زايد.. واهتمامه المبكر بأصحاب الهمم

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحارى، جاء..

وفي يده.

حفنة من رمال الأرض..

وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

في هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي.. حيث كان رحمه الله رياضيا بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يناسب ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

في ظل الانتعاش الرياضي الكبير الذي حدث في عهد الوالد المؤسس طيب الله ثراه في مختلف اللعبات، لم ينس رحمه الله أبناء الوطن من أصحاب الهمم، حيث كانت توجيهاته لوزارة الشباب والرياضة عقب تأسيسها بضرورة الاهتمام بهذه الفئة ودمجها في المجتمع، في مختلف المجالات لاسيما الرياضة، وكان لتوجيهاته أثرها، حيث تأسس اتحاد خاص برياضات المعاقين في 13 يونيو 1996، وانضم إلى الاتحادات الدولية والقارية والعربية في عام تأسيسه نفسه، ويهدف إلى المساهمة في استغلال طاقات ومهارات المعاقين رياضيا، ومنه انبثقت العديد من الأندية المتخصصة في هذا المجال، جلبت مدربين من أصحاب الخبرات في هذا الصدد، وبدأ حيز الاهتمام يتسع، فأنشئ نادي الثقة بالشارقة، وأندية أبوظبي ودبي والعين وخورفكان وعجمان للمعاقين.. بجانب انتشار المراكز الحكومية لرعاية وتأهيل المعاقين في كل من دبي ورأس الخيمة والفجيرة وعجمان ودبا الفجيرة، ومراكز محلية أخرى، مثل مركز مدينة زايد لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وبنفس المسمى أنشئت أندية في كل من أبوظبي والعين والسلع وغياثي والقوع، بالإضافة الى مركز أبو ظبي للتوحد ومركز زايد للتنمية والتأهل، ومركز أبوظبي للتأهيل الطبي، ومركز الشيخة ميثاء لذوي الاحتياجات الخاصة، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بفروعها الرئيسي وخورفكان والذيد وكلباء، ومركز الشارقة للتوحد ومركز التدخل المبكر.

كل هذا جاء بناء على النظرة الثاقبة للوالد المؤسس طيب الله ثراه، حيث استمر المد والاهتمام بأصحاب الهمم، على المستويين الحكومي والأهلي، حتى توج بالإنجازات الرياضية التي حققها أبناء الإمارات في المحافل الدولية، حيث أسفر عن فوز أبوظبي بتنظيم الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019، كأول مدينة في الشرق الأوسط تحظى بهذا الحدث في تاريخ حركة الأولمبياد الخاص منذ انطلاقها1968 .

وقد سبق ذلك وتحديدا في أكتوبر 2017.. إعادة هيكلة الأولمبياد الخاص الإماراتي ليتحول إلى منظمة مستقلة مشهرة من وزارة تنمية المجتمع، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتتولى سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان منصب الرئيس الفخري لهذه المنظمة، فيما تشغل معالي شما بنت سهيل المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب منصب رئيس مجلس الإدارة، الأمر الذي يؤكد أن مسيرة زايد الخير، مستمرة.

في عهد زايد الخير.. حقق فرسان الإرادة العديد من الإنجازات، بداية من دورات الألعاب شبه الأولمبية في أولمبياد سيدني 2000 حيث حققوا 3 ميداليات فضية وبرونزية في أم الألعاب كأول الغيث الأولمبي عن طريق نصيب سبيت، وحميد حسن مراد، وأحمد سيف زعل، وكرر فرسان الإرادة مشهد الإنجازات في دورة الألعاب شبه الأولمبية التي أقيمت في أثينا 2004، واستطاع محمد خميس التتويج بأول ميدالية أولمبية ذهبية لرفع الأثقال في مشهد تاريخي، كما فاز مانع عبدالله بفضية دفع الجلة ومحمد حميد خلفان ببرونزية رمي القرص وعلي قمبر ببرونزية 400 متر.

كذلك، نجح البطل الاولمبي محمد خميس في الوصول إلى منصات التتويج مجددا في أولمبياد بكين 2008 محققا فضية رفع الأثقال ومؤكدا نجوميته كبطل أولمبي.ومنذ السنوات الأولى لعهد زايد، وحتى الآن وأصحاب الهمم يتألقون في رفع راية الوطن، حيث حصدوا العديد من الألقاب منها 5 ميداليات ملونة لمنتخب الأولمبياد الخاص في دورة الألعاب العالمية الصيفية في إيرلندا 2003، و103 ميداليات ملونة في دورة زايد الخير بأبوظبي 2006، و27 ميدالية في دورة الألعاب الصيفية في شنغهاي 2007، و154 ميدالية «68 ذهبية، و48 فضية، و38 برونزية» في النسخة السادسة لدورة الألعاب الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في أبوظبي 2008.

.. ولايزال نهر زايد الخير يفيض بما فيه من خيرات لأصحاب الهمم والأسوياء.

16

شهدت الفترة الماضية ازدياداً كبيراً في أعداد الممارسين للرياضة بأندية ومراكز الدولة الخاصة بأصحاب الهمم، على أمل المشاركة في الأولمبياد الخاص الذي يضم 16 لعبة

Email