جــون: الإفطار الجماعي طاقة إيجابيـة لتقريب وجهات النظر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نافذة على الآخر تُروى من خلالها شهادات شخصية ورؤى إنسانية تسرد قصصها في زيارتها الأولى لمدنها العامرة بالعطاء، في نسيج متداخل يغزله الفرح وتشد أطرافه ألوان التواصل الحضاري التي تعكس صورة مجتمع مترابط الصفوف تسري في أوصاله طاقة الأمل واستشراف المستقبل النابعة من قلب الإمارات النابض باحترام الآخر.

الإفطار الجماعي من أجمل الطقوس الرمضانية التي تثير اهتمام جون الزائر المتكرر لدبي في الكثير من المواسم، لما يتضمنه على حد تعبيره من تجديد التواصل وغرس المودة والإخاء، وتبادل الأحاديث بين الأهل والصدقاء والجيران، وهي فرصة للتسامح والنقاش وتقريب وجهات النظر وتضيق مساحة الخلافات، واكتشاف جوانب عديدة في شخصية الآخرين، التي تميل إلى الهدوء وإبراز الطاقات الإيجابية المستمدة من روحانيات الشهر الفضيل.

أسس مجتمعية

ويعتقد جون الذي يزور مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري بصحبة أصدقائه الذين يعتبرونه المرشد المتمكن من مناطق وشوارع المدينة بسبب زيارتها المتعددة: «إن الأخلاق الإماراتية في التعامل والتواصل وارتباطها بالعطاء، هي أساس الحياة المدنية، فحينما يتمتع الأفراد في المجتمع بأخلاقيات التعامل من صدق في الحديث وصدق في الوعود وأمانة ووفاء وغيرها، ترى إيجابيات ذلك، رقي في المجتمع وتمدن، تجعله أيضاً يشعر بالمسؤولية والواجب كزائر دائم، وهذا الشكل من العلاقات تؤدي إلى التكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع، والعابرون من زوار وسواح، حيث يتراحمون بينهم ويشعرون بحاجة إلى بعضهم البعض كالأسرة الواحدة المتماسكة المتكاتفة التي يسعى كل فرد فيها للإسهام بدوره في تدعيم مسيرة النهضة والبناء في كل المجالات، حتى تأخذ الدولة مكاناً متقدماً بين بلدان العالم.

قبول الآخر

ويضيف جون، أن المواطنة الصالحة في الإمارات تشمل المواطنين والمقيمين معاً، فهي البوتقة التي تضمن انصهار جميع الثقافات لصالح المجتمع المتعدد الجنسيات المتوحد في الفكر، ضمن أطر نظامية ومن خلال الالتقاء على أرضية المصلحة الوطنية العامة، ويتم ذلك بناء على معطيات الفكر العالمي اليوم من خلال ثقافة الهوية، والتعددية وقبول الآخر، وأنا أعشق الإمارات التي كبرت بين شوارعها ومجتمعها النابض بالحياة، فالثقافة المجتمعية السائدة تميل إلى الاعتدال والتوازن والتسامح والانضباط في السلوك والتفكير، وكل هذه العوامل تشجع على التعايش الذي يستشعر أولئك الذين يعيشون على أرضها ممن ثمنوا هذه الميزة التي جعلت الإمارات قبلة المصطافين والزائرين والمقيمين، ممن يشعرون بالرضا عن هذا البلد الذي يجسد قيم المحبة والتكافل.

إكسبو 2020

ويعتقد جون أن مدينة دبي تعتبر من المدن المتنامية والمتغيرة باستمرار التي لم تتجاهل ثقافتها العربية، فخلال السنوات الماضية فقط شهدت هذه المدينة توسعاً كبيراً وسريعاً، وقد كان لفوزها بشرف تنظيم معرض إكسبو 2020 أثر كبير في التعريف بهذه المدينة، حيث إن هذا الحدث وضع دبي في دائرة الضوء في العالم ودفع القائمين عليها للعمل على جعلها أول وجهة حقيقية ذكية في العالم، ‏ففي اليوم الذي يجري تعميق العولمة على نحو مستمر تتهيأ في العالم كثير من العناصر والظروف الصالحة لتمازج الثقافات، منها التبادلات الثقافية المكثفة والتمتع المشترك بالموارد والنقل المتبادل للمعلومات ونقل اللغة المشتركة للتكنولوجيا وتقنيات الإنتاج العلمي، في ضوء هذه العناصر والظروف تتفاعل الكتل الثقافية وتبقي معتمدة بعضها على بعض وتقدم إلى الأمام باستمرار،‏ فإن الثقافة العربية الإسلامية ستتمازج بالتأكيد، كما كانت عليه مع الثقافات المميزة الأخرى لتحقيق تطورها المتواصل‏.‏

