الألعاب الحكومية.. والاستجابة العالمية

حمدان بن محمد يتوج الفائزين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فطرة البشر.. أشياء

لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات

فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء

هكذا هي.. سمة التسامح

لا مكان لها ولا زمان..

لأنها باختصار..

تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان.

ولأن الرياضة تمثل إحدى صور

التسامح، فلا ريب أن تزول معها

الخصومة، وتنزوي بها الخلافات،

فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي

تأتي الإمارات كنموذج واقعي

لتجسيد هذه السمة الحسناء

كأسلوب حياة..

في هذه السطور نرصد بعضاً من تلك الصور المضيئة:

قد تكون الإمارات متفردة في هذه المبادرة الرياضية المبتكرة، وقد تكون تغرد وحدها خارج السرب في هذا المضمار، الذي تأسس على استحداث المناسبات والفعاليات الرياضية التي تجمع ولا تفرق، وتؤلف بين القلوب ولا تباعد بينها.

بطولة الألعاب الحكومية التي أقيمت في دبي شهر أبريل الماضي للمرة الثانية، على شاطئ «كايت بيتش» في دبي واستمرت أربعة أيام من الأجواء الكرنفالية، تجلت فيها روح الحب والتسامح بين المشاركين من مختلف الجنسيات والهيئات، يؤكد إلى أي مدى تخطو الرياضة الإماراتية في اتجاهات غير تقليدية، ما يجعل الموجودين على أراضيها يشعرون بالسعادة والحياة الرغدة، من خلال مشاركاتهم في مثل هذه الفعاليات التي نظمها المجلس التنفيذي لدبي بالشراكة مع مجلس دبي الرياضي، وهي بحق دعوة التسامح.

ومن يتفحص في عدد المشاركين في النسخة الثانية للألعاب الحكومية يدرك إلى أي مدى باتت فعاليتها جاذبة وممتعة بين مختلف المؤسسات، إذ يكفي أن عدد الفرق المشاركة وصل إلى 168 فريقاً يمثلون جهات حكومية محلية وعالمية، بواقع 106 فريق للرجال و62 فريقاً للسيدات، بجانب 15 فريقاً حكومياً، من 9 دول هي: السعودية بفريقي الرجال والسيدات، والبحرين، ومصر، والأردن، وتونس، والولايات المتحدة الأمريكية، وانجلترا، وتايلاند، وأرمينيا، ما يشير إلى الاستجابة العالمية من الجهات الحكومية لدعوة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس دبي الرياضي، للمشاركة في الفعاليات، حيث أكدت حماسة الجهات في الاستعداد للمنافسات، وإعداد فرقها بشكل جيد يتناسب مع البطولة، لتحقيق الأهداف المنشودة في ترسيخ ثقافة «فريق واحد هدف واحد»، من خلال توفير منصات مبتكرة مثل الألعاب الحكومية التي ترسخ أهم القيم المؤسسية ومهارات العمل الجماعي، والإصرار على الوصول إلى الأهداف المطلوبة، كثقافة رياضية لأوساط العمل الحكومي.

فريقه F3

ومن بين المشاهد الرائعة في الألعاب الحكومية التي أقيمت نسختها الثانية في أبريل الماضي، كان مشاركة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في الفعاليات، في الحدث مع فريقه F3 الذي يقوده، وقد مثل هذا تأكيداً على روح التسامح التي تعيشها الإمارات قيادة وشعباً، في ظل التآخي والمشاركة في المنافسات الرياضية المختلفة، لاسيما إذا كان صاحب المبادرة يخوض غمارها مع بقية المتنافسين دون أي فوارق بين الجميع، يضاف إلى هذا أن تشكيل فريق F3 للسيدات للمرة الأولى والمشاركة به في المنافسات أسوة بفريق الرجال الذي شارك في منافسات العام الماضي، أكد على نهج الإمارات وتسامحها في منح المرأة حقها المجتمعي، إيماناً بدورها في المجتمع والعمل الحكومي.

وهذا ما وضحه سموه في أحد تصريحاته إبان الفعاليات، حيث أشار إلى أن المرأة أثبتت أنها شريك أساسي في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة، وهي قادرة على إحداث نقلة نوعية في أهم القطاعات والمجالات الحيوية متسلحة بالإرادة والإصرار ووضوح الرؤية والأهداف، وