غناها عدد كبير من كبار الفنانين

«مرحبا يا حي فضـل الله».. تتهادى على أمواج بحر الردح

ت + ت - الحجم الطبيعي

على «أمواج» بحر «الردح» في الشعر النبطي، تهادت أبيات قصيدة «مرحبا يا حي فضل الله»، لتكون واحدة من عيون شعر المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فهي تحمل بين ثناياها ترحيباً حاراً، يقدمه الشيخ زايد، لكل من يستمع لقصيدته، وهو المعروف عنه الكرم، واتساع جنبات مجلسه، الذي لم تطفأ ناره يوماً، ليكون منارة يهتدي بها زائرو «حكيم العرب»، وهو الذي اعتاد أن يستهل قصائده بالترحيب، حيث يقول في مطلع قصيدته:

مرحبا يا حي فضل الله

حيّ من تزهي به أوطاني

الغضي لي له قدر والله

احترام وياه أو شاني

قصيدة الشيخ زايد «مرحبا يا حي فضل الله»، بدت غضة العود، طرية في تعابيرها، وجزلة في معانيها التي يشع منها نور يضيء الديار.

إضافة

اتساع معاني قصيدة «مرحبا يا حي فضل الله»، لم يبقها حبيسة ديوان الشيخ زايد، رحمه الله، وإنما تحررت من بين دفتيه، لتتمدد جملاً موسيقية جميلة، تارة على أوتار العود، وتارة أخرى على ضربات الدف، لتحلق في سماء الإيقاع الموسيقي الشعبي الإماراتي، لا سيما وأن ثلة من نجوم الغناء الإماراتي والخليجي ترنموا بكلمات هذه القصيدة، التي بدأت مع المغني الإماراتي الراحل جابر جاسم، الذي توهجت الأغنية الإماراتية بألحانه، فيما تزين بكلماتها صوت الفنان الإماراتي ميحد حمد، ومواطنته أريام، وشكلت إضافة جميلة إلى أرشيف الراحلة رجاء بلمليح، وكذلك المغني أصيل أبو بكر، في وقت وضعت هذه القصيدة المغنية المغربية فاطمة القرياني على بداية الطريق، حيث كان لفاطمة حضور بارز على الساحة من خلال تقديمها للعديد من قصائد الشيخ زايد، رحمه الله.

الإمارات كانت حاضنة لإبداعات فاطمة، التي رددت في أكثر من مناسبة بأن قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، بمثابة وسام شرف على صدرها، وقد ساعدها في ذلك ميلها للغناء باللهجة الخليجية، لتكون قصيدة «الزين هذا حلوٍ وزين» أولى محطاتها الغنائية، ثم جاءت قصيدة «مرحبا يا حي فضل الله» وتوالت من بعدها الأعمال الفنية، ومن بينها «قاصد جداكم»، التي تحولت مع مرور الوقت إلى أيقونة الأغنية الإماراتية.

ترجمة

أربع سنوات، هي الفترة التي عاشت فيها فاطمة القرياني في دبي، استطاعت خلالها أن تلمع، وأن تحلق في فضاء الفن العربي، وقد ساعدها في ذلك غناؤها لقصائد الشيخ زايد، رحمه الله، وتعاملها مع الملحن علي كانو، الذي استطاع أن يترجم أحاسيس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، موسيقياً.

ما تضمنته «مرحبا يا حي فضل الله» من جمال في الوصف، كان له انعكاس واضح على الموسيقى التي لحنت بها القصيدة، والتي جاءت في معظمها متأثرة بالإيقاع الشعبي الإماراتي، في حين هيمن العود بأوتاره على بعضها الآخر، ليزيد من رفعة شأن القصيدة التي قدمها أيضاً سالم سيف وخالد الهاشمي.

Email