قدمتها سميرة سعيد بصوت وإحساس دافئ

«مزيون الأوصاف»..رحلة شعـرية في عوالم الجمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

ذكر وأثر طيب تركه المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على الأرض بعد رحيله، فسيرته تمتاز بكونها «مزيونة الأوصاف»، فهو صاحب شخصية لا أحد يضاهيها في العطاء والخير، حيث امتدت يداه لتغطي أصقاع الأرض. من نبع الحكمة نهل، وسمي «حكيم العرب»، حمل بيرق الشعر، وطوع أبياته، مقدماً إياها في قوالب نبطية جميلة، مليئة بزخرفة المعاني، تنساب من بين ثناياها أوردة الحب، وتزداد في عروقها حرارة العاطفة، وهو الذي تأثر كثيراً بشعر المتنبي وبقصائده الجميلة، وفق مصادر كثيرة.

طبقات

ولا شك أنه كان للشيخ زايد، رحمه الله، تفرد ونهج خاصان متميزان، في شعره، بفعل نظرة خاصة تملكها في عوالم الجمال، فقد كان رحمة الله عليه، مدركاً لعمق كنه الجمال، ويعرف جيداً قيمه الحق، ويدرك كيف يمكن أن يخرج منه بفيض من الشعر، كما في قصيدته «مزيون الأوصاف» التي حلق فيها بسماء الغزل والوصف واستطاع بطريقة مبدعة أن يدمج فيها بين الغزل والنصح، وهو ما يمكن أن نلمسه في الأبيات التالية:

طرف كحيل وناعم اطراف

                    وعساك تحظى باليماله

شروى نظير العين تنشاف

                   ودراك من هرج اليهاله

«مزيون الأوصاف» التي بدت أشبه برحلة في عوالم الجمال والغزل، استطاعت أن تتجاوز حدود دفتي ديوان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، لتحلق في سماء الغناء بعد أن جاوزت حدود الإمارات نحو العالم العربي، فقد حلقت القصيدة بين طبقات صوت الفنان الإماراتي ميحد حمد الذي قدمها على إيقاع شعبي لافت، فيما ازدادت «مزيون الأوصاف» نعومه، بتقديم الفنانة المغربية سميرة سعيد لها، والتي مضت هي الأخرى في تقديمها على نسق الإيقاع الشعبي الإماراتي.

سلسلة

رقة صوت الفنانة سميرة سعيد الحساس، جاءت منسجمة تماماً مع طبيعة «مزيون الأوصاف» التي قدمتها في 2003، آنذاك، وتعاونت فيها مع الملحن الإماراتي موسى محمد، الذي اختار للقصيدة اللون الشعبي الذي يتقنه جيداً، فضلاً عن أن تقديم الفنانة سميرة سعيد لهذه القصيدة جاء بعد تقديمها سلسلة طويلة من الأغنيات العربية والخليجية التي وضعتها في قائمة نجوم الدرجة الأولى على المستوى العربي.

وهذه القصيدة التي قدمتها الفنانة سميرة سعيد آنذاك كأغنية منفردة، شكلت بداية طريقها مع قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، حيث قدمت بعدها قصيدتي «صوتك يكفيني»، وأيضاً «ويه باسم»، وهي أغنيات فردية أيضاً، وقدمتها خلال الفترة نفسها.

Email