، لخلق الإبداع، وولادة أفكار متنوعة تصب في مصلحة الجميع، منوهة بأن إكسبو يعد فرصة ذهبية لتعريف الشعوب بالأمن والأمان والعدل والمساواة في الإمارات.

ثقافة الشعوب

يشير شادي الشريف أحد المتطوعين في إكسبو 2020 إلى أنه أصبحت لديه عائلة كبيرة تضم جنسيات من مختلف الدول العربية، فطبيعة التطوع جعلته أكثر انفتاحاً على ثقافات شعوب كثيرة، إضافة إلى أن كونه متطوعاً في ذلك الحدث المهم سيضاف إلى سيرته المهنية، من خلال الحصول على التدريب والتأهيل والخبرة والمشاركة في حدث عالمي ضخم، فضلاً عن تسجيل ساعات العمل التطوّعي وتوثيقها، فالتطوع أسمى الممارسات الإنسانية التي ارتبطت بفعل الخير والعمل الصالح والتعاون لدى جميع الشعوب، والتطوع منصة تعزز التواصل بين المتطوعين والمشاركين والزوّار الذين ينتمون إلى جميع ثقافات العالم.

الشريف يعيش في الإمارات منذ 10 سنوات، تعلّم خلالها أن كل شيء يقوم به لا بد أن يكون على أعلى مستوى من الكفاءة.

Email