صناعة الأغذية والمشروبات.. الرابح الأكبر على مائدة الاستهلاك الرمضاني

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتصدر قطاع الأغذية والمشروبات المشهد الاستهلاكي خلال شهر رمضان المبارك باعتباره الرابح الأكبر من ارتفاع الإقبال إلى مستويات تصل إلى الذروة مقارنة بباقي أشهر العام.

وتتأهب الشركات المتخصصة في القطاع قبل حلول شهر الصوم لمواكبة الزيادة في الاستهلاك والطلب من خلال رفع معدلات الإنتاج التي تصل في بعض فئات المنتجات إلى الحد الأقصى للطاقة الإنتاجية.

ويوضح راينر مولر، مدير التواصل والإعلان في نستله الشرق الأوسط، أن توفر منتجات الشركة في المتاجر قبل وأثناء الشهر الكريم مسألة بالغة الأهمية، حيث تعمل على استباق الطلب المتوقع وتضمن توفرها في المتاجر قبل شهر واحد على الأقل لتتيح للمستهلكين شراء ما يرغبون فيه بالكمية التي تلائم احتياجاتهم طوال الشهر، ويضيف: «أما بالنسبة لمصانعنا المحلية، فهي تقوم بإعداد الخطط الإنتاجية لشهر رمضان المبارك، الذي يعد ذروة الإنتاج قبل عام، لضمان وصول المخزون إلى المتاجر في وقت مبكر ومساعدة الناس على اتخاذ قراراتهم الغذائية والصحية، وعادة ما نوفر للمستهلكين خلال شهر رمضان المبارك حزماً متعددة لصنف من المنتجات الرئيسية مثل الشوربات ومرق الدجاج والحليب المحلى المكثف إلى جانب هدايا مميزة تشجعهم على طهي وخبز وصفات صحية».

منتجات صحية

ويشير مولر إلى أن شهر رمضان المبارك يترك تأثيراً مختلفاً على أعمال شركة نستله؛ فيمكن أن تصل نسبة مبيعات بعض علامات نستله التجارية خلال الشهر الفضيل إلى 40٪ من حجم مبيعاتها السنوية. ففي شهر رمضان المبارك يقوم المستهلكون بشراء احتياجاتهم بأحجام وكميات أكبر من المعتاد، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على المبيعات، ويضيف قائلاً: نطمح في شركة نستله للاستمرار في تقديم منتجات أشهى وأكثر صحة خلال هذا الشهر لمزيد من المستهلكين وتنمية أعمالنا كذلك.

وحول أبرز التغيرات السعرية في منتجاتهم بالإمارات يقول مولر: عادة ما نوفر للمستهلكين خلال شهر رمضان المبارك حزماً متعددة لصنف من المنتجات الرئيسية مثل الشوربات ومرق الدجاج والحليب المحلى المكثف إلى جانب هدايا مميزة تشجعهم على طهي وخبز وصفات صحية.

وفيما يتعلق بأبرز التغيرات في سلوك المستهلكين، يقول مولر إن شهر رمضان المبارك يعد فترة مثالية للاحتفاء بمن حولنا ونشر قيم العطف والكرم والمشاركة في مآدب الطعام والحلويات اللذيذة خلال الإفطار بعد غروب الشمس، واكتساب الطاقة اللازمة لصيام اليوم التالي أثناء السحور قبل شروق الشمس.

ويضيف: لاحظنا في السنوات الأخيرة توجهاً عاماً يظهر أن الطهي في شهر رمضان المبارك لم يعد مقتصراً على إعداد الأطباق التقليدية المفضلة. فقد أصبح الناس يبحثون عن وصفات طعام من مطابخ عالمية متنوعة ويتناولون الأطباق المحضرة في البيت على موائد الإفطار ويقللون من تناول الطعام في المطاعم وطلب الوجبات السريعة. وعلاوة على ذلك، ينظر الناس إلى شهر رمضان أيضاً كفترة مناسبة لتقليص كميات الطعام التي يتناولونها ومراقبة أوزانهم.

قائمة غنية

ورداً على سؤال حول أهم المنتجات التي يتركز عليها الطلب قبيل الشهر الفضيل وخلاله قال مدير التواصل والإعلان في نستله الشرق الأوسط يهدف النهج الذي نتبعه قبل وأثناء شهر رمضان المبارك إلى مساعدة المستهلكين على مشاركة أجمل لحظات تناول الطعام مع أسرهم وأصدقائهم. تعد وجبات السحور والإفطار الصحية، بما في ذلك الحلويات، ركناً رئيسياً لتقديم قائمة غنية بوصفات الطعام الرمضانية.

وفي هذا العام، ستركز علامة ماجي أيضاً على وصفات مكونة من الطعام المتبقي بعد الوجبات للمساهمة في تقليل كميات الطعام المهدرة. وتضم قائمة منتجاتنا الرئيسية شوربات ماجي والتي أضفنا لها شوربة البطاطا والكراث محدودة الإصدار، والتي ستكون متاحة فقط خلال شهر رمضان المبارك؛ ومرقة الدجاج بالأعشاب الطبيعية - من ماجي والمصنوعة من مكونات موجودة في خزانة مطابخكم، ويمكن استخدام هذه المرقة في وصفات متنوعة تقليدية وعالمية.

