«العيد» يُنعش أسواق الذهب

مع اقتراب عيد الفطر تشهد أسواق الذهب في الدولة حركة نشطة في عمليات البيع والشراء، لتشهد مبيعات المعدن الأصفر ارتفاعاً كبيراً مقارنة بالأيام العادية من السنة، مدعومة بشراء الهدايا الذهبية لتقديمها للأقارب والأبناء والمعارف إلى جانب بدء موسم الأعراس، حيث يقدر خبراء نسبة النمو في المبيعات بين 80 إلى 100% خلال هذا الموسم الاستثنائي الذي يشكل ذروة الطلب خلال العام وهو ما يأتي بالتزامن مع تزايد وتيرة الإقبال من جانب المقيمين خصوصاً على الشراء كهدايا لذويهم وعائلاتهم وأقاربهم وقرب موسم الأعراس في فترة إجازة العيد وما بعدها.

ويُعد الذهب من المعادن الثمينة ذات القيمة المُرتفعة وإحدى أهم أدوات الزينة للنساء، حيث يقبل بعض أفراد المجتمع على شرائه مع قرب مناسبات الأعياد بشكل ملحوظ، ما يساعد في ارتفاع أسعاره خلال الفترة الحالية.

أقوى المواسم

ويعد موسم

عيد الفطر من أقوى المواسم التي يستعد لها سوق المجوهرات والمشغولات الذهبية بإطلاق أكبر تشكيلة من الذهب المحلي ليناسب كل الأذواق، حيث يتزامن موسم العيد وإقبال المقيمين على الذهب الإماراتي، مع موسم الصيف الذي يعرف بموسم المشغولات الذهبية والألماس والأحجار الكريمة، نظراً لارتباطه بمواسم الأفراح والأعياد وحفلات الزواج والتي تتم عادة أيام العطل الصيفية وإجازات المدارس.

فترة الذروة

قال توحيد عبد الله، رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات، إن أسواق الذهب تصل إلى فترة الذروة التي تسبق أيام عيد الفطر مع توجه المتعاملين وخصوصاً المقيمين لشراء الهدايا قبل فترات الإجازات وسفرهم لأوطانهم، مضيفاً أن الأسبوع الأخير من شهر رمضان وموسم عيد الفطر يشهد عادة تحقيق زيادة في حجم مبيعات الذهب في أسواق الدولة بنسبة تصل إلى 100% مقارنة بالأيام العادية، حيث ترتبط تلك الفترة بانتعاش قطاع تجارة التجزئة والتي تعتمد بشكل رئيسي على مواسم الأعياد والإجازات والعطلات، لافتاً إلى أن عيد الفطر يعتبر مناسبة تكثر فيها حفلات الزفاف والتي تسهم بشكل مباشر في الإقبال المتزايد على شراء الذهب.

عروض

وأضاف أن الشركات عادة ما تقوم بإطلاق تشكيلات متنوعة تناسب مختلف الأذواق والدخول خلال موسم رمضان والأعياد بالإضافة إلى طرح عروض معينة لاستقطاب المستهلكين وتنشيط المبيعات، موضحين أن العروض تشمل إما بيع «موديلات» للمشغولات دون مصنعية، أو عروض سحوبات على هدايا محددة، الأمر الذي يدعم تنافسية الأسواق خلال شهر رمضان وفترة العيد. وأكد توحيد عبد الله، أن أسواق الذهب في الدولة تشهد بشكل عام معدلات نمو كبيرة تواكب النمو الحاصل في القطاعات الاقتصادية الأخرى، لافتاً إلى أن التزايد الكبير في أعداد السياح القادمين إلى الدولة، يعزز من نمو المبيعات بصورة كبيرة. وأشار رئيس مجموعة الذهب والمجوهرات إلى أن أسواق تجارة الذهب في الدولة تحظى بمكانة رائدة إقليمياً وعالمياً، خاصة في ظل دخول اللائحة الفنية للقانون بشأن القانون الاتحادي للرقابة على الاتجار في الأحجار ذات القيمة والمعادن الثمينة ودمغها، حيز التنفيذ العام الماضي.

الهدية المفضلة

وقال انتصار ورد مدير محل «جوهرة بغداد لتجارة الذهب»، إن موسم العيد من أفضل المواسم على قطاع الذهب، حيث تنتعش حركة البيع والشراء على غرار كثير من السلع الأخرى، مضيفاً أن ما تشهده السوق من إقبال يأتي من الحرص على اقتناء الذهب وتقديمه كهدايا، حيث يعتبر الهدية المفضلة لدى الكثيرين في مختلف الأعياد والمناسبات، وينتهز كثير من الشباب المقبلين على الزواج فرصة العيد لعقد حفلات الزفاف.

ونوه بأن غالبية تجار الذهب يراهنون على عيد الفطر التي يصل فيه الطلب إلى مستوى الذروة، لانتشال الموسم من حالة تباطؤ المبيعات التي تستمر طيلة شهر رمضان وذلك من خلال إضافة مخزون جديد وإطلاق حملات ترويجية تسويقية متفردة ومتميزة وتقديم خصومات وعروض لتشكيلات متنوعة من المجوهرات الذهبية تلبي جميع الأذواق ومختلف الطلبات والميزانيات، وهو ما يضفي على تجارة المعدن الأصفر طابعاً جيداً خلال هذا الموسم المهم. وأضاف انتصار ورد أن «معظم الزبائن من المقيمين والزوار من جنسيات عربية مختلفة سواءً من مصر، العراق، الأردن، سوريا وغيرها مع نسبة معتبرة من المواطنين المحليين».

