«الزبيب» ضيف لذيذ على المائدة العراقية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يشتهر العراقيون بحبهم لشراب العنب المجفف، وولعهم به، وتتنافس العديد من المحال لصناعة الأكثر جودة منه والألذ مذاقاً، حتى باتت هناك محلات في بغداد، تشتهر ببيعه، مثل »شربت الحاج زبالة«، بشارع الرشيد، و»جبار أبو الشربت« في الكرادة، وغيرهما.

وفي رمضان، عندما يحين وقت العصر، يتزاحم العشرات أمام محال بيع عصير الزبيب، لشراء كيس أو أكثر منه، لأنه يطفئ عطش الصائم بعد ساعات طوال من الصيام والتعرض للجو الحار. ويزداد إقبال الناس على تناول عصائر الفواكه بأنواعها المختلفة، خلال الشهر الكريم، ومنها »شربت الزبيب« بشكل خاص. ويقول المواطن أحمد منعم: »منذ الصغر اعتدت أن يكون شربت الزبيب موجوداً على مائدة إفطاري، وهي عادة كبرت عليها مثل باقي سكان المدينة، بسبب مذاقه اللذيذ، وفوائده الصحية، وكثيرون يعتبرون مائدة إفطار الشهر الفضيل غير متكاملة، إذا خلت منه لاعتيادهم على شربه.

صناعة وطنية

ويوضح صباح أحمد صاحب محل لبيع عصير الزبيب: »أعمل بصناعة شربت الزبيب منذ أربعة عقود، وتشتهر منطقتنا بصناعته، واعتاد السكان على تناوله. وتتلخص صناعته بجلب ثمار العنب الأسود المجفف والمسماة باللهجة العامية (طحلك)، فتخلط مع أوراق النعناع المجفف بعد تنظيفها جيداً، وتعصر في ماكينة شبيهة بمفرمة اللحم التقليدية، والناتج يتم تخميره بالماء لليوم الثاني ثم يوضع بأكياس قماش الجنفاص الخشن تسمى الشالات كي يصفى. ويضاف إليه قليلاً من السكر واللون ويعبأ بأكياس ثم يطرح للبيع وجودة المواد الأولية المستخدمة وأغلبها من الشمال تمنح المشروب طعمه اللذيذ.

ويقول أستاذ التاريخ العربي الحديث في جامعة الموصل والمهتم بتوثيق التراث إبراهيم خليل العلاف، إن شربت الزبيب يعد إحدى تقاليد شهر رمضان التراثية، وأعتقد بأن العراقيين باتوا يشعرون بمتعة وهم يقفون بطوابير أمام محال بيعه. ورغم وجود العصائر الجاهزة والمعلبة، إلا أن إقبال الناس لا يزال رئيسياً على المصنوعة من الفواكه الطازجة أو المجففة وخاصة عصير الزبيب.

وتتميز المائدة الرمضانية العراقية بتنوع أشكال الأطعمة في وجبة الإفطار، و»الدولمة« الطبق الرئيسي فيها، ومعها الكبة والبرياني والمحشي، والمرق بأنواعه إضافة للطرشي والمقبلات.

Email