كتاب

«القائد والمسيرة».. زايد والإعلام الإماراتي

Blank book mockup with shadow isolated on white. 3d vector illustration.

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبين كتاب «زايد بن سلطان آل نهيان - القائد والمسيرة» أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أسس وقوى دعائم بنيان الإعلام الإماراتي ليكون على قدر كبير من المسؤولية؛ فقد مارس منذ البدايات دوراً إيجابياً منفتحاً في مضمونه، في ظل قيادة لم تمارس أي قيود من أي نوع على العمل الإعلامي أو الحريات المهنية.

والكتاب الذي يعود إصداره إلى العام 1981 ألّفه الإعلامي حمدي تمام، أحد الإعلاميين الأوائل الذين عملوا مع الشيخ زايد.

يسرد تمام عبر 328 صفحة الكثير من المواقف التي تكشف عن الدور الذي لعبه الشيخ زايد في بناء مجتمع الإمارات ثقافياً وتعليمياً وإعلامياً. ويذكر أنه كان قريباً منه عند افتتاح الدورة الأولى لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ورآه وهو يتوقف أمام دور النشر ويطالع الكتب التراثية والشعرية والأدبية. وتابع: بعد انتهاء الشيخ زايد من جولته طلب من مدير الديوان حينها، علي الشرفا، أن يستعرض ما تقدمه دور النشر ويختار بعض العناوين التي تفيد الشباب والناشئة مع التركيز على كتب التراث والشعر والعلوم وكتب الأطفال، على أن يدفع ثمنها من الأموال الخاصة به، وطلب منه أن يقسمها ويسلمها لإدارات المكتبات في مدارس الإمارات كافة، وبالأخص مدارس المنطقة الشمالية. وقال تمام: لقد عرفت لاحقاً أن قيمة المنحة بلغت 10 ملايين درهم.

ويستمر الكتاب بتأمل وقراءة غنى ومنجزات سنوات حكم الشيخ زايد، منذ أن تولى الحكم في أبوظبي، وحتى تأسيس الاتحاد وترؤسه لدولة الإمارات؛ حيث صاغ وجدان الأمة وكرس الملامح الفكرية للوطن وبنى دعائم العمل الإعلامي وحدد عناصر نجاحه وتشجيعه، سواءً بشكل مادي أو معنوي؛ إذ يستعرض المؤلف كيف عايش ردود أفعال الشيخ زايد وتقبّله للأحداث، وكيف كان يتصرف في مواجهتها. وكيف كان الإعلام أحد خطوط الدفاع الأساسية لتحقيق الاتحاد، إذ كان بمثابة القوة المحورية التي ساندت القائد المؤسس في مشروعه الوحدوي.

ويوضح الكتاب أن التعليم والإعلام كانا الركيزة الأساسية للشيخ زايد في إحداث التنوير الثقافي للإمارات. ويقول حمدي تمام: كثيراً ما سمعت الشيخ زايد يقول: «العلم بصر» كما سمعته يردد في إحدى زياراته للمدارس: «لو لم أكن حاكماً لوددت أن أكون معلماً».

ويبين المؤلف رؤية الشيخ زايد عندما تولى الحكم في أبوظبي، التي تتجلى بأن يصل صوت الإمارة إلى كل مكان، خاصة في المجال الإعلامي، وهي تبشر بالاتحاد والأمل والحب، إذ وفر في سبيل ذلك شتى أنواع الدعم لأجل أن تمارس عملها بكل مهنية.

ويؤكد المؤلف أن التاريخ سيذكر للشيخ زايد حفاظه على كافة الحريات، بما فيها الحريات الإعلامية، فكان الإعلام العون الكبير للإرادة السياسية المتأثرة بالشيخ زايد، كما كان الجسر الذي يربط بين القائد والشعب في منظومة متكاملة متفانية، كتب لها التوفيق والنجاح في رفع اسم الإمارات عالياً، وكان الإعلام لاعباً وشريكاً أساسياً في تحقيق التقدم والتطور. فقد كان الشيخ زايد يرى أن الإعلام هو صوت الاتحاد، وهو صوت الشعب الموجه إلى المسؤولين، ولهذا عليه أن يقوم بهذا الدور دون أية عراقيل، من منطق إيمانه بأن الحرية الإعلامية تعتبر امتداداً لحرية الإنسان.

Email