موسوعة زايد.. الإمارات والتراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

يضم كتاب «موسوعة زايد.. الإمارات والتراث»، للمؤلف حمدي تمام، مجموعة من الفصول التي تتناول التراث الإماراتي من صناعات وحرف يدوية وعادات وتقاليد أصيلة، إضافة إلى الأدب الشعبي والتراث المعماري والمواقع الأثرية ومشاهير المنطقة، مثل الحديث عن حياة أحمد بن ماجد.

والكتاب يرتكز في موضوعاته على مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى رمزاً لهذا الوطن والأجيال المقبلة، وإن تراثنا الشعبي إن دل على شيء فإنما يدل على القيم الأصيلة والنبيلة التي يتصف بها شعبنا منذ القدم، ومن هنا تجيء أهمية إحياء هذا التراث العظيم».

يتناول فصل «زايد والصيد بالصقور» اهتمام القائد المؤسس بهذه الرياضة، حيث يقول الكاتب في هذا الصدد: إنها الرياضة المحببة عند أهل الجزيرة العربية منذ عصر الجاهلية وما زالت حتى اليوم تمثل الصدارة في مقدمة الرياضات العربية الأصيلة التي يمارسها أهل المنطقة، وقد برع الأهالي في دولة الإمارات في تدريب الطيور وتوارثها عن الأجداد جيلاً بعد جيل.

كما يقول في وصف هذه الرياضة: إنها تمارس ضمن مجموعات وفي رحلات جماعية طويلة تضم من الرجال الحاكم أو التاجر الكبير والرجل العادي أيضاً، والذين يجمع بينهم حب تلك الرياضة التراثية الأصيلة، حيث يشعر كل فرد منهم بصفاء النفس بعيداً عن الضجيج ورتابة الحياة اليومية، وفي اختلاط هذه المجموعة بعضهم ببعض .

ثم اختلاطهم بولي الأمر ومجالسته لهم ومعايشته اليومية معهم يأكلون ويشربون من طعام واحد، يتيح لكل فرد أن يعبر عن أفكاره ويتكلم بما يريد، فيتاح للمسؤول أن يتعرَّف رغبات شعبه، كما يكتسب الرجال خبرة عظيمة في حياة الصحارى والقفار ويتعودون الصبر وتكيف النفس على الموازنة بين معيشة البر وحياة المدن.

ويبين الكتاب أن اهتمام الشيخ زايد، رحمه الله، برياضة الصيد بالصقور وتطويرها لا يخفى على أحد، خاصة المهتمين بهذا النوع من الرياضة؛ فقد سجل تاريخ هذه الرياضة لحكيم العرب انعقاد أول مؤتمر دولي للصيد بالصقور في أبوظبي خلال عام 1976، حضره حشد كبير يضم نخبة من علماء التاريخ والأطباء المتخصصين في الطيور والأساتذة المهتمين بالطيور وعلماء المتاحف، وذلك لبحث كيفية تطوير هذه الرياضة والحفاظ على الصقور ومعالجتها وإثراء قوانين هذه الرياضة وتقاليدها ولتبادل الخبرات في كل ما يتعلق برياضة الصيد بالصقور.

ويعرج الكتاب على الخبرة والدراية العالية التي تحلى بها الشيخ زايد في هذه الرياضة؛ إذ كان، رحمه الله، عارفاً بفنونها وأصولها وآدابها، ومرجعاً مهماً لتاريخها، حيث ظل يمارسها منذ أن كان عمره 12 سنة حتى غدا أحد كبار الممارسين لها، وأحد الذين يملكون أندر مجموعات الصقور.

كما أن كتاب الشيخ زايد عن «رياضة الصيد بالصقور» وهو الكتاب الصادر عام 1976، يعتبر مرجعاً مهماً في هذه الرياضة، ومما قاله، رحمه الله، في هذا الكتاب: «عندما كان عمري حوالي 12 عاماً كنت أتصيد بالبندقية، وأذكر وقتها أنني لصغر سني كنت لا أقوى على حملها كثيراً.

بل كنت أعتمد حينما أضرب بالبندقية على ساتر، لقد أحببت القنص وأخذت أمارسه وأخرج كثيراً للصيد مع من هم أكبر مني سناً وأتعلم منهم، وحينما بلغت السادسة عشرة، كنت قد تعلمت الصيد بالصقور، فشرعت أزاول الصيد بالاثنين معاً، وحين بلغت من العمر 25 كنت قد تعلمت أصول الصيد وفنونه، وفي هذا الوقت فضَّلت الصيد بالصقور على ما عداه وأقلعت عن استخدام البندقية في صيد الحيوان».

 

Email