«زايد الرياضية».. مدينة المناسبات العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحارى، جاء.. وفي يده.  حفنة من رمال الأرض..  وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً.. ويستنفر في النفوس الهمم

كي يصنع وطنا.

يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم

جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان ومازال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب..

أيقظ روابط الأرحام، وألف بين القلوب، فأقام دولة، تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر.. فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات.. المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب العديد من الأبواب.

وفي هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي.. حيث كان، رحمه الله، رياضياً بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يناسب ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

جاء اهتمام الوالد المؤسس رحمه الله، بالرياضة، وتشييد بنية أساسية لها، لاستفادة الأجيال القادمة منها، كنظرة ثاقبة وبصيرة نافذة، إذ بعد سنوات من بناء مدينة زايد الرياضية، احتضنت الإمارات العديد من الفعاليات العالمية والمناسبات الكبرى، ورغم أن البداية كانت باستضافة بطولة العالم للبولينج 1988، إلا أن المدينة ظهرت كمنشأة عملاقة حينما تم تنظيم بطولة العالم للأندية في كرة القدم عامي 2009 و2010، ونتيجة للتنظيم المتميز منح الاتحاد الدولي مجدداً تنظيمها للإمارات 2017 و2018، ما يشير إلى أن فيفا وثق في قدرات وتوافر كل التقنيات الحديثة للتنظيم، من خبرات بشرية وإمكانيات مادية، ومنشآت رياضية، وإمدادات لوجستية، ويؤكد كذلك على أن القائد المؤسس عاش حاضر الوطن معتزا بماضيه ومهتما بمستقبله، وأنه صنع المجد أفراحا، وأزال من الوُجْد أتراحا.. حينما أسهب فيما ينفع الناس بأعماله وأفكاره العظيمة.

وعند ذكر مونديال الأندية، لا بد أن نذكر مباشرة مدينة زايد الرياضية، ذلك الصرح الشامخ الذي اعتاد على استقبال المناسبات الكبرى في مختلف الألعاب، لا سيما ملعب كرة القدم الذي تجاوز الثلاثة عقود منذ تدشينه عام 1980 وشهد خلالها العديد من المنافسات والبطولات وحضور كبار النجوم من مختلف دول العالم، إذ بخلاف المونديال الكروي للأندية، سبق واحتضنت المدينة، نهائيات بطولة آسيا 1985، وبطولة آسيا للشباب 1986، وكأس الخليج العربي عامي 1982، و1994، وكأس آسيا 1996، والمباراة الافتتاحية والختامية لكأس العالم للشباب عام 2003، كما تواجدت فيها أندية عالمية، مثل مانشستر يونايتد ونوريتش سيتي الانجليزيين، وسبارتاك موسكو، وآنجي ماخاشكالا، وكراسنودار الروسي، وجيونبوك الكوري الجنوبي، وكوبنهاجن الدنماركي، وهامبورغ الألماني وغيرها من الفرق العالمية.

ملعب كرة القدم تحديدا، يمثل الفسطاط الأساسي لمدينة زايد الرياضية، حيث اعتمد في البداية لتكون سعته 60 ألف متفرج، لكن مع أعمال التجديد والصيانة خفضت السعة لتصبح 43 ألف متفرج، وخصص فيها مقاعد لكبار الشخصيات، والمؤسسات، والمقصورات الملكية، والإعلاميين.

وقد يبدو الرقم مدهشا إذا عرفنا أن هذا الملعب استقبل في 2016 ما يقرب من 1.3 مليون زائر، في مناسبات مختلفة، كما سبق وبلغ أكبر حضور جماهيري في مدرجاته أكثر من 50 ألف متفرج خلال نهائي بطولة كأس العالم للأندية -الإمارات 2009- التي شهدت تتويج بطل أوروبا فريق برشلونة الإسباني باللقب، بعد تغلبه على بطل أميركا الجنوبية استوديانتس الارجنتيني بهدفين لهدف.

ومما يزيد من أهمية هذا الصرح الكبير الذي شيده زايد الخير أنها أصبحت من أفخم وأهم الملاعب الكروية في العالم بما فيها من تجهيزات فنية تتمثل في وجود ثلاث لوحات إلكترونية للإعلانات، لعرض الرسائل الإعلانية للرعاة، موزعة في زوايا مشاهدة مريحة لكافة المتفرجين في الملعب، كما يضم نظاماً صوتياً داخلياً متكاملاً يتيح التواصل الصوتي الفعّال مع الجمهور، يضاف إلى ذلك نظام الإضاءة الحديثة والمتناسقة التي تأتي ضمن أفضل معايير النقل والتصوير التلفزيوني.

المدينة الرياضية تحفة معمارية

لم يكن غريبا.. أن تصبح مدينة زايد الرياضية، معلما من المعالم الرياضية في الإمارات، حيث خُلدت مكانتها بتجسيدها على العملة الإماراتية فئة الـ 200 درهم.

Email