والاعتدال واحترام الحريات الشخصية، وهو الذي انعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية ودفع عجلة التنمية الشاملة قدماً إلى الأمام.

مناخ إيجابي

يشير جون إلى أن منطقة الشندغة من أكثر الأماكن المحببة، حيث اعتاد العبور والتجول في أنحائها وصولاً إلى سوق الذهب، كما انه كان شديد التعلق بالعبرات التي تتهادى بين ضفتي خور دبي، تلتحم بسطح الماء فتخط وراءها ذيولاً مائية ترسم هوية المكان، والتي استمرت طوال السنوات الماضية شاهدة على التحولات الكبيرة التي جرت في محيط الخور ومدينة دبي بشكل عام، سواء من الناحية العمرانية أو الاجتماعية، فمازال قلبه يحن إلى التجول في إحياء المدينة التراثية والأسواق التي تفوح بعبق التقاليد وتاريخ الأجداد، الذي كان مؤشراً في صلابته وإصراره على كل الإنجازات المتلاحقة التي أكسبت الإمارات سمعتها العالمية كنموذج للحداثة والمعاصرة، كما أن النهضة العمرانية في الإمارات هي امتداد لما كان يدور من حراك ثقافي عبر تاريخها، حيث كانت كل تلك الجهود والمحاولات بشارات لميلاد نهضة ثقافية حديثة، ومؤسسات متخصصة، وفي كل تلك الجهود لم يكن التفاعل مقتصراً على المواطنين فقط، بل والمقيمين أيضاً كان لهم الحق في المشاركة في نمو هذا المناخ الإيجابي الذي تتضمن العديد من القوميات التي تقيم على أرضها عبر تنوع سكان الدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص، الذي بات يخلق فرصاً أكبر للأعمال ويفتح آفاقاً واسعة عبر تجاربه النموذجية للثقافة الشعبية العالمية بنكهة الحضارات.

جوهر الولاء

الولاء هو جوهر الالتزام، الذي يدعم هويته الإماراتية، فهو لا يعتبر نفسه زائراً أو غريباً عن دبي التي يزورها باستمرار ويحث جميع أصدقائه وعائلته في موطنه إلى زيارتها وقضاء عطلة في ربوعها فهي بكل تأكيد أفضل مكان لاستحضار الإلهام المحفز على الابتكار لبلوغ طموحات الحاضر والمستقبل، لذلك أشعر بالفخر والولاء اتجه مجتمعها وشعبها، ويعتز بهويته وتوحده معها، ويكون منشغلاً ومهموماً بقضاياها، وعلى وعي وإدراك بمشكلاتها، وملتزماً بالمعايير والقوانين والقيم الموجبة التي تعلي من شأنها وتنهض بها، محافظاً على مصالحها، مراعياً لصالحها العام، ومشجعاً ومسهماً في كل مبادرتها المجتمعية وفعالياتها المتعددة ذات الصلة بتعميق الروابط الإنسانية والثقافية.

في سطور

الاسم: جون جرايم

العمر: 56

المهنة: مهندس شبكات

الهواية: التجديف

الجنسية: بريطانيا

حرصت الإمارات على الاستثمار في بناء ثروة بشرية من الشباب القادرين على تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية على مختلف الأصعدة والقائمة على منظومة الابتكار كقوة تدفع وتحرك النمو والتنمية الاقتصادية، وهي القوة التي تحفز التطور الاقتصادي والاجتماعي المستدام في المنطقة بالإضافة إلى دعم الاقتصادات القائمة والمعرفة ومؤشراتها التي تساهم في زيادة هذا النمو ورفع سوية ريادة الأعمال.

Email