زايد.. وعالمية القبيسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحارى، جاء..

وفي يده.

حفنة من رمال الأرض..

وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

وفي هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي.. حيث كان رحمه الله رياضياً بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يتناسب مع ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

لم يدر في خلد أحد، عند تشييد مدينة زايد الرياضية عام 1980، أن اهتمام الوالد المؤسس رحمه الله بلعبة البولينغ، سيثمر عن انتشارها بين شباب الإمارات بشكل كبير، وتنتج بطلاً على مستوى العالم.. إذ إن هذه اللعبة التي لم تكن في بؤرة اهتمام الكثيرين، وتعتمد في ممارستها على التركيز الذهني والدقة والهدوء والصبر والتريث ما جعلها تتماشى في سماتها مع العديد من الشباب.

وكان من حسن الطالع أنه لم تمض سوى 8 سنوات على افتتاح مدينة زايد، حتى توج البطل الإماراتي محمد خليفة القبيسي ببطولة العالم في المكسيك عام 1988، ثم توالت بعدها إنجازات هذا البطل، حيث حقق العلامة الكاملة (300 نقطة) في مشاركاته 15 مرة، وهو رقم كبير في عالم البولينغ، كما فاز ببطولة التصنيف العالمي في موسكو 2004.. بجانب إنجازات كثيرة حققها القبيسي خليجياً وعربياً وآسيوياً، ويكفي أنه أحرز ذهبيات كل التصنيفات في بطولة الخليج السابعة 2005 في مسابقات الفردي والثنائي والثلاثي، كما فاز ببطولة البحرين المفتوحة، وتمكن من الفوز بذهبية البطولة العربية للبولينج، ولهذا حظي القبيسي باستقبال الوالد المؤسس رحمه الله الذي أمر بتكريم خاص يليق بما حققه عالميا من انجاز، ويؤكد الى أي مدى اهتمت القيادة الرشيدة بالموهوبين من أبناء هذا الوطن.

ولمن لا يعرف، فإن رياضة البولينغ التي كانت ضمن اهتمامات الوالد المؤسس الشيخ زايد أضحت ذات موارد استثمارية في الرياضة الإماراتية، حيث ذكر تقريراً صدر في نوفمبر 2017 أن حجم الاستثمارات فى تجهيزات منشآت ومراكز لعبة البولينغ بالدولة وصلت إلى 25 مليون دولار ويتوقع وصوله إلى 150 مليون دولار خلال السنوات الأربع المقبلة، وأشار التقرير إلى أن الإمارات في مقدمة الدول العربية من حيث عدد خطوط البولينغ حيث يتوفر بها 300 خط، وأن مركز أبوظبي للبولينغ بمدينة زايد الرياضية هو الأكبر عربياً وخليجاً باحتوائه على 40 خطاً.

التقرير أكد أن الولايات المتحدة يوجد بها خط بولينغ لكل 2500 شخص، وفي اليابان خط لكل 4000 شخص وفي أستراليا خط لكل 6000 شخص وفي بريطانيا خط لكل 10 آلاف شخص وفي الصين خط لكل 300 ألف شخص، مما يشير الى ان عدد ممارسي البولينغ في تزايد مستمر، حيث يمارسها ما يقرب من 130 مليون شخص في أكثر من 100 دولة.

ويتكون مضمار البولينغ من ممر خشبي طويل ناعم جداً، ويبلغ طوله 18 متراً وعرضه 1,04 متر ويحد به من كل جهة مجرى يبلغ عرضه 23 سم ليصبح عرض المضمار بما فيه المجريان حوالي 152 سم.

أما الكرة، فيبلغ محيطها عن 70 سم ولا يزيد وزنها على 7,3 كيلوجرامات، وهي تمسك باليد لتصويبها تجاه أجسام على هيئة زجاجات خشبية أو بلاستيكية، ويبلغ طول كل واحدة منها 38 سم، ووزنها بين 1,3 ـ 1,6 كيلوجرام.

ومن ثمار اهتمامه رحمه الله برياضة البولينغ أنها باتت واحدة من أهم الألعاب في الأولمبياد الخاص بأصحاب الهمم، حيث تفوق فيها أبناء وبنات الإمارات، وحصدوا فيها العديد من الميداليات، بفضل انتشار المراكز المتخصصة في هذه الرياضة بالدولة.

هذه هي البولينغ التي اهتم بها الوالد المؤسس رحمه الله وأسفرت عن العديد من الإنجازات.

1988

توج البطل الإماراتي محمد خليفة القبيسي ببطولة العالم في المكسيك عام 1988، ثم حقق العلامة الكاملة (300 نقطة) في مشاركاته 15 مرة، كما فاز ببطولة التصنيف العالمي في موسكو 2004، أحرز ذهبيات كل التصنيفات في بطولة الخليج السابعة 2005.

Email