إنجازات زايد الرياضية تتحدث عن نفسها

ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلب الصحاري، جاء وفي يده حفنة من رمال الأرض وغصن من أغصان الأمل.

يستنهض حلماً وليداً، ويستنفر في النفوس الهمم كي يصنع وطناً يسابق به الأيام، وتتحاكى عنه الأمم جاء بقلب ينبض حباً، يشيّد كياناً متيناً، بلبنات القيم.

أسطورة من أساطير الزمن.. كان وما زال بسيرته ومسيرته شيخاً وحكيماً للعرب.

أيقظ روابط الأرحام، وألّف بين القلوب، فأقام دولة تحتضن الجميع، وتعلو فوق هامات القمم.

على ضفاف بلا أنهار غرس الشجر، فأورقت في تحدٍ، مسافات الثمر.

إنه الوالد المؤسس لدولة الإمارات، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أدرك مبكراً أهمية بناء الإنسان في كل الجوانب، بما فيها الرياضة، ففتح أمام الشباب الكثير من الأبواب.

وفي هذا نسرد ما يمكن استخراجه من سجل الذكريات بكل ما هو مفيد في المجال الرياضي، حيث كان رحمه الله رياضياً بالفطرة، يمارس من الرياضات ما يتناسب مع ميوله العربية الأصيلة، وشخصيته الهادئة الرصينة.

بالأمس دلفنا إلى رؤية الوالد المؤسس، رحمه الله، فيما يخص الشباب والرياضة، واليوم نستكمل بعض الإنجازات التي تحققت في عهده البهي من سيرة ومسيرة.

إذ لم تقتصر بصماته فقط على الصيد بالصقور وسباقات الهجن والخيول العربية الأصيلة، بل امتدت إلى أبعد من ذلك بكثير، من خلال تأسيس مجمع رياضي كبير لاستقبال أكبر الأحداث والمنافسات الكبرى، حيث أمر -رحمه الله- بإنشاء مدينة زايد الرياضية؛ لتكون صرحاً يتغنى به العالم، لما فيه من كل ما هو حديث.

وقد جمع بين أسواره العديد من المنشآت الرياضية العالمية، أبرزها بالطبع استاد كرة القدم الذي يتسع لأكثر من 60 ألف متفرج، وقد تم تقليصه مع عمليات الصيانة والتجديدات إلى ما يقرب من 43 ألف متفرج، بجانب مجمع البولينغ العالمي الذي استضاف العديد من البطولات القارية والدولية، ومجمّع التنس الذي يعد وجهة العديد من البطولات الكبرى، وملاعب هوكي الجليد التي تعتبر فريدة من نوعها على مستوى المنطقة.

ويشهد التاريخ لمدينة زايد الرياضية، منذ نشأتها حتى اللحظة، استضافتها العديد من البطولات العالمية الكبرى، سواء في عهده رحمه الله، أو بعد رحيله، حيث صدقت نظرته، وتجلّت رؤيته، عندما استضافت المدينة بطولة العالم للأندية بعد سنوات من رحيله طيّب الله ثراه، ما يؤكد أنه بنى لأبناء هذا الوطن ما يجعلهم يفخرون به عبر السنين.

وفي عهده، رحمه الله، كانت الاستضافة الكبرى لكأس العالم للشباب عام 2003، وأثبتت فيها إمارات زايد قدرتها على تنظيم المناسبات الكبرى والبطولات العالمية.

وقد شهدت البدايات الأولى لتأسيس بنية الرياضة الإماراتية، طفرة تصل إلى الإعجاز قياساً لعمرها الزمني.. حين أثمرت جهوده -رحمه الله- في تحقيق إنجاز رياضي عالمي بعد 17 عاماً فقط من تأسيس الدولة، وذلك عندما عُزف النشيد الوطني ورفرف علم الإمارات خفاقاً على منصة التتويج، بتواجد محمد خليفة القبيسي عليها كبطل للعالم في البولينغ عام 1988 للمرة الأولى في التاريخ، ليؤكد نجاح فكر زايد الخير وتخطيطه المستقبلي، ونظرته الثاقبة وبصيرته المستنيرة.

عقب هذه الميدالية العالمية توالت الإنجازات التي أصبحت حديث المتابعين والمراقبين، لوطن وُلد عملاقاً، ينطلق نحو العالمية في قفزات كبيرة، وبوفرة الإمكانيات ممهورة.

وفي عهده «طيّب الله ثراه» تحقق الإنجاز التاريخي بصعود المنتخب الوطني لمونديال 1990، في سابقة اعتبرها البعض إعجازاً؛ إذ لم يكن قد مر على تأسيس الدولة أكثر من 20 عاماً، ومع ذلك وصل الأبيض إلى كأس العالم في وقت، فشل فيه العديد من المنتخبات العتيدة.

يضاف إلى ذلك تشييد ملاعب جديدة على أحدث طراز، وتجديد ما يصلح من القديمة، حتى اتسعت مساحة الممارسة الرياضية لمختلف اللعبات، وأضحت الإمارات قادرة على استقبال المناسبات الكبرى، فاستضافت 1996 كأس آسيا، وحصل فيها الأبيض على الوصافة بعد الخسارة من السعودية بالركلات الترجيحية.

ولم يتوقف المد الرياضي للإمارات في عهد زايد، رحمه الله، بل امتد ليكون منارة ونبعاً من ينابيع كل حديث من الحضارة، حيث استضافت العاصمة أبوظبي بطولة العالم للفروسية 1998 في واحدة من أهم المنافسات الكبرى.

وفي 2003 استضافت الإمارات مونديال الشباب لكرة القدم، ووصل فيها الأبيض إلى الدور ربع النهائي، وسط إشادات كبيرة من رياضيي العالم بالتنظيم الراقي للبطولة.

انها بعض من انجازات الوالد المؤسس التي تتحدث عن نفسها.

2003

أثمر تنظيم مونديال الشباب 2003 على أرض زايد الخير عن ظهور العديد من المواهب الكروية، أبرزهم إسماعيل مطر نجم الوحدة والمنتخب الذي حصل على لقب أفضل لاعب في هذه البطولة، محققاً إنجازاً تاريخياً وعالمياً لم يكن سيتحقق لولا رؤية الوالد المؤسس والملهم الأول لكل من حققوا الإنجازات، وهكذا كان ولا زال المثل الأعلى لكل أبناء هذا الوطن في شتى المجالات، وعلى رأسها الرياضة.

 

 

 

 

 

 

 

Email