تنافس إعلاني على كعكة الاستهلاك الرمضانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُشكل شهر رمضان المبارك الموسم الأهم والأبرز بالنسبة لقطاع الإعلان والتسويق وخاصة بالنسبة للشركات المتخصصة في قطاع المنتجات الاستهلاكية، حيث يتنافس المعلنون والمنتجون والموزعون لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المستهلكين عبر مختلف القنوات الإعلامية التي يأتي في مقدمتها التلفزيون والإعلانات الخارجية والصحف، بالإضافة إلى الوسائط الرقمية بما يشمل وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت منصة ترفيهية رئيسية خلال شهر رمضان.

وبات احتدام التنافس الإعلاني خلال شهر رمضان المبارك ظاهرة تميز وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها في ظل كثرة الإعلانات التلفزيونية وكثافة عرضها خلال البرامج والمسلسلات، وفي ظل تركيز المعلنين على مطاردة المستهلك عبر مختلف الوسائط من خلال دراسة سلوكه على شبكة الإنترنت، باتت الإعلانات تلاحق المرء بدءاً من التلفزيون واليوتيوب مروراً بمحركات البحث على الشبكة العنكبوتية وصولاً إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

المنتجات الاستهلاكية

وتستحوذ المنتجات الاستهلاكية وفي مقدمتها الأطعمة والمشروبات على الحصة الأكبر من الإعلانات الرمضانية عبر مختلف الوسائط الإعلامية، فيما تقدم من جانب آخر شركات من قطاعات أخرى عروضاً رمضانية خاصة على غرار السيارات وتعمل على تكثيف حملاتها التسويقية والإعلانية خلال الشهر لاستقطاب أكبر عدد من المستهلكين.

ويشكل رمضان أيضاً ذروة الإنتاج التلفزيوني، ووفقاً لتقرير نظرة على الإعلام العربي الصادر عن نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مدينة دبي للإنترنت، يؤكد شهر رمضان المبارك سيطرة مشاهدة قنوات البرامج المنوعة العامة مرة أخرى، فخلال الشهر الكريم تطلق القنوات المجانية أهم المسلسلات الجديدة، مثل المسلسلات الأجنبية المدبلجة والمسلسلات العربية ذات الإنتاجات الضخمة أو التي يلعب أدوارها الصف الأول من النجوم، وتستغل بالنتيجة موسم المشاهدة العالية إلى الحد الأقصى.

الدراما العربية

والواقع، أن 59% من مجموع المسلسلات التي تبث في شهر رمضان هي مسلسلات الدراما العربية، ويعكس هذا شعبية هذا النوع من المسلسلات في المنطقة، بينما تنخفض نسبة أنواع أخرى من المحتوى عادة خلال شهر رمضان، مثل الأفلام والرياضة.

وفي المقابل، تبقى المسلسلات بعد رمضان والأفلام وبرامج أساليب الحياة، الأنواع الرئيسية لمحتوى القنوات المجانية في المنطقة، بينما تتعلق مشاهدة الرياضة «كرة القدم في المقام الأول» بالأحداث الرياضية المحلية أو العالمية، لكنها نوع رئيسي من المحتوى الذي يتابعه جمهور المشاهدين أيضاً.

ويؤكد التقرير أنه وخلافاً للاعتقاد الشائع، ما زال التلفزيون يتربع على عرش الترفيه ووسائل الإعلام في المنزل، أو على الأقل يحتل الصدارة في غرفة المعيشة، ويحتفظ بمكانته الثابتة تلك منذ سنوات، فعلى الصعيد العالمي بقيت معدلات مشاهدة التلفزيون مستقرة نسبياً، دون أن تتأثر بالنمو الملحوظ لمعدلات مشاهدة الفيديو الرقمي في الأعوام الأخيرة.

الفيديو الرقمي

وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من كبريات الأسواق التي تجسد هذا الاتجاه، حيث يتابع فيها المشاهدون محطات التلفزيون بمعدل 268 دقيقة ويلاحظ أن إقبالهم على مشاهدة التلفزيون بقي مستقراً تقريباً بين 258 - 268 دقيقة يومياً على الرغم من ارتفاع معدلات الإقبال على مشاهدة الفيديو على الشاشات الأخرى.. والخلاصة، أن نمو معدلات مشاهدة الفيديو الرقمي على معظم الأجهزة الرقمية لا يحدث على حساب معدل مشاهدة التلفزيون، والاستثناء الوحيد الملاحظ هنا تراجع معدلات مشاهدة الفيديو على كل من الحواسيب المكتبية والمحمولة بسبب ازديادها على الأجهزة النقالة.

ولا تختلف الصورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن المشهد العالمي، فما زال التلفزيون وسيلة الإعلام الرئيسية أيضاً، بينما بدأت المشاهدة الرقمية تسيطر على معدلات المشاهدة عموماً.

ويستخلص من تلك التغيرات العالمية والإقليمية مؤشر مهم، وهو أن مشاهدة الفيديو ارتفعت عموماً بنسبة 15% منذ العام 2010، لكن ذلك يعود أساساً إلى زيادة معدلات المشاهدة على الشاشات الجديدة، وأهمها شاشات الهواتف النقالة.

وبقيت مشاهدة محطات التلفزيون مستقرة بدرجة كبيرة، أصبحت المشاهدة الرقمية تمثل محرك نمو معدلات مشاهدة الفيديو عموماً.

البوصلة تتجه نحو بيانات محركات البحث

تتزايد أهمية بيانات ونتائج محركات البحث بالنسبة لمختلف قطاعات الأعمال بشكل عام وصناعة الإعلان والتسويق بشكل خاص، حيث بات رصد سلوك الفرد على شبكة الإنترنت والوسائط الرقمية محط تركيز الشركات المعنية بالإعلان وذلك لأهميته في توجيه الإعلانات المناسبة لما يبحث عنه المستهلك عبر مختلف المنصات.

