قدمها علي الكيبالي بنسخة خاصة

«صوتك يكفيني».. رصانة المعـاني وعذوبة المفردات

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وتر الربابة تهادت كلمات قصيدة «صوتك يكفيني بلا شوف» التي خطها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتبدو كأنها دخلت في حوار معه، سكبت خلاله القصيدة من عطر جمالها على لحن ابتكره الفنان الإماراتي علي الكيبالي، بعد أن طوع وتر ربابته، ليتناغم مع طبيعة القصيدة، التي يحط فيها الشيخ زايد، رحمه الله، في دروب المحبة.

في دروب الجمال والحب، جالت كلمات ومعاني قصيدة الشيخ زايد، رحمه الله، فأبدع في رحابها أبياتاً لم تتوقف حناجر نجوم الفن عن التغني بحروفها، وقد كانت البداية مع الفنانة سميرة سعيد، ولكنها لم تنتهِ عند حدود وتر الإماراتي علي الكيبالي، فقد حلت كلمات القصيدة على إيقاعات كثيرة، حيث كان للفنانة أريام والفنان ميحد حمد نصيب منها، ورغم ذلك ظلت نسخة الكيبالي ذات خصوصية تامة، فهو الذي طوع كلماتها لتركب على ألحان وتر ربابته الوحيدة.

وفي حديثه مع «البيان» أكد علي الكيبالي، أن قصيدة «صوتك يكفيني» أغنت مسيرته، وأنها استغرقت وقتاً حتى استطاع أن يضبط لحنها، لتتماشى مع طبيعة الأبيات التي خطها الشيخ زايد، رحمه الله. وقال: «هذه القصيدة واحدة من روائع ما كتب الشيخ زايد، فهي تحمل في معانيها رصانة عالية وغزلاً جميلاً، قادراً على شد انتباه كل من يستمع إليها، ولعل هذه هي إحدى ميزات قصائد الشيخ زايد، بأن لها القدرة على الدخول إلى القلوب من دون استئذان، واختياري لها، جاء لما في كلماتها من جمالية تتناسق مع ألحان الربابة».

ولأن «الصمت في حَرَم الجمال جمالُ» كما يقول الراحل نزار قباني، فالشيخ زايد، رحمه الله، استطاع أن يترجم هذا الصمت بتعابير رصينة، حيث يقول:

حزت الجمال وحزت لوصوف

سبحان من صوّر وسوّاك

لتتهادى كلمات هذا البيت كما غيره على وتر ربابة الكيبالي، الذي أوضح أن تلحينها لم يكن مهمة سهلة. وقال: «القصيدة، في الواقع، ملهمة، ليست لي فقط، وإنما لكل شاعر ومستمع، وأعترف أن تلحينها على وتر الربابة لم يكن أمراً هيناً، فقد استغرق مني وقتاً طويلاً، حتى تمكنت من ضبط كلمات القصيدة ووزنها على ألحان الربابة، وأذكر حينها أنني قمت بتسجيلها في دبي، وأعتقد أنها نالت استحسان الشيخ زايد، رحمه الله، عندما استمع إليها، كونها لحنت على الربابة». وأشار الكيبالي إلى أنه غنى قصيدة «صوتك يكفيني بلا شوف» على طريقة «الشلات»، وأنه قدمها في 2002، ضمن ألبوم خاص، احتلت هذه القصيدة رأس الهرم فيه، كما بين أن القصيدة حققت صدى جميلاً بين الجمهور الذي استمتع بطريقة تلحينها.

Email