أذان الإذاعة

ما حكم الإفطار خطأً اعتماداً على الأذان في إحدى الإذاعات حيث أذن قبل الغروب بربع ساعة فأفطر بعض الناس اعتماداً على ذلك ثم تبين لهم أنهم أفطروا قبل المغرب؟

إن من أفطر ظاناً دخول وقت المغرب عملاً باجتهاد أو تقليداً لخبر عدل فبان خطؤه وجب عليه القضاء لأنه أفطر في نهار رمضان ولا عبرة بالظن البيّن خطؤه والأصل بقاء النهار، فكان عليه أن يتحرى الغروب حتى لا يفطر إلا عن يقين.

وأذان الإذاعة لا يفيد العلم اليقيني، إذ العلم اليقيني لا يفيده إلا الخبر المتواتر المستند إلى حسّ أو مشاهدة أو كلام الله الذي لا يحتمل التأويل أو مشاهدة الشخص نفسه. والله تعالى أعلم.

مفطرات

هل التحميلة الشرجية تفطر الصائم؟

التحميلة الشَّرجية، تفطر الصائم عند جمهور أهل العلم خلافاً للسادة المالكية، لأنها عين تدخل إلى الجوف من منفذ مفتوح. وقد أخرج البيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «إنما الوضوء مما يخرج وليس مما يدخل، وإنما الفطر مما دخل وليس مما خرج» وهذا خلافاً للمالكية فإنها لا تفطر عندهم، لأن وصول غير المائع للمعدة من منفذ أسفل لا يضر. والله تعالى أعلم.

وفاة

هل يجب قضاء الصيام عن والدي، علماً بأنه قد توفي؟

إذا أفطر المسلم شيئاً من رمضان وتمكن من القضاء فلم يقض حتى مات، فإن لوليه أن يصوم عنه خلافاً للمالكية، لحديث عائشة رضي الله عنها: «من مات وعليه صيام صام عنه وليه».

غير أن أمر الولي محمول على الندب لا على الوجوب. وهذا مذهب الشافعيــة، ويرى الجمهــور أنه لا يصوم أحدٌ عن أحدٍ كما لا يصلــي عنــه، وذلــك لظاهــر قول اللــه تعالى: (وأن ليــس للإنسان إلا ما سعــى) ورأوا أن الواجــب على من هذا حاله أن يُخْرَج مـن تركتــه إذا كــان لــه تركــة، إطعام مسكين عن كل يوم، فإن لم تكن له تركة تصدقوا عنه إن أحبوا. والله تعالى أعلم.

زينة

هل التزين في رمضان يفطر الصائم، بمعنى أن المرأة لو وضعت أحمر الشفاه، أو الكحل هل هذا يفطر الصائم، أم أنه مكروه؟

الزينة لا تفطر الصائم، لأنها توضع على الجسم ولا تدخل إلى الجوف، فوضع المرأة المساحيق ونحوها مما يكون على بشرتها، لا يفسد صومها إلا الكحل إذا وضعته في نهار الصوم ووصل إلى حلقها وابتلعته، فإنه يفطر عند المالكية والحنابلة وعليها القضاء، خلافاً للشافعية والأحناف الذين يقولون بعدم الفطر به.

غير أن الأولى للمرأة المسلمة الابتعاد عن وضع هذه المساحيق أثناء صومها، لأنه داع إلى الإثارة، والصائم في عبادة، ينبغي له أن يجتنب كل ما يثير الشهوة، لذلك كره له التطيب ونحوه، وعندها متسع من الليل للتجمل والتزين والتَّبعُّل.