عمل فيها مع علي الخوار وخالد ناصر وقدمها على لون العيالة

«مشغوب» درة شعرية تضيء جمــــاليات صـوت أصيل أبو بكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عالم الموسيقى والإيقاع، رحلة طويلة قطعتها قصيدة «مشغوب منك ومشغلني» للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي كل مرة كانت تحط برحالها في منطقة معينة من الإيقاع، الأمر الذي أفضى إلى وجود نسخ مغناة كثيرة من هذه القصيدة، التي بدأت رحلتها مع صوت الفنان أصيل أبو بكر، وهو الذي تفنن في إبراز ما تمتلكه كلماتها من زخرفة جمالية، تكشف عن طيبة قلب الشيخ زايد، رحمه الله، ومقدار ما يسكنه من حب للجمال وإيمان ومحبة.

في رحاب هذه القصيدة، التقت إبداعات الثلاثي أصيل أبو بكر والملحن خالد الناصر والشاعر علي الخوار، حيث كان لكل واحد منهم بصمته فيها، وفق ما قاله الفنان أصيل أبو بكر لـ«البيان»، حيث أكد أنها واحدة من القصائد التي كشفت عن مساحات صوته، وساهمت بفتح عينيه على كنوز الإمارات في الموسيقى التراثية.

إيقاع خاص

لأصيل أبو بكر، حكايات كثيرة مع قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، ولكن يظل لـ«مشغوب منك ومشغلني» إيقاع خاص في قلبه، حيث إن الحديث عنها معه، كان لا بد أن يدخلنا في دروب الألحان والألوان الموسيقية التراثية، لنعرج معه نحو طبيعة ظروف العمل عليها، حيث قال لـ«البيان»: «تشرفت، وبفضل الله، بغناء العديد من قصائد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، حيث كان لكل واحدة منها لونها ونكهتها وطريقتها في العمل، ولكن قصيدة «مشغوب» كان لها طعم خاص، كما أن لها حضوراً في قلبي، فهي من أشهر الأغنيات التي قدمتها، حيث امتد صيتها وانتشر ليس فقط على الساحة الإماراتية، وإنما تجاوزت الحدود نحو الخليج والمنطقة العربية». وأضاف: «لهذه القصيدة ذكريات عديدة في نفسي، فكلما تداعت كلماتها وألحانها في ذاكرتي، أعادتني إلى تلك الأيام التي قمنا فيها بتنفيذها داخل الاستوديو، ومن خلالها أشعر أنني أتنفس هواء الإمارات وأتذوق أصالته، خاصة وأنها لحنت على لون تراثي جميل».

لم يقف أصيل أبو بكر وحيداً وراء هذه القصيدة، فقد كان بجانبه الملحن خالد الناصر، والشاعر علي الخوار، وهو ما يصفه أصيل بقوله: «نحن الثلاثي كنا أشبه بدينمو متحرك، حيث إن خالد ناصر ملم بالتراث والفلكلور الشعبي، والشاعر علي الخوار كان يتولى الإشراف على القصيدة، ويراقب مخارج الحروف ولفظ الكلمات بالطريقة الصحيحة، وأنا أتولى الغناء، وأذكر أننا كنا نقضي وقتاً في الحوارات حول طبيعة اللون والإيقاع الذي يتناسب مع القصيدة».

صدى جميل

على لون العيالة، تهادت كلمات هذه القصيدة، كما يشير أصيل، الذي قال: «وفقنا كثيراً بهذا اللحن، حيث إن فيه مداً وسرعة هادئة، إلى جانب مجاميع الكورال، وهو ما أدى إلى منح القصيدة صبغة موسيقية خاصة، لا سيما وأنها طرحت في وقت كان السائد فيه موضة الأغاني السريعة، الأمر الذي جعل القصيدة تعيد الشغف بالكلمة الراقية والألحان الطربية الحقيقية، لتحدث صدى جميلاً لدى المستمع».

أصيل أشار إلى أن هذه القصيدة فتحت عينه على كنوز الإمارات الموسيقية التراثية. وقال: «كانت تجربة جديدة بالنسبة لي، وجدت نفسي فيها، وبانت معها مساحات صوتي، وطبقاته، كما اكتشفت من خلالها طبيعة الألوان التراثية الإماراتية، والفرق فيما بينها».

Email