تغنى بكلماتها كاظم الساهر وراشد الماجد قدمها بنسختين

«يا عويد البان».. قصيدة أزهـرت عذوبة وروائع فنية فريدة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لشجرة البان حضور طاغٍ في الشعر العربي قديمه وحديثه، فهي كما يطلق عليها شجرة الحب، أو شجرة الحياة، قامتها طويلة، وممشوقة، تتجاوز 6 أمتار بكثير، وبها تعودت العرب على وصف المرأة، بالإشارة إلى أغصانها، تلك التي تمتاز بليونتها وجمالها، وخضرتها. وعلى طول أغصان البان، مدّد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رائعته «يا عويد البان»، لتزهر القصيدة غزلاً، وكلمات تفيض بالحب الذي غمر به الشيخ زايد، رحمه الله، أبناء شعبه، وسقى به أرضاً باتت تحمل وطناً امتشقت قامته وأصبحت تعانق السماء.

طبقات

(يا عويد البان يا خلي /‏/‏ يا فريد الحسن باخوانه)، هكذا يفتتح الشيخ زايد، رحمه الله، أبيات قصيدته، التي يعانق من خلالها تفاصيل الجمال، مقدماً فيها وصفاً رائعاً امتاز بسهولته الممتنعة، ليسكب منه شذرات على إيقاعات الموسيقى الشرقية، التي احتفت بالقصيدة، وحلقت بين طبقات صوت الفنان العراقي كاظم الساهر، ذاك الذي تهادى فيها على وقع نغمات الآلات الموسيقية، التي طغت عليها «الوتريات»، في مشهد يعيد إلى الذاكرة الجوقة الموسيقية التي كانت تصاحب سيدة الشرق أم كلثوم، وفريد الأطرش ونجوم الفن العربي.

مع كاظم الساهر، لم يظل جمال قصيدة «يا عويد البان» وغزلها، حبيس دفتي ديوان المغفور له الشيخ زايد، وإنما امتد بطوله ليغطي المنطقة العربية، حيث قدمها بصيغة فنية رفيعة ترقى إلى مقام الشيخ زايد رحمه الله، لاسيما أنه استخدم فيها مجموعة من الوتريات، مستنداً في مدخل الأغنية إلى أوتار القانون الشرقية، التي أضيفت إلى جمال كلمات القصيدة، فبدت كشمس في كبد سماء الأغنية العربية لما فيها من سحر.

عذر مقبول

غناء قيصر الغناء العربي لهذه القصيدة جاء خلال تقديمه لألبوم كامل، اتخذ من اسم القصيدة عنواناً له، فيما ضم الألبوم قصائد أخرى خطها الشيخ زايد رحمه الله بقلمه وإحساسه، وهي «حسنات لخصال» و«هذا الزين» و«العذر مقبول»، وكلها قصائد غزلية الطابع، يفيض من بين أبياتها السحر والجمال.

القصائد الأربع التي قدمها الساهر تميزت بطبيعة الألحان التي وضعت لها، والتي أعادت الروح إلى ألحان الآلات الشرقية، فيما لم يخلُ منها بعض الآلات التي عادة ما تتواجد في الأغنية العراقية، كما قدمها «القيصر» بصوت دافئ يعكس ما في القصائد من إحساس جميل.

قصيدة «يا عويد البان» لم تكن قاصرة على صوت «القيصر» وألحانه، وإنما تمددت أكثر لتسافر نحو السعودية، حيث وجدت بين طبقات صوت الفنان راشد الماجد مكاناً لها، وهو الذي قدمها بنسختين: إحداهما أطلت في 2002 وصاغ ألحانها الملحن الإماراتي خالد ناصر، بينما الثانية جاءت بعد ذلك، وتولاها الملحن موسى محمد، الذي سبق له أن قدم ألحاناً خاصة بمجموعة القصائد التي غناها فنان العرب محمد عبده.

Email