وبالطبع، لا يمكننا أن ننسى وصفات الحلوى التي يمكن تحضيرها باستخدام حليب نستله المكثف المحلّى. ويلفت مولر إلى أن الاختلاف بين مواطني كل بلد يتجلى في الأطباق والمكونات والوصفات التي يستخدمونها في إعداد طعامهم. ومع ذلك، فإن فترة شهر رمضان المبارك تعتبر إحدى الفترات القليلة بالسنة التي تتوحد بها السلوكيات الاستهلاكية بين الجنسيات المختلفة، ويعود ذلك لكون المستهلكين أكثر انفتاحاً على استكشاف المأكولات المختلفة.

القطاع مساهم حيوي في الاقتصاد الوطني

تشكل صناعة الأغذية والمشروبات مساهماً حيوياً في الاقتصاد الوطني، حيث تساهم 17% في إنتاج الصناعات التحويلية في دبي، كما يأتي القطاع ضمن محاور استراتيجية دبي الصناعية 2030، فيما تستحوذ الأغذية والمشروبات على ما يقارب 6.5% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية غير النفطية لدبي.

وأظهرت دراسة أعدتها مؤسسة دبي لتنمية الصادرات أن تقديرات قيمة مبيعات الأغذية والمشروبات خلال العام 2018 تصل إلى 75.5 مليار درهم، وتشكل حصة الأغذية منها 90% مقابل 10% حصة مبيعات المشروبات، وذلك بحسب بيانات مؤسسة «بزنس مونيتور انترناشيونال - بي إم آي» للأبحاث.

وتستحوذ اللحوم والدواجن على الحصة الأكبر من مبيعات الأغذية في الإمارات، بنسبة تصل إلى 24%، تليها مبيعات الخبز والأرز ورقائق الحبوب بـ14%، وحلت كل من الألبان والأجبان ثالثاً بـ13% والخضراوات أيضاً بذات النسبة.

وتوقعت مؤسسة «بزنس مونيتور انترناشيونال - بي إم آي» للأبحاث نمو مبيعات الأغذية في الدولة بنسبة 4.6% خلال العام الجاري، على أن تسجل معدل نمو مركباً بنسبة 6% خلال الفترة من 2019 لغاية 2023، ومن المتوقع أن تحقق مبيعات المشروبات في الدولة نمواً بمعدل 6.9% خلال 2019، على أن يصل معدل النمو المركب إلى 6% خلال الفترة من 2019 لغاية 2022. وتوقعت الدراسة نمو مبيعات الأطعمة المخبوزة في أسواق الدولة بمعدل سنوي 7.1% لغاية 2022 في ظل تنوع أنماط الاستهلاك لدى السكان، على أن يسجل قطاع الزيوت والدهون أكبر معدل نمو سنوي مركب بقيمة 7.5% خلال الفترة من 2019 - 2020.

اللحوم والقهوة والشاي أسرع المنتجات نمواً

تسجل أسواق الدولة طلباً متزايداً على الأغذية والمشروبات، وتأتي اللحوم الحلال والقهوة الطازجة والشاي الأخضر من أسرع فئات المنتجات نمواً في الإمارات، مؤكداً كذلك أن هناك نمواً ملحوظاً في الطلب على الأغذية المعلبة والطازجة.

وبحسب غرفة تجارة وصناعة دبي، سجل القطاع اهتماماً كبيراً من قبل منتجي ومصدري المواد الغذائية في أوراسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لحرصهم على التعاون مع دبي في مجال الأمن الغذائي، واستخدام الإمارة مركزاً لإعادة التصدير بهدف الوصول إلى أسواق المنطقة.

وعلى المستوى الإقليمي، توقع تقرير «جلفود» لتوقعات قطاع الأغذية والمشروبات العالمي 2019 والذي أعدته مؤسسة «يورومونيتور إنترناشيونال»، أن مبيعات الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوف ترتفع من 145.4 مليار دولار في عام 2018 إلى 171.1 مليار دولار بحلول عام 2023 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3.33%.

وذكر التقرير أن الاستهلاك العالمي للأغذية والمشروبات سوف يرتفع من 8.5% حالياً إلى 8.9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. وقال التقرير إنه مع نمو الطلب في القطاع، نتيجة تزايد التعداد السكاني وتوسّع المناطق الحضرية والعمرانية، فإن منطقة آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا تسجّل أعلى مستويات الطلب في هذا السياق.

894

يبلغ عدد المنشآت المتخصصة في الصناعات الغذائية العاملة في دبي، بما لا يشمل المناطق الحرة 894 منشأة، وأظهرت بيانات اقتصادية دبي، أن دبي سجلت تأسيس 34 شركة جديدة متخصصة في الصناعات الغذائية، مقارنة بـ 50 شركة تم تأسيسها في 2017.

زيادة العروض

تحرص الشركات العاملة في قطاع الأغذية والمشروبات على تعزيز التنوع في منتجاتها لمواكبة تنوع الجنسيات في الأسواق المحلية مع احتضان الإمارات أكثر من 200 جنسية، ما يفرض ضرورة مواكبة متطلبات مختلف الشرائح والفئات في الأسواق.

تحول رقمي

بات التحول الرقمي ضرورة حتمية لقطاع الصناعة بشكل عام، وقطاع الأغذية والمشروبات بشكل خاص، في ظل تسارع حركة التصنيع، ومن أجل مواكبة التغيرات المستمرة في أذواق وتوقعات المستهلكين.

شركات جديدة

أظهرت بيانات اقتصادية دبي، أن دبي سجلت تأسيس 34 شركة جديدة متخصصة في الصناعات الغذائية، مقارنة بـ 50 شركة تم تأسيسها في 2017، و55 شركة في 2016، و41 شركة في 2015، و68 شركة في 2014.

Email