توجيهات زايد.. أثمرت إنجازات المنتخبات

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحارى، جاء..

وفي يده.

حفنة من رمال الأرض..

وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

وفي هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي.. حيث كان رحمه الله رياضيا بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يناسب ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

بعد أن فتح الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الأبواب أمام الهيئات الرياضية للاستفادة من الخبرات الوافدة، وتعاقدت بعض الأندية مع العديد من الكفاءات التدريبية، لم يلبث اتحاد الكرة عقب تأسيسه في بداية السبعينيات حتى استعان بالخبرات العربية والأجنبية في تدريب المنتخبات الوطنية فتحققت الإنجازات لمختلف منتخبات المراحل السنية في كرة القدم، وكانت البداية عندما استعار الاتحاد المدرب محمد صديق شحته نجم منتخب مصر والإسماعيلي السابق من أهلي دبي وهو أول مدرب عربي يعمل في الإمارات لتولي مسؤولية تدريب المنتخب الوطني في كأس الخليج الثانية بالسعودية، ليتولى المهمة خلال فترات (72 ـ 74 ـ 75)، ورغم حداثة المنتخب حينذاك إلا انه استطاع تحقيق المركز الثالث في البطولة بأول منتخب يشارك خارجيا، وتبع شحته العديد من الأسماء العربية والعالمية المشهورة في التدريب، وقد خلفه مواطنه ميمي الشربيني، وهو من رعيل المدربين الأوائل الذين استعان بهم نادي النصر، وقد لعب دورا مهما في مرحلة تأسيس الكرة وتعليم اللاعبين مبادئها الأساسية.

وبتوجيهات من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بدأ اتحاد الكرة يفكر في تحقيق طفرة حقيقية في عالم المستديرة، بجانب المساهمة في إعداد المدرب الوطني من خلال الاستفادة من الخبرات الأجنبية الوافدة، فتعاقد مع اليوغسلافي تاديتش كمدرب للمنتخبات الوطنية 1975، ووضعوا معه المدرب الوطني جمعه غريب، وكان لهذه السياسة فوائدها لاسيما بعد أن أصيب تاديش بنوبة قلبية خلال قيادته لمنتخب الإمارات في دورة الخليج الرابعة بقطر 75 ـ 76 أثناء مباراة منتخبنا مع نظيره البحريني، وتم نقله إلى المستشفى، فتولى جمعه غريب المهمة وأثبت جدارته فيها.

وفي عام 1977، نجح قاسم سلطان عضو اتحاد الكرة حينذاك، وبتوجيهات من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، في التعاقد مع الانجليزي دون ريفي وكان أشهر مدربي زمانه حينذاك، واستمر حتى1980، واستطاع هذا الرجل القادم من الدولة التي اخترعت كرة القدم أن يجري العديد من الدراسات عن واقع كرة القدم الإماراتية ووضع ما يناسبها من أسس للتنظيم، ثم تعاقد الاتحاد مع الإيراني حشمت مهاجراني في الفترة من 1980 حتى 1984، ويحسب لهذا المدرب تشكيل عدة منتخبات منها منتخبا الناشئين والشباب، وأصبح للإمارات ولأول مرة منتخبان للناشئين والشباب بجانب المنتخب الأول، ولم يكن لهذين المنتخبين وجود قبل مهاجراني.

بعد حقبة مهجراني، بدأ اتحاد الكرة يفكر في الاستعانة بالمدرسة البرازيلية، من باب أنها تتناسب مع اللاعبين العرب، لاعتمادها على المهارات الفردية للاعبين وصهرها في جماعية تتسم بالعروض المتميزة، فتم التعاقد مع كارلوس ألبرتو من 1984 إلى 1988، بالإضافة إلى توليه المهمة في كأس العالم 1990 بإيطاليا.

وبالفعل استطاع هذا المدرب البرازيلي أن يضع بصمة فاعلة في مسيرة كرة الإمارات حينذاك، حيث أصبح للأبيض شخصية كروية مميزة، وظهر هذا جليا في خليجي 8 بالبحرين و9 في السعودية، عندما أحرز المنتخب في كل منهما المركز الثاني.

ولضمان استكمال النجاح تعاقد الاتحاد مع البرازيلي الشهير ماريو زاجالو في الفترة من 1988 إلى 1990 التي عاد فيها كارلوس البرتو لقيادة المنتخب في المونديال، لكن زجالو يحسب له انه قاد المنتخب خلال التصفيات النهائية لكأس العالم 1990 في سنغافورة خلال شهر أكتوبر 1989، وفيها تأهل المنتخب للمونديال.

بعدها استعار اتحاد الكرة مدرب الشارقة، البولندي بلاوت كارلوس عام 1990، لمدة مؤقتة، قبل أن يستقدم الأوكراني فاليري لوبانوفسكي ليستمر حتى 1992، ثم البولندي توني بتشنيك من 1992 إلى 1994، وتبعه الكرواتي توميسلاف إيفتش من 1995- 1996، وقد استطاع الحصول على وصافة كأس أمم آسيا الحادية عشرة التي استضافتها الإمارات ديسمبر 1996.

وفي 1997، تعاقد الاتحاد مع البرازيلي لوري ساندري، وتلاه التشيكي ميلان ما تشالا، ثم البرتغالي كارلوس كيروش حتى 1999، وكل من الهولندي جو بونفرير، والانكليزي روي هودغسون، والهولندي آد دي موس.

وبناء على منهج الوالد المؤسس رحمه الله، استمرت سياسة الاستعانة بالخبرات الأجنبية المتميزة بعد رحيله إلى الآن، حيث استقدم اتحاد الكرة أسماء لامعة في عالم التدريب من بينهم الفرنسي برونو ميتسو، ومواطنه الفرنسي دومينيك باتنيه، والسلوفيني ستريشكو كاتانيتش، وكما حدث مع اتحاد الكرة حدث مع باقي الاتحادات والأندية التي كان لها السبق في هذا النهج الذي أرساه زايد الخير رحمه الله بأن يعم الخير على كل من يطرق باب الإمارات، وتستفيد الدولة من مختلف الخبرات في شتى المجلات ومن بينها الرياضية.

1977

نجح قاسم سلطان في التعاقد مع الإنجليزي دون ريفي عام 1977 وكان أشهر مدربي زمانه حينذاك، واستطاع أن يجري العديد من الدراسات عن واقع كرة القدم الإماراتية ووضع ما يناسبها من أسس للتنظيم.

Email