حارب الظاهري: رمضان هذا العام مختلف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح الأديب حارب الظاهري، أن رمضان هذا العام، مختلف جذرياً، بسبب جائحة «كورونا»، فهو مفعم بالحذر، وتنحصر طقوسه بالصلاة والصيام. وقال في حديثه لـ «البيان»: رمضان بحد ذاته حدث جميل، الكل يتوق لطقوسه الحاضرة بالذهن، والتي تحمل الكثير من القصص بمفاصل الحياة.

وعن طقوسه، قال حارب الظاهري: أنا من أصدقاء المسلسلات التاريخية والدراما المهمة جداً والمحدودة، وأمارس القراءة، ولا أحبذ السهر لأجل السهر، وقد انتهيت العام الفائت من رواية «عين الحسناء» بشهر رمضان.

وذكر الأكلات المحلية المحببة لديه، مثل الهريس والثريد والبلاليط والقيمات، والمائدة الإماراتية لا تخلو منها.

مائدة بسيطة

وبالعودة للذاكرة، قال: يمر رمضان بكل فصول العام، ويمر عبر مفاصل حياة الناس، ورؤاهم المختلفة، فرمضان قديماً، المائدة البسيطة، والأكلات قليلة، أما الآن، فنجد المائدة مختلفة، وصنوف الطعام كثيرة. وأضاف: أصبحت المساجد كبيرة، وتمتد الصلوات فيها، ففي منطقتنا بالروضة، كان مسجد تفد إليه الناس، أما الآن، المساجد كثيرة، تقام فيها التراويح والقيام. وتابع: يظل رمضان خيراً وبركة على الناس، وتشعر بالأمان والحب بينها.

وعن طفولته، قال الظاهري: أول الاندهاش، ودون سابق فكرة، حين نسمع «غداً رمضان»، نشعر نحن الصغار بها، وتعني التحرر من النوم المعتاد، والملح علينا من الأهل.

مائدة الصغار

وأضاف: كانت مائدة الصغار تعزل لهم، كون أكثر من عائلة تجتمع على مائدة واحدة، وترى تبادل الأطباق، والأطفال، وخاصة الفتيات، يساعدن الأمهات بجو مجتمعي بكر. وتابع: بعد صلاة التراويح، نخرج من المساجد، وكأننا نود اكتشاف الحياة الليلية، وكيف تبدو فيها الحارة. وذكر: كلما كبرنا، شعرنا بعلاقتنا بهذا الشهر الفضيل، وفيضه علينا بالإيمان والوقار، وحسن معاملة الغير والشعور بالآخر، وتتجلى فينا قراءة القرآن الكريم، وحفظ آياته.

ذكريات

قال الظاهري: ما زلت أذكر حارتنا القديمة بالعين، وكيف تبدو في رمضان، وحين تحولنا لأبوظبي، لم تختلف حارة الروضة كثيراً، وبقيت أشعر بحالة الغروب برمضان، مختلفة عن سائر الشهور. وأضاف: في ذاكرتي، جدتي ووالدتي يجهدن وهن يعددن الإفطار، وذات مرة، جاء نداء عسكري لوالدي قبيل الإفطار، وخرج تلبية لنداء العمل، فشعرت بقدسية العمل العسكري.

 وذكر الظاهري: أيام دراستي بأمريكا، بمدينة «كورفالس»، عشنا وزملائي طقوساً أخرى برمضان، وكان المسجد لا يكتفي بالصلاة، بل يقدم مائدة الإفطار بشكل يومي، وكانت العائلات تتناوب على التحضير. وأضاف: من الذكريات، دعوة صديقي على السحور، إلا أن النوم غلبني، ولم أذهب، ونهضت على رنين الجرس، ولم يسعفنا الوقت، إلا بشرب الماء، كان وقت الصيام هناك لساعات طويلة، يدفعنا لتحمل الأوقات الصعاب.

Email