قدمها سعيد الشراري ومحمد الهاملي ورجاء بلمليح

«حسنات الخصال»..غزل وكرم عـربي على أوتار العود والربابة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أوتار عود الفنان الإماراتي الراحل سعيد الشراري، إلى وتر ربابة مواطنه الفنان محمد الهاملي، سافرت كلمات قصيدة «حسنات الخصال»، التي كتبها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لتطل القصيدة على الوجود، متميزة بجاذبيتها الخاصة وإيقاعها الهادئ، لما حملته بين أبياتها من غزل وحسن الوصف، وملامح من الكرم العربي الدافئ، حيث تفوح رائحة القهوة من بين ثنايا «من حسنات الخصال»، التي لمع صداها بين طبقات صوت الراحلة رجاء بلمليح، وقدمتها بألحان صاغها علي كانو.

حكمة زايد

جماليات القصيدة، بانت في رحلتها الموزعة بين عود الشراري وربابة الهاملي، وهي التي من خلالها يسمح لنا الشيخ زايد، رحمه الله، بولوج عالمه الخاص، ومجلسه الواسع، لنتذوق بعضاً من قهوته، تلك المطحونة من بن برازيلي، ومضاف إليها شيء من الزعفران وماء الورد، وقليل من قرنفل المسمار، والشمطري.

اختيار الفنان محمد الهاملي لهذه القصيدة، لم تكن خطوة عبثية، فهي، وفق حديثه لـ «البيان»، قريبة جداً إلى قلبه، لما تحمله من حكمة الشيخ زايد، الذي ملأ اسمه الفضاء، وامتد خيره لكل الأصقاع.

بصوت هادئ، يهيمن على لحن الربابة، يقدم محمد الهاملي، هذه القصيدة، التي قال عنها: «اختياري لها لم يكن عبثاً.

فمنذ اللحظة الأولى التي وقعت عيني عليها، شعرت أنني وقعت في غرامها، فهي قريبة جداً إلى قلبي، لطبيعة ما تحمله من كلمات ثقيلة في وزنها وتعابيرها».

وأضاف: «في هذه القصيدة، تفوح حكمة والدنا الشيخ زايد، رحمه الله، وتبرز كرمه وأصالته، وعاداته وتقاليده، خاصة في البيت الذي يقول (قم سوّ لي مِ البن فنيال /‏/‏ وضيف الذي تبغي تضيفه)، حيث يصف هنا مدى تعلقه بالقهوة، التي تعد رمزاً لعاداتنا وتقاليدنا في الإمارات».

مقام البيات

تطويع كلمات القصيدة على وتر الربابة لم يكن مهمة هينة بالنسبة لمحمد الهاملي، وبحسب قوله، فقد استغرق الأمر منه وقتاً، حيث قال: «تلحين القصيدة، على وتر الربابة الوحيد، استغرق مني نحو شهرين، حتى استطعت في النهاية أن أضبط أوزان القصيدة وكلماتها على اللحن».

آنذاك لم يكن الهاملي يعمل على تلحين قصيدة «يا حسنات الخصال» وحدها، وإنما ترافق معها تلحين قصيدة «بينونة»، ويشير هنا إلى أن قصيدة «بينونة» قدمها بنسختين: واحدة على وتر الربابة والثانية على أوتار العود، بينما فضّل أن يقدم هذه القصيدة على لحن الربابة، حتى تظهر معاني الكلمات وقوتها.

لهذه القصيدة، اختار الهاملي لحناً يقوم على مقام البيات، الذي يعد الأكثر استخداماً في الموسيقى الشرقية، ويمتاز بامتلاكه لقوة الطرب، حيث يفيض الهدوء من بين حركاته الموسيقية. الهاملي، قدم لحنه للقصيدة، وأهداه إلى أرشيف الأغنية الإماراتية، ليظل حياً في قلوب من يستمعون إلى هذه القصيدة التي حملت بعضاً من خصوصية الشيخ زايد، ومكانته، وهو صاحب اليد الطولى في الكرم والعطاء.

Email