زايد والإمارات.. صاحب مسيرة أبهرت العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسرد كتاب «زايد والإمارات» للمؤلف الدكتور عبدالناصر الفرا، ملامح وجوانب تميز دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ضربت، كما يبين الفرا، أعظم الأمثلة في الرقي والحضارة، موضحاً أن هذا ما أسسه ورسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي شيد دعائم التطوير والنهضة.. وجعل الدولة في مقدمة دول العالم.

ويسرد الكتاب مراحل ومحطات حياة الشيخ زايد، إذ يشير إلى أنه، رحمه الله، عاش طفولته في قصر الحصن الكائن حالياً في قلب العاصمة أبوظبي، وبدأ حياته التعليمية بالقرآن الكريم، وفي السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ سلطان، الذي اشتهر بالسماحة والكياسة، وكان الطفل زايد يلتقط ويتعلم من مجلس أبيه، فتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي، وكان يردد ما يقوله أبوه الشيخ سلطان.

وتعلم الشيخ زايد الكثير من والدته الشيخة «سلامة»، وكبر في تلك العائلة الكريمة وترعرع وتعلم الفروسية والقنص، وقد أسهمت البيئة الصحراوية بتحدياتها في نشأة الشيخ زايد رجلاً قوياً فذاً، إذ إنه تعلم فنون الحرب وكان شجاعاً وأحب وطنه حباً جمّاً، فدافع عنه واستبسل من أجله.

ويلفت مؤلف الكتاب إلى أن الشيخ زايد طالما جسد في نهجه وصفاته ومسيرته أروع وأهم نماذج شخصية وسلوك العربي المسلم، وكان ذا سمات إنسانية، وهو رجل واضح طيب الخلق ووطيد الأصالة، مفتوح الطموح مكفول الحاجات، رشيد التصرف كريم المنزلة، غير منكمش ولا هيّاب، جمّ القدرة على الابتكار والإبداع.

والأدلة على ذلك كثيرة؛ ففي عام 1948 قام الرحالة البريطاني تيسيغر بزيارة المنطقة، وعندما سمع كثيراً عن الشيخ زايد أثناء طوافه في الربع الخالي، جاء إلى قلعة المويجعي لمقابلته.. ويقول تيسيغر: «إن زايد قوي البنية ويبلغ من العمر 30 عاماً، له لحية بنية اللون ووجه ينمّ عن ذكاء وقوة شخصية، وله عينان حادتان.

ويبدو هادئاً لكنه قوي الشخصية، ويلبس لباساً بسيطاً، ويتمنطق بخنجر، وبندقيته دوماً إلى جانبه على الرمال لا تفارقه.. لقد كنت مشتاقاً لرؤية الشيخ زايد لما يتمتع به من شهرة لدى البدو؛ فهم يحبونه لأنه بسيط معهم وودود، وهم يحترمون شخصيته وذكاءه وقوته البدنية».

ويشير مؤلف الكتاب إلى أن الشيخ زايد أحب صيد الصقور وكان ماهراً في ذلك، كما ركب الخيل والهجن، وأصبح من الفرسان الذين شهد لهم الجميع، وأحب الأدب والشعر، وكان شاعراً، ومن هواياته الجلوس إلى كبار السن، ليحدثوه عن الآباء والأجداد.

ويستشهد الفرا، حول حب الجميع لزايد الرجل المنصف العادل، بقول النقيب البريطاني أنطوني شبرد: «كان الشيخ زايد رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء، وكان دون شك أقوى شخصية في المنطقة، وكنت أذهب لزيارته أسبوعياً في حصنه.. لقد كان واحداً من العظماء القلة الذين التقيتهم...».

كان الشيخ زايد، رحمه الله، معروفاً بين جميع القبائل بعدله في فضّ الخلافات، وبحنكته وحبه لمواطنيه، وقد ذاع اسمه وانتشرت شهرته بين العرب، كما كان مجلسه مفتوحاً للجميع، واللافت أن مجلسه كان لا يخلو من الضيوف والزوار، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حب الشيخ زايد للجميع، وحب الجميع له، والواضح أن هذا الحب قاده إلى حكم العين وأبوظبي معاً، وليس هذا فحسب، بل أصبح رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومثلاً يحتذى به في جميع أنحاء العالم.

 

Email