كتاب

«الأعمال التاريخية».. زايد وصروح التنمية والتقدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إنجازات وتنمية وبناء» كلمات تلخص مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم، حيث مضى على طريق الإنهاض والتنمية، فلم يترك ميداناً دون أن يطرقه حتى عرف أنه «رجل الإصلاح الكبير»، وكانت كل تلك الإصلاحات والإنجازات تبشر بأن الشيخ زايد هو الرجل التاريخي الذي بنى وحصن دولة الإمارات.وانطلاقاً من هذا يتناول كتاب «الأعمال التاريخية للشيخ زايد آل نهيان» لمؤلفه عبدالهادي محمد البكر، جميع أعمال وإنجازات حكيم العرب، وهو من إصدار مركز الراية للنشر والإعلام.

يفتتح المؤلف كتابه مبيناً أن الشيخ زايد لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب، إذ وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط مجتمع كان يعاني العوز لكنه موصوفاً بالا الكرامة والإباء، فقد كان من شأن الظروف التاريخية والاجتماعية التي عاشها أبناء المنطقة قروناً عديدة، أن ترسخ في دواخلهم الشعور الوطني وحب النهوض بالوطن والتضحية للدفاع عنه وبذل كل الجهود في سبيل تقدمه وتطوره.

ويخصص الكتاب جزءاً منه للحديث عن المكانة التي حظي بها الشيخ زايد من قبل المجتمع الدولي، نظراً لإنجازاته التي لا تحصى في العديد من المجالات، وهو ما دفع بالدول والمنظمات المتنوعة إلى تقليده بالأوسمة والتكريمات التي استحقها، رحمه الله، عن جدارة، ومن تلك الجوائز، الوثيقة الذهبية التي تسلمها في عام 1985..وتم منحها له من قبل المنظمة الدولية للأجانب ومقرها جنيف، وذلك تقديراً منها لجهوده في المجالات الإنسانية المختلفة ورعاية الجاليات الأجنبية العاملة في الدولة.

وفي معرض الحديث عن الإنجازات الفريدة التي تحققت على يدي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لا ينسى الكاتب أن يسلط الضوء على التجربة الديمقراطية التي أرسى قواعدها، رحمه الله، من خلال تأسيس المجلس الوطني الاتحادي، الذي مثل تجربة اتحادية تاريخية يشار إليها بالبنان، لما حققته من نجاح وريادة في مجال العمل البرلماني خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وكان بذلك مثال القائد الواعي والحكيم الذي برز في مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ الوطن، فكان بهذا ويبقى قائداً ملهماً وزعيماً متفرداً تمتع بقدرات فائقة من المهارة والمتابعة والتطلعات والانفتاح والالتزام محصناً بقوة الإيمان والإخلاص للوطن.. وهو ما يؤكده الكتاب مبيناً أنه ثبت لكل الدارسين والمتابعين والمؤرخين بأن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان قد نجح في تغيير واقع بلاده تغييراً جذرياً فنهض بها نحو مراتب عالية من التحضر والرقي، واستطاع المواءمة بين موروثها وتراثها الأصيل وبين روح العصر بكل ما يدعو لتطوير الحياة الحديثة والتعامل مع العالم كله.

ويبين الكتاب أنه منذ اللحظات الأولى التي تسلم بها المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم، أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الناس والوطن، فأنشأ مجلس التخطيط الذي جمع فيه شيوخ القبائل وأصحاب الخبرة ليناقشهم في آرائهم، وليستمع إلى أفكارهم واقتراحاتهم لتلبية حاجات الناس وتقديم أفضل الخدمات لهم، وذلك تجسيداً وتحقيقاً لحلمه الكبير في قيام دولة عصرية لها خصوصيتها الثقافية والروحية، وتعتز بتراثها وتتقبل بكل رحابة صدر ما جاءت به عقول البشر في مجالات المعرفة والتكنولوجيا دون أن يؤثر ذلك على الهوية والانتماء والثقافة.

Email