رد فيها الشيخ زايد على قصيدة محمد بن راشـد.. وغنتها رجاء بلمليح بختام مسيرتها الفنية

«ألا يا مرحبا»..قصيدة من حكيـم العرب في «كريــم الأصل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

«ألا يا مرحبا حيّ بنفيحه»، رائعة شعرية لحكيم العرب، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصف فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بـ «كريم الأصل»، وقالها بالأساس، رداً على قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «أهل القلوب المستريحة»، التي طلب فيها النصح من الشيخ زايد بن سلطان، وقد خط سموه كلماتها على وقع وزن «الوافر» في الشعر العربي الفصيح، أو «الصخري» في الشعر النبطي.

معانٍ جميلة

رائعة الشيخ زايد، رحمه الله، التي كانت آخر ما كتبه من الشعر، تناغمت في غناها ورصانة أبياتها مع روعة قصيدة «أهل القلوب المستريحة»، فجاءت سلسة، وعامرة بالحكمة، واستطاعت أن تفرض نفسها على مسامع الشعراء، وعشاق «ديوان العرب» على حد سواء، بما تكتنزه من جماليات ومعانٍ.. وكذا على أهل الفن بفضل مكانتها، ومع شدو الفنانة الراحلة رجاء بلمليح، بها، وهي صاحبة الصوت الندي العذب.. لتكون القصيدة خاتمة لمسيرة رجاء بلمليح، التي فارقت دنيانا في سبتمبر 2007، بعد صراع مرير مع المرض، وعلى الرغم من ذلك ظلت «ألا يا مرحبا حي بنفيحه» حية تحوز شعبية كبيرة حتى يومنا هذا، لما تحمله من جوانب جمالية وإبداعية

هدية

بين بدايات رجاء بلمليح الفنية في مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وتقديمها هذه القصيدة، سنوات من الغناء، استطاعت خلالها أن تثبت نفسها على الساحة، وأن تنال إشادة العرب من المحيط إلى الخليج، لا سيما أنها ترفعت بنفسها عن مستوى الأغاني غير الوازنة والقيمة، فظلت ملتزمة بطقوس الأغنية الجادة، حيث أكدت بغنائها قصيدة الشيخ زايد، رحمه الله، توجهاتها تلك والتزامها بتقديم الأفضل، ودللت على حسن اختياراتها، إذ إن القصيدة جاءتها لقائد حكيم متفرد عرفته أصقاع الأرض بخيره وعطائه.

اللافت أن رجاء، المعروفة بثقافتها، لم تتعامل مع هذه القصيدة كما أغنياتها الأخرى، فهي لم تضع أبياتها تحت يد أي من الملحنين الذين تعاملت معهم، وإنما اختارتها لتكون مدخلها نحو عالم التلحين، حيث عانقت جملها الموسيقية حنجرتها، فجاءت القصيدة في قوالب لحنية، حملت الكثير من الإيقاعات الخليجية، لتصبح بذلك علامة مضيئة في مسيرة بلمليح، التي قدمتها في 2003، ووضعتها على رأس ألبومها «حاسب» الذي ضم، آنذاك، نحو 13 أغنية، وجمعت فيه ألواناً عدة.

عودة

«ألا يا مرحبا» لم تظل حبيسة ألبوم «حاسب» الذي أنتجته شركة مترو ميديا، وإنما امتد صيتها وانتشر، وأصبحت على كل لسان عربي أحب صوت رجاء، ليؤكد ذلك أن القصيدة لم تمر مرور الكرام على الساحة الغنائية العربية، لا سيما أن تقديم رجاء بلمليح لها جاء بعد عودتها من فترة غياب عن الأعين، أجبرها عليها المرض الذي ألزمها، آنذاك، الفراش الأبيض، حيث رأى الجميع تقديمها لهذه القصيدة بمثابة «احتفال» بالعودة إلى الساحة، لتتميز لآلئ القصيدة برونق روعة صوتها، وذلك في وقت ساد اعتقاد بأنها تنوي اعتزال الغناء، وهو ما رفضته رجاء آنذاك، حيث لم تقبل أن تلقي بأوراقها نتيجة مرورها بفترة مرضية صعبة. وقد كان للشيخ زايد موقف مهم في الشأن، إذ وجه بمساعدتها، وتوفير كل ما تحتاجه، لتتمكن من مواجهة المرض.

Email