لحّنها محمد الهاملي على وتر الربابة

«بينونة»..متن شعري يوثّق تـاريخ الوطن

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كما ينبت العشب وتبسم الزهور فتضفي ملامح الجمال في أية حضرة أو موقع أو محطة، نبتت كلمات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في أراضي الشعر لتزهر وروداً زاهية، تفوح عطراً استقى رائحته من رمال بينونة، تلك المدينة التي عشقها الشيخ زايد، وأفرد لها مساحة في ديوانه، لتتميز قصيدة «بينونة» بمكنوناتها، التي تشبه طبيعة المدينة، التي تتخذ من قلب الصحراء موضعاً لها، لتتحول إلى متن شعري يوثق جزءاً من تاريخ الوطن الذي بناه الشيخ زايد، في وقت تحوّلت فيه القصيدة إلى قلادة طوّق بها الفنان محمد الهاملي عنقه، بعد أن قدّم لها لحناً شجياً على وتر الربابة.

في ثنايا «بينونة» تفاعلت اللغة، وبانت أساليبها ومفرداتها، وما حملته من دلالات جمالية قادرة على إيقاع المتمعّن فيها في شباك العشق من النظرة الأولى، ففيها يعبّر الشيخ زايد، رحمه الله، عن معشوقته «بينونة» التي سكنت قلبه، لتكون وطناً جميلاً يقضي فيه ردحاً من الوقت، في رحلات الصيد.

عشق متبادل

عشْق «بينونة» القصيدة والمدينة، استوطن قلب الفنان محمد الهاملي، الذي مدّ وتر ربابته على مقاس القصيدة، حيث اجتهد في تلحينها على إيقاع شجي، وذلك بعد أن شدته القصيدة نحوها، وفق ما قاله في حواره مع «البيان»، وأضاف: بيني وبين «بينونة» قصة عشق متبادل، فهي موطن رأسي، وحيث ترعرعت، وهي القصيدة التي اخترتها من ديوان الشيخ زايد، رحمه الله، بعد أن شدتني كلماتها كثيراً، ووجدت فيها قصة حب، تمكنت من خلالها من مغازلة معشوقتي «بينونة». في حضرة الشعراء لـ «بينونة» مكانة خاصة، إذ تهادت كلماتها على ألسنتهم، فارضة نفسها عليهم بقراءات متعددة الزوايا، حيث إن كلّ واحد منهم يراها من طرفه، ويقرؤها بعين عشقت الشعر النبطي وبحوره، وكذلك كانت هي مع محمد الهاملي، حيث فرضت نفسها على وتر ربابته، حيث قال: اخترت لها لحن الربابة ذات الوتر الواحد، اجتهدت في تلحينها، وقدمتها في أغنية منفردة، حتى تأخذ حقها بالكامل، لم تكن مسيرة تلحينها هينة، فقد سعيت إلى تطويع الوتر الوحيد، ليتناسق في ألحانه مع مداد حروف القصيدة، التي يروي فيها والدنا الشيخ زايد، قصته مع هذه المدينة.

دروب

محمد الهاملي لم يكتفِ بما جاد عليه وتر الربابة من لحن، ليأخذها نحو دروب الموسيقى، ويؤلف لها جملاً كثيرة، بدا فيها العود سيداً تربّع على العرش ملكاً بين الآلات الموسيقية الأخرى، التي صاحبته خلال جلسة غنائية، هيمنت فيها مشاعر الفخر والاعتزاز بوطن بناه الشيخ زايد، بهمة عالية، ورفع رأسه شامخاً إلى السماء. وتابع محمد الهاملي: إن اختيار الربابة كان من باب البحث عن لحن مميز، يرتقي إلى مستوى القصيدة العصماء. وبين أنه آثر تقديمها على شكل الجلسة، كونها تعدّ من أركان الموسيقى الخليجية عموماً. وقد أودع محمد أغنيته في أرشيف الأغنية الإماراتية، لتشكل إلى جانب أخريات، جزءاً من ذاكرة وطن.. وذاكرة الأغنية الإماراتية الوطنية.

Email