«دراسة تحليلية في شعر الشيخ زايد»..قصائد وقراءات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتميز كتاب «دراسة تحليلية في شعر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بأنه أكبر كتاب جمع بين دفتيه قصائد للشيخ زايد وصلت إلى 140 قصيدة، وهو ما يجعله أكبر مرجع من مراجع شعر الشيخ زايد على الإطلاق.

والكتاب صدر أخيراً بطبعته الخامسة عن «نبطي للنشر» من تأليف الشاعر والناقد محمد عبدالله نور الدين، الذي تناول فيه تجربة الشيخ زايد الشعرية بصورة شاملة، بعد أن أمضى أكثر من 10 سنوات ما بين البحث والتحقيق والتحليل العلمي قبل إصدار كتابه.

تناول المؤلف في كتابه الأبعاد والبناء والبلاغة في قصائد الشيخ زايد، وعزز هذا المعنى في تحليل دقيق لقصائد الشيخ زايد التي قدمت إلى الساحة الأدبية في الإمارات طيلة العقود الماضية، وأروع الأشعار في أغراض متنوعة لامست عقول ومشاعر جمهور الشعر النبطي، حتى أصبحت تجربته الأدبية علامة فارقة بأصالة صياغتها وعمق معانيها ومبتكر تصويرها بين جميع التجارب الشعرية.

وقد وُزّع الكتاب على أكثر من 680 صفحة من القطع الكبير، حاول فيها مؤلفه نور الدين عبر أربعة أبواب التركيز على جميع الجوانب المهمة في هذه التجربة الشعرية.

إذ كان الشيخ زايد شاعراً مميزاً له حضوره على الساحة الشعرية في الإمارات وخارجها واشتهرت قصائده بين الناس ورددتها قلوبهم وألسنتهم ومشاعرهم، وتسابق إليها الفنانون ينهلون من معينها أغنيات أطربت الأسماع بجمال الأنغام ورقيق المشاعر وعبقري الكلمات، ودارت بينه وبين العديد من الشعراء عدد كبير من قصائد المشاكاة والمجاراة، وصدرت بتلك الأشعار دواوين تلقفتها الأيدي المتذوقة الباحثة عن الشعر الجميل والبيان الساحر.

قدم نور الدين دراسة بيّنت الكثير من ألوان الجمال والإبداع، والأبعاد الخفية التي لم تُدرك في قصائد الشيخ زايد من قبل، وبطريقة نقدية أوضح من خلالها الأسرار الجمالية التي تزخر بها أشعار الشيخ زايد، الذي تميزت قصائده بالأسلوب السهل الممتنع، ما أوجد بصمته الخاصة التي أبهرت المتلقين بجمال تدويرها ولمعان جوهرها الفاخر. وقسم نور الدين كتابه إلى أبواب: أولها باب الأبعاد الذي يعد مدخلاً تعريفياً مهماً لشخصية الشيخ زايد، والأبعاد التي أثرت في شعره، كالبعد الزماني والمكاني والاجتماعي والشخصي، ليستطيع القارئ أن يشكّل الفضاء المناسب الخاص به ليدخل إلى عالم الشيخ زايد الشعري ويتذوق غالبية أبعاده وإيحاءاته الشعرية.

وجاء الباب الثاني نقدياً تناول فيه نور الدين أساليب البناء، بدءاً من القافية ووصولاً إلى المفردات، وطريقة سبك تلك المفردات، إلى جانب بحور الشعر والأوزان المستخدمة. وفي الباب الثالث تناول الكتاب البلاغة، وطبق البحوث البلاغية القديمة والنظريات الجديدة في علم المعاني والبيان والبديع.

ورأى الكاتب أنه من الصعب التوقف عن نشر طبعات جديدة من هذا الكتاب أو الكتب التي تتناول شخصية الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، كرجل دولة، كونه يشكّل وجدان هذه الأرض ونبضها الخالد.

أما رسالته الشعرية فهي التي تدعو للاهتمام؛ لأنها تجربة متفردة من بين آلاف الشعراء، وتتميز أشعاره بموازنتها بين حفظ التراث والتجديد، حيث نجد المفردة التراثية والمفردة الفصيحة والمفردة المتداولة حديثاً بين الناس في قصيدة واحدة وفي بيت واحد، وهو ما منح أشعاره -كما خلُص الباحث- القدرة في المحافظة على التراث ومواكبة التجديد.

تنوعت مصادر الكتاب بين الدوريات والكتب والمواد السمعية والمرئية التي حرص نور الدين على جمعها؛ بهدف تقديم صورة الشيخ زايد الشعرية على مستوى الأدب الإنساني.

Email