غناها على مقام الكرد الممزوج باللحن الشعبي الإماراتي

«يالسمرا يالجميلة»..أيقونـة ألبوم فايز السعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وقع مقام الكرد الممزوج باللحن الإماراتي، أطلت على الوجود، قصيدة «يالسمرا يالجميلة»، التي كتبها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتثير عبق المحبة في قلوب مستمعيها، متسلحة بما تمتلكه في ثناياها من قوة تأثير، ورونق جمالي، ووضوح في المفردات، التي طالما ارتبطت بلغة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الشعرية، ليأتي الوصف فيها عميقاً، ويفيض بأبعاد إيقاعية ولحنية جميلة.

بنعومة كلماتها ورقتها امتازت قصيدة «يالسمرا يالجميلة»، التي بدا أن الشيخ زايد قد سعى إلى إلباسها ثوب العربية الفصحى وعدم إغراقها باللهجة المحلية وتفاصيلها، فكانت واحدة من روائع القصائد العربية المغناة، التي تألق بها صوت الفنان فايز السعيد، الذي قام بإصدارها في عام 2003، ضمن ألبوم، كان الخامس في قائمته، حيث احتلت القصيدة المرتبة الأولى في الألبوم، لتحقق ذيوعاً ملحوظاً على الساحة.

شرف

وكما لكل قصيدة ظروفها، فقد رسمت «يالسمرا يالجميلة» خط سيرها الخاص، لتعانق القلوب وتصافح الألسن التي رددتها في مناسبات عديدة، ولتظل هذه القصيدة أيقونة ألبوم الفنان فايز السعيد، الذي حمل عنوان «فايز السعيد»، واعتبر بحسب النقاد واحداً من أجمل ألبوماته، خاصة قصيدة «يالسمرا يالجميلة»، التي قال السعيد عنها لـ«البيان»: «كان لي شرف كبير أن حظيت بغناء قصيدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كما كان لي الشرف أن أطرحها ضمن ألبومي الذي أصدرته في 2003، حيث تميز بهذه القصيدة التي كانت فاتحة خير عليّ، فهذه هي المرة الأولى التي كنت أغني فيها من قصائد الشيخ زايد».

اختيار السعيد لهذه القصيدة لم يكن عشوائياً، فقد تم بالتشاور مع الملحن علي كانو، الذي تولى آنذاك عملية تلحينها، وعن ذلك قال السعيد: «أذكر أنني طلبت آنذاك من الملحن علي كانو أن يرشح لي إحدى قصائد الشيخ زايد، لكونه كان الملحن الخاص للشيخ زايد، رحمه الله، وحينها كنت أتطلع لغناء قصيدة جديدة، لم يسبق أن طرحت على الساحة، ومع البحث عثرنا على قصيدة «يالسمرا يالجميلة»، التي اكتشفت أنها قصيدة رائعة، تحمل بين ثناياها موضوعاً جميلاً، إلى جانب كونها كتبت بلغة عربية فصيحة جميلة، وليست باللهجة المحلية، وبتقديري أن هذا ساعد كثيراً على انتشار الأغنية على الساحة».

توزيع

السعيد أشار إلى أن الملحن علي كانو اختار لها مقام الكرد الممزوج مع اللحن الشعبي الإماراتي. وقال: «تلحين القصيدة جاء على مقام الكرد، والإيقاع الشعبي الإماراتي، حيث قدم الملحن علي كانو من خلالها مزيجاً جميلاً، وتعمدت توزيعها موسيقياً مع الموسيقار طارق عاكف، الأمر الذي قدم لنا مزيجاً بين اللحن الإماراتي والأوركسترا المصرية، حيث قمنا بتسجيل القصيدة في مصر، وأعتقد أن هذا التوزيع ساهم في منح القصيدة بعداً جمالياً آخر».

خلال مسيرته، لم يتوقف السعيد عند حدود قصيدة «يالسمرا يالجميلة»، وإنما اجتهد في تلحين العديد منها، على مقامات موسيقية مختلفة، بعضها حمل صوت فنانين إماراتيين وأخرى جاءت بأصوات عربية، لتكتسب من قصائد الشيخ زايد رونقاً خاصاً.

Email