المقاطع الترفيهية

وبحسب تقرير صادر عن شركة غوغل، ترتفع عمليات البحث عن مقاطع الفيديو الترفيهية بنسبة تصل إلى 50% خلال رمضان مقارنة بالشهر الذي قبله، فيما يرتفع البحث عن الطبخ بنسبة 30%، ويسجل البحث عن ألعاب الفيديو نمواً يتراوح بين 20 لغاية 25%، بالإضافة إلى ارتفاع البحث عن السيارات والأجهزة المنزلية والسفر.

وأوضح التقرير على سبيل المثال، يرتفع البحث خلال شهر رمضان عن طريقة صناع الكنافة والحلويات، وفي ظل هذه المعطيات، قامت إحدى أشهر العلامات التجارية لمنتجات الشوكولا القابلة للدهن بضخ محتوى رقمي ومرئي متنوع يتناول وصفات خاصة لإعداد الحلويات باستخدام الشوكولا القابلة للدهن خلال شهر رمضان.

وتساعد بيانات محركات البحث على تطوير حملات إعلانية وتسويقية مبتكرة تواكب ما يبحث عنه المستهلكون في مختلف القطاعات والمنتجات بحسب غوغل.

الإعلان الرقمي

وفي ظل نمو التركيز على الإعلان الرقمي، قامت إحدى أكبر شركات المشروبات الغازية في العالم خلال شهر رمضان خلال السنوات السابقة بتخصيص 100% من ميزانيتها الإعلانية المحددة لرمضان نحو الإعلام الرقمي فقط.

ويظهر الانتشار الواسع وارتفاع المشاهدات على يوتيوب آفاق الإعلام الرقمي مما حفز المعلنين على تخصيص ميزانيات أكبر عاماً بعد عام للإعلان عبر الوسائط الرقمية، وقد ساهم يوتيوب أيضاً في خلق منافسين جدد على ساحة الإعلام الرقمي مما أسهم في زيادة حجم هذا القطاع على المستوى العام، وبات يستحوذ على اهتمام المزيد من الاهتمام عاماً بعد عام وأصبح لدى المشترين والبائعين توجه أكبر نحوه.

ويسجل الإعلان الرقمي في المنطقة العربية معدلات نمو سنوية تتراوح بين 15% و20%، وهو ما يدعم مباشرة طفرة المحتوى العربي بحسب تقارير متخصصة، ويأتي هذا النمو في ظل عدة عوامل رئيسية تشهدها المنطقة، في مقدمتها ازدياد انتشار استخدام الإنترنت عبر مختلف الوسائل وفي مقدمتها الهواتف الذكية، إلى جانب توجه الشركات والمؤسسات المعلنة إلى مواكبة تزايد الإقبال على المحتوى الرقمي باللغة العربية، وذلك من خلال استراتيجيات متنوعة ومبتكرة للإعلان الرقمي والوصول إلى الشرائح المستهدفة لكل معلن.

تزايد المنصات الرقمية بالمحتوى العربي

تشهد الدول العربية نمواً مستمراً في المنصات الرقمية المتخصصة بالمحتوى العربي مع تنوع اختصاصاتها، بدءاً بأخبار الترفيه والمجتمع مروراً بالأخبار المتخصصة وفي مقدمتها المال والأعمال والتقنيات الحديثة، وصولاً إلى الأخبار المتنوعة التي باتت تستقطب المزيد من القراء بشكل يومي، وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تقديم إضافة حيوية إلى منصات المحتوى بما يرفع عدد الزوار والمستخدمين يومياً.

نمو الإنفاق

ووفقاً لتوقعات تقرير «بي دبليو سي» العالمية للترفيه ووسائل الإعلام للأعوام 2016 ـ 2020، ارتفع الإنفاق الإعلاني عبر الإنترنت في الإمارات من 77 مليون دولار عام 2011 إلى 215 مليون دولار عام 2015، وهي زيادة بنسبة 179 بالمئة، مما يجعلها ثاني أكبر وسيلة للإعلان بعد الصحف.

وتوقع التقرير نمو الإعلان عبر الإنترنت في دولة الإمارات بشكل أكبر في الأعوام القادمة، لتصل عوائده إلى 517 مليون دولار بحلول عام 2020، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 19.2 بالمئة.

تسجّل منصة الفيديو «يوتيوب» نمواً في عدد المشاهدين بمعدل يصل إلى 3 أضعاف خلال شهر رمضان.

أكبر المستفيدين

يواصل محرك البحث «غوغل» تصدر المرتبة الأولى بين المنصات المستفيدة من الإعلان الرقمي حيث يستحوذ على 31.1% من الإنفاق الإعلاني الرقمي أي 103.73 مليارات دولار العام الجاري.

المركز الثاني

توقعت مؤسسة «إي ماركيتير» أن يأتي فيسبوك بالمرتبة الثانية عالمياً بين منصات الإعلان الرقمي خلال العام الجاري من خلال تحقيق عوائد إعلانية صافية بقيمة 67.3 مليار دولار.

مزاحمة

يزاحم موقع «علي بابا» الصيني على صدارة منصات الإعلان الرقمي بحصة 29.2 مليار دولار، فيما يحل موقع أمازون رابعاً من حيث العوائد الإعلانية بـ14 مليار دولار.

%15

نمت عمليات مشاهدة الفيديو عالمياً 15% منذ 2010 لكن بدعم انتشار الشاشات الجديدة، خاصة شاشات الهواتف النقالة وأجهزة «آي باد».

Email