نهلة الفهد: رمضان شهر الخير وصفاء الروح

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تكاد المخرجة الإماراتية نهلة الفهد تغيب عن المشهد حتى تعود إليه، تارة تطل علينا، وفي جعبتها عمل درامي، وتارة أخرى فيلم، أو تقف وراء أوبريت وطني، أو مبادرة إبداعية، هدفها الأساسي تحفيز الإبداع لدى الشباب، ورغم ازدحام أجندتها اليومية، لا تغيب العفوية عن وجه نهلة، ولعل ذلك يمثل «سر حيويتها».

في جعبة نهلة الفهد حكايات كثيرة، بعضها تجسدها في قوالب درامية، وأخرى تظل حبيسة جدران بيتها، تؤرشفها لتكون من ضمن ذاكرتها الإنسانية الحية، بعض تلك الحكايات، ترتبط برمضان، الشهر الذي تجد فيه السكينة، وتركن فيه إلى الراحة، وحضن العائلة، فهو بالنسبة لها خير الشهور، وأجملها حيث تقضي معظمه مع أفراد عائلتها.

تقول نهلة لـ «البيان»: «لشهر رمضان الكريم، طقوس خاصة، لا أحاول أبداً التخلي عنها، فهو بالنسبة لي، من أهم شهور العام، وأكثر خيراً، فيه نتلمس الرحمة والغفران، ونتقرب من الله ومن عائلاتنا». وتضيف: «أشعر في هذا الشهر بدفء المشاعر، وصفاء الروح، وأكاد أجزم بأنه من أكثر الشهور قرباً إلى قلبي، لما يمتلكه من أجواء خاصة، وتقاليد تعوّدنا عليها جميعاً، وأصبحت جزءاً من حياتنا».

وتوضح نهلة أنها تحرص خلال الشهر الكريم على التواجد مع عائلتها على مائدة الإفطار. وتقول: «بتقديري أن ساعة الإفطار هي أجمل أوقات اليوم الرمضاني، ليس لأننا نقوم فيها بكسر صيامنا، وإنما لأنها تجمعنا مع كافة أفراد العائلة كبيرهم وصغيرهم، حيث لا يغيب أحد عن الطاولة، وهو مشهد أراه جميلاً جداً في رمضان، ويمكنني القول إنني أعشق هذه اللحظة التي تجتمع فيها العائلة معاً على طاولة واحدة، لتأكل من صحن واحد، تفوح منه رائحة الوالدة».

قد يبدو رمضان هذا العام، مختلفاً في عيون العالم بسبب جائحة «كورونا»، ولكنه في عيني نهلة، لا يبدو كذلك، فهي تشعر بأنه «مناسبة جميلة، تتعمّق فيها الصلات العائلية». وتقول: «صحيح أننا نعيش حالياً فترة التباعد الاجتماعي بسبب فيروس كورونا، ولكن ذلك يظل فترة استثنائية، فلا يمكن للفيروس أن ينتصر على ما نكنه في قلوبنا من محبة لبعضنا البعض، وبالتأكيد أن تباعدنا خلال هذه الفترة، ما هو إلا جزء من استراتيجية المعركة التي يخوضها العالم مع فيروس «كورونا» القاتل».

وتضيف: «بتقديري، أن رمضان هذا العام، سيكون الأجمل، ففيه يقترب أفراد العائلة من بعضهم البعض أكثر من أي وقت مضى، ولعل ما فرضه فيروس «كورونا» من أوضاع، يفتح أعيننا أكثر على كبار السن، والأطفال، والذين يجب علينا مراعاتهم أكثر في ظل هذه الظروف». وتؤكد نهلة أن فيروس «كورونا»، لن يجبرنا على التخلي عن موروثاتنا الأصيلة.

وقالت: «قد نستغني عن بعض العادات والتقاليد التي تعوّدنا عليها خلال هذه الفترة، ولكن يظل هناك بدائل كثيرة، تمكننا من التواصل والتكاتف معاً». وتشير إلى أن الجميع أصبح بإمكانهم تنفيذ ما كانوا يطمحون إليه، وأن يعملوا على تطوير مواهبهم واكتشاف إبداعاتهم، خلال الشهر الكريم.

Email