تحفة فنية

«عفاريت السيالة» دراما كلاسيكية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

"عفاريت السيالة" تحت هذا العنوان، أطلّ الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة على جمهوره في عام 2004، ليقدم لهم تحفة فنية رائعة، نالت اعجاب الجميع، لدرجة أن البعض اعتبرها واحدة من كلاسيكيات الدراما المصرية.

هذا العمل والذي تولى إخراجه المصري إسماعيل عبد الحافظ، وعرضه تلفزيون دبي في العام 2004، تميز بجمال نصه ومحتواه الثقافي وارتفاع مستوى إخراجه وممثليه، ومن بينهم أحمد الفيشاوي وحسن حسني وعبلة كامل وصفية العمري.

كره الشر

يعرض النص حياً شعبياً من أحياء مدينة الإسكندرية، هو حي السيالة. ويسلط الضوء على شخصية رزقة، التي تنذر نفسها لتربية ابن أختها المتوفاة كريمة، فتضرب عن الزواج بعد مقتل خطيبها بكر، على يد دحّة الطلياني، الذي كان يسافر إلى ليبيا، ويعود إلى بلده بعد مرور 10 سنوات على مقتل بكر.

يبدأ النص وقد كبر مغاوري، بين خالتيه رزقة، التي يعتبرها أمه ويناديها بذلك، وعظيمة، التي تعيش معهم في البيت نفسه، مع ابنها، وابنتها «إدارة» التي صارت أختاً لمغاوري من الرضاعة، ولأن مغاوري لم ينل حظه من التعليم، فقد توطدت صداقة قوية بينه وبين مجموعة من الفتيان الصعاليك "عفاريت السيالة" العاطلين عن العمل مثله، والذين يتميزون بكرههم للشر، وتعاونهم في سبيل الخير.

وفي الأثناء يظهر صالح الحامولي، الملياردير المعاني من طمع زوجته اللعوب قسمت هانم، وأبنائه منها الذين ينتظرون موته بفارغ الصبر، ويتصارعون على اقتسام تركته وهو حي. وفي خضم ذلك يعلم صالح بأن له ابناً، في حي السيالة بالإسكندرية، ليبدأ بالتخطيط لإصلاح حاله وحال بيته، بمساعدة محاميه الدكتور مؤنس، فينهض عن كرسيه المتحرك فجأة، ويعطي ابنه مغاوري ثلاثة أرباع الثروة، مشاركة مع أخته شهيرة، تاركاً لأبناء قسمت هانم الربع المتبقي. ويغادر إلى خارج مصر بذريعة العلاج.

حكايات متوازية

في هذا العمل، لا تتغير طريقة السيناريست أسامة أنور عكاشة، في كتابته للنص الذي يتكون من حكاية رئيسية لتتفرع منها حكايات عدة، تدور في فلك الحكاية الرئيسية، وهو ما يمكن تسميته بتقنية "الحكايات المتوازية"، حيث يكون لكل شخصية من شخصيات النص حكايتها الخاصة. حكايات عكاشة تلك تتوازى كلها وتتقاطع مع حكاية مغاوري ورزقة. وكلها موصولة ببطل الشر الوحيد في المسلسل "دحة الطلياني"، في إشارة إلى أن أصل البلاء في هذه المنطقة واحد، وأن الشر مهما تعددت صوره فإنه ينبثق من نبع واحد.

ولأن شخصيات المسلسل يمثلون أحد أهم عوامل نجاحه، نجد أن الممثل أحمد الفيشاوي قد سيطر على أدواته بصورة لافتة، ويظهر ذلك من خلال تنقله ببراعة بين المشاهد والقفشات، وتجلى إبداعه بعد انتقاله من الحي الفقير إلى القصر، بعد أن منحه أبوه ثلاثة أرباع ثروته، حيث نجح في تقمص دور الشاب "مُحدَث النعمة"، والمبهور بالأموال والألوان.

للاطلاع على كافة حلقات المسلسل، يمكن زيارة الموقع الالكتروني التالي: vod.dmi.ae/program/season/7763 مشاهد عبلة كامل

 

لعبت الممثلة عبلة كامل في هذا المسلسل دوراً متقناً، حيث يبدو أن هذا العمل قد استفز أقوى طاقاتها الإبداعية، والتي استفاد منها المخرج اسماعيل عبد الحافظ كثيراً، لدرجة أن البعض رأى أن مجموعة المشاهد التي قدمتها عبلة في هذا المسلسل، سوف تصبح جزءاً من كلاسيكيات الدراما المصرية.

Email