قدمتها ديانا حداد قبل 18 عاماً

«حسنات الخصال».. مشاعر وجدانية تتمدد على مقام العجم

ت + ت - الحجم الطبيعي

للابتسامة وقع خاص على القلب، فتأثيرها يذيب كل الحدود والحواجز. الابتسامة يعشقها الجميع، ويحرصون على رسمها دائماً على وجوههم والآخرين، وكذلك هو المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث لم تكن الابتسامة تفارق محيّاه، يفرج بها ضيق الأنفس، ويفتح من خلالها آفاقاً كثيرة أمام كل من يراه، وكما لم تفارق الابتسامة محياه، فهي لم تفارق شعره أيضاً، حيث وجدت لها مكاناً في قصيدته المشهورة «يا محتوي حسنات الاخصال»، حيث يقول في أحد أبياتها:

رؤياك تفرج ضيقة البال        وبسمة ثناياك الخفيفة

جماليات كثيرة، انطوت عليها أبيات القصيدة، لم تكن لتقف عند حدود الابتسامة، ففيها أيضاً رحلة في عوالم القهوة التي عشق الشيخ زايد رائحتها، وطعمها ونكهتها، وهو العارف بتقاليد الفنجان، والخبير بسلوكيات الناس وأطباعها، فكان لهذه القصيدة رنة خاصة في أذن كل من يستمع إليها، ولا سيما أن أصواتاً عربية وخليجية كثيرة ترنمت بكلماتها التي وجدت لها طريقاً نحو المقامات الموسيقية العربية، فتمددت عند الفنان علي الكيبالي، وداعبت نوتات مقام العجم الموسيقية، عند الفنانة ديانا حداد، التي قدمتها منذ 18 عاماً، لتظل الأغنية حافظة لرشاقتها برغم الزمن.

حياة

حكاية هذه القصيدة مع ديانا حداد، بدأت قبل 18 عاماً، عندما اختيرت لتغنيها، حيث طربت عليها وأطربت المستمع لها، بكلمات القصيدة التي قالت عنها ديانا لـ«البيان»: «هذه القصيدة كانت أول تجربة لي مع قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، حيث تشرفت بغناء بعض أعماله، التي لا تزال حية في قلوبنا وذاكرتنا، واختياري لهذه القصيدة جاء نظراً لتميزها ولما تحمله من جمال، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي الذي لعب دوراً في أن تظل «حسنات الاخصال» حية حتى اليوم».

عاطفة

ديانا أشارت إلى أنها لا تزال تقدم هذه القصيدة في كل مناسبة تحييها. وقالت: «هي واحدة من أجمل القصائد التي قدمتها خلال مسيرتي الفنية، لما تحمله أبياتها من صور جميلة ورائعة، تفيض بالعاطفة والوجدان، ورغم مرور 18 عاماً على صدور هذه القصيدة، إلا أنني ما زلت أشعر بوهجها، وفي كل مرة أغنيها، أشعر بأنني أقدمها للمرة الأولى، لما تتضمنه من صور جميلة». وبينت أن الشيخ زايد، رحمه الله، قد قدم العديد من الصور الجميلة في شعره؛ سواء العاطفي أو الوطني.

وقالت: «كلمات القصائد التي غنيتها للشيخ زايد، رحمه الله، تمتلك قدرة على البقاء في الذاكرة الإنسانية». على مقام العجم، لحنت قصيدة «حسنات الاخصال»، بحسب ما قالته ديانا، التي واصلت: «ألحان القصيدة جاءت على مقام العجم، الذي تعج نوتاته الموسيقية بالفرح، حيث يمتاز هذا المقام بالقوة والوضوح، ويمكن للنفس أن تستشعر جماله، لكونه يميل إلى السلاسة والعاطفة الحنونة، وأعتقد أن استخدام هذا المقام قد خدم قصيدة «حسنات الاخصال» وقدمها بصورة جميلة جداً، لا تقل عما تتضمنه أبياتها من جماليات».

Email