موسم استثنائي لمبيعات المجوهرات

قال محمد رفيق، مدير محل «علي عمار للأحجار الكريمة والمجوهرات»، إن عيد الفطر يعتبر «موسماً استثنائياً» لمبيعات الذهب والمجوهرات، حيث تشهد الأيام السابقة عليه إقبالاً كبيراً على محال الذهب والمجوهرات مع تزايد وتيرة الإقبال من جانب المقيمين خصوصاً على الشراء كهدايا لذويهم وعائلاتهم وأقاربهم، مضيفاً: «حركة السوق تنتعش غالباً بشكل واضح في آخر أسبوع من شهر رمضان».

وأضاف أن الإقبال كان محدوداً في بداية شهر رمضان إلا أنه مع بداية النصف الثاني من الشهر يرتفع الإقبال بشكل تدريجي إلى أن يصل ذروته خلال عيد الفطر، مما أسهم في رفع حركة الشراء خلال هذه الفترة بشكل ملحوظ ما يزيد مستوى مبيعات الذهب والمجوهرات بأكثر من 80% تقريباً عن الأيام الأخرى.

وأوضح محمد رفيق أن مشتريات الذهب خلال موسم العيد تتركز عادة على الأطقم البسيطة من عياري 18 و21 قيراطاً، اللذين يعدان الأكثر تنوعاً في موديلات التصنيع والتصاميم، بخلاف المناسبات الأخرى كالأعراس التي يركز فيها الزبائن على شراء الأطقم الثقيلة، لافتاً إلى أن الأسعار الحالية محفزة على شراء الذهب رغم الزيادات المحدودة ما سيكون لها تأثيرات إيجابية على تنشيط حركة المبيعات على المشغولات والمجوهرات.

أسعار الذهب

وسجلت أسعار الذهب في الدولة ارتفاعات ملحوظة منذ بداية العام الحالي راوحت قيمتها بين 3 إلى 8 دراهم للغرام من مختلف العيارات.

وخلال مسح أجرته «البيان» على تعاملات أسواق الذهب الإماراتية، انتعشت الأسعار خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، توافقاً مع الأسواق العالمية للمعدن الأصفر.

ويأتي المنحنى الصاعد لأسعار الذهب العالمية عموماً خلال الشهر الجاري في ظل التوتر المتصاعد الذي يشوب الاقتصاد العالمي عامة، ما دفع المستثمرين على اختلاف فئاتهم إلى البحث عن ملاذ آمن بلا مخاطر، لذلك اتجهوا إلى المعدن الأصفر الذي يعد ملاذهم التقليدي الأول في مثل هذه الظروف.

وبلغ سعر غرام الذهب من عيار 24 قيراطاً 154.25 درهماً بارتفاع قدره 2.77 درهم، مقارنة بسعره في نهاية العام الماضي عند 151.48 درهماً.

ووصل سعر الغرام من عيار21 قيراطاً إلى 140.75 درهماً بارتفاع بلغ 8 دراهم، بينما بلغ سعر غرام الذهب من عيار 18 قيراطاً 120.5 درهماً بزيادة بلغت 6.9 دراهم.

«عيدية المجوهرات» تزيد الطلب على المعدن الثمين

يراهن تجار الذهب على «عيدية المجوهرات»، التي يجري تقديمها خلال أيام عيد الفطر المبارك، في إنعاش الطلب على المعدن الأصفر وزيادة مبيعاتهم في هذا الوقت من العام الذي يطلقون عليه اسم «الموسم»، نظراً لما يشهده من زيادة كبيرة في المبيعات.

وتعد العيدية من أهم وأبرز مظاهر عيد الفطر المبارك التي جرى توارثها على مدار مئات السنين، وقد اختلف مضمونها، بأن اتجه البعض إلى تقديم العيديات في صورة مجوهرات بدلاً من المبالغ النقدية.

موسم الأعراس

وتتوافق عطلة عيد الفطر مع بداية موسم العطل الصيفية والتي تكثر بها حفلات الأعراس الأمر الذي يزيد إقبال عدد كبير من المتعاملين على شراء المشغولات الذهبية، خلال أو عقب العيد، ويسهم في دعم مبيعات المشغولات في الأسواق استعداداً لحفلات الزواج التي تقام في المعتاد خلال أو في أعقاب عيد الفطر.

ويعد سوق الذهب في دبي والإمارات من ضمن الأسواق القوية التي يذاع صيتها باعتباره من أشهر وأكبر أسواق المعدن الأصفر في العالم، وخاصة بعد أن دخلت الدولة ضمن الأسواق الاستهلاكية البارزة في ميدان تجارة الذهب نتيجة اعتماده على تجارة التجزئة، إضافة إلى جودته، ما يساعد على زيادة الإقبال من المستهلكين من مختلف الجنسيات.

تشكيلات الأعراس

يتزايد الطلب على المجوهرات والذهب خلال مواسم الأعراس فيما يرتفع الطلب على الماس في المناسبات السعيدة لتتربع على عرش التشكيلات المعروضة خلال الأعراس وحفلات الزواج والخطوبة.

وعاء ادخاري

يعد الذهب أفضل وعاء ادخاري عبر التاريخ، وهو ما أدركه الأولون، ومن هنا ظهرت مقولة «الذهب زينة وخزينة» لكونه يضفي بهجة وإشراقاً على منظر المرأة.

مخزن للقيمة

يعد الذهب مخزناً للقيمة حيث يمثل لحائزيه من الأسر أو السيدات وسيلة تحوط لمواجهة أي ضائقة مالية مفاجئة وبمثابة أداة تحوط وقت الأزمات.

العرض والطلب

تتغير أسعار الذهب بصورة مستمرة فيما يؤكد التجار أن تحركات الأسعار تحكمها السوق العالمية وتفاعل العرض والطلب الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على أسعار الذهب في الإمارات.