علي الكيبالي: «فاتحة خير» في مسيرتي الفنية

«مشغوب منك ومشغلني».. كلمات عزفت على وتر الجمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما الفراشات، تبدو كلمات قصيدة «مشغوب منك ومشغلني» للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث رددتها الحناجر المتنوعة، لتزهر لنا في كل مرة لحناً موسيقياً مختلفاً، يتناسب في قالبه مع طبيعة القصيدة الجمالية، التي يعبر فيها الشيخ زايد، رحمه الله، عما في قلبه، كما يبدو في أحد أبيات القصيدة الذي يقول فيه:

ما حد أنا غيرك فتني

في الخود يا سيد المزايين

رحلة هذه القصيدة في الغناء لم تتوقف عند الفنان أصيل أبو بكر؛ فقد استطاعت أن تفتن بجمالها أصواتاً خليجية كثيرة، من بينها الفنان علي الكيبالي، الذي شرع أبواب ربابته، وجنّد وترها الوحيد، لتتهادى عليه كلمات القصيدة، التي انطلقت من دفتي ديوان الشيخ زايد، رحمه الله، فحلقت كما الفراشات، في حديقة الغناء العربي والخليجي.

إلهام

لم تكن هذه القصيدة غزلية فقط، وإنما كانت فاتحة خير على الفنان علي الكيبالي، وفق ما قال في حديثه إلى «البيان»، حول ظروف اختياره لهذه القصيدة، مبيناً أنها كانت من أبرز قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، التي ألهمته، حيث عانقت كلماتها صوته، وألحان ربابته.

يشير علي الكيبالي إلى أن قصيدة «مشغوب منك ومشغلني» كانت أول قصيدة يلحنها ويغنيها من ديوان الشيخ زايد، رحمه الله، وقال: «عملت على هذه القصيدة في عام 2001، حيث كانت أولى تجاربي مع قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، وأذكر أنها نالت إعجاب كل من استمع إليها، ليأتيني الخير محملاً على جناحي القصيدة التي كانت «فاتحة خير» لي، حيث مُنحتُ من بعدها الحق في اختيار ما أشاء من قصائد الشيخ زايد، رحمه الله، وتلحينها وغنائها».

معانٍ جميلة

على وتر الربابة الوحيد، لحّن الكيبالي كلمات «مشغوب منك ومشغلني»، حيث استطاع أن يروض الوتر ليقدم ألحاناً جميلة ترقى إلى مستوى القصيدة، وقال: «تلحين القصيدة استغرق مني نحو شهر، وفي الواقع، العملية لم تكن هينة، خاصة وأنني أعمل على وتر واحد فقط، وهو ما احتاج مني إلى جهد مضاعف، خاصة وأن القصيدة تنتمي إلى الغزل، وقد تلمست الجمال من بين كلماتها». ويؤكد الكيبالي أن قصيدة «مشغوب منك ومشغلني» كانت ملهمة له، وقال: «هذه القصيدة تحمل معاني جميلة وكلمات جزلة وقوية، ويرتفع فيها منسوب الحب والغزل، فقصائد الشيخ زايد، رحمه الله، جميعها قوية، وتفيض بالحكمة والمعرفة، والوصف، والكلمات الجميلة المحفزة، القادرة على إلهام أي فنان يقدم عليها».

شلات تراثية

ورغم المسافة الزمنية الفاصلة بين تسجيل الكيبالي للأغنية، ويومنا الحالي، إلا أنه لا يزال محتفظاً برنة صوته فيها، ولا يزال قادراً على أدائها بذات الطريقة، التي يقترب فيها كثيراً من نمط «الشلات التراثية»، لتظل قصيدة «مشغوب منك ومشغلني» حاضرة على الدوام في قائمة أعماله التي يقدمها في أي مناسبة يحييها، ولعل آخرها مشاركته في إحدى حلقات برنامج «راعي الشلات» الذي بث على قناة سما دبي، التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، حيث حلق بصوته في فضاء المسرح، مطرباً الجمهور وأصحاب الشلات في آن واحد.

Email