«زايد سيرة الأمجاد وفخر الاتحاد» وصانع النهضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسرد كتاب «زايد سيرة الأمجاد وفخر الاتحاد» جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي الكتاب الصادر عن نادي تراث الإمارات، يستند مؤلفه الباحث حمدان راشد الدرعي إلى العديد من الوثائق البريطانية، وأرشيف الصحافة العربية والمحلية، وأرشيف ومكتبة زايد للتراث والتاريخ، ومكتبة مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ومكتبة زايد المركزية، ودار الكتب الوطنية، والأرشيف الوطني، وبعض المراجع الأجنبية.

حرص المؤلف في كتابه على الموضوعية، وصنف الأخبار بحسب وقوعها، وفق تسلسل زمني يهدف لإحاطة القارئ بالمسيرة الاتحادية من أحداث، بدءاً من فترة تأسيس الاتحاد، التي خصص لها الفصل الأول، منذ اتفاقية السميح في 18 فبراير 1968 بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. كما يسلط المؤلف الضوء على العديد من مواقف الشيخ زايد، ومنها اتفاقية تسوية الحدود بين أبوظبي ودبي، وقناعته بأن الوحدة مصير عربي، وسعيه في سبيل ذلك لتوقيع اتفاقية الاتحاد التساعي في فبراير 1968.

ويستعرض الكتاب بالتفصيل العديد من الأحداث التي جرت منذ ذلك التاريخ، من اجتماعات وزيارات داخلية وخارجية لوضع أسس الاتحاد، ومنها: اجتماع مجلس الإمارات المتصالحة في دبي، من 28 فبراير إلى 4 مارس 1970. ورفد الشيخ زايد لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة بمليونين ونصف المليون جنيه إسترليني، ومساهماته المقدمة للإمارات الأخرى.

وقد قال الشيخ زايد حينها: «لقد ساعدنا الإمارات الشقيقة أولاً عن طريق صندوق التطوير الذي تسهم فيه أبوظبي سنوياً بنسبة لا تقل عن 90% من مجموع مبالغ الصندوق، ولم يقتصر الأمر على صندوق التطوير؛ إن كل ما تحتاجه الإمارات الشقيقة من مساكن ومدارس ومستشفيات وطرق وجلب المياه العذبة من عشرات الأميال، واعتمادات لتخفيف ضرائب الكهرباء تقدمه أبوظبي للإخوة الأشقاء لبناء الإمارات المجاورة».

يستعرض الكتاب أيضاً العديد من الجهود والتحركات التي قام بها الشيخ زايد على الصعيد المحلي والإقليمي، إلى أن تم في 18 يوليو 1971 إعلان الدستور المؤقت للإمارات. وقد ترك الشيخ زايد الباب مفتوحاً على مصراعيه لمن شاء من الأشقاء الانضمام إليه، من الدول الخليجية الأخرى، وفق ما كان مقرراً في الاتحاد التساعي.

وأعقب ذلك الاتفاق التاريخي، سلسلة من الجولات قامت بها الوفود إلى العواصم العربية والصديقة بغية التعريف بأهداف الاتحاد وتطلعاته. وتقوية الصلات مع الأشقاء، والانفتاح على الأصدقاء.

وفي الثاني من ديسمبر، تم الإعلان رسمياً عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وهكذا عمّت الأفراح والبهجة كافة أنحاء الإمارات، وأبصرت الدنيا أفراحنا بقيام اتحاد الإمارات العربية، الذي اكتمل عقده، وانتظم بناؤه بانضمام رأس الخيمة إليه في 10 فبراير 1972.

وخصص المؤلف الفصل الثاني من الكتاب للعديد من الأحاديث الصحافية التي أدلى بها الشيخ زايد لبعض الصحف ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام المحلية والعالمية. ويوردها مرتبة ترتيباً زمنياً، وهو ما يخدم الهدف الرئيس من الكتاب، ويؤرخ أيضاً، بفضل ما جمعه المؤلف من وثائق، لمسيرة الشيخ زايد ودوره البنّاء في قيام اتحاد الإمارات لما تمتع به من حكمة وخبرة وعمق رؤية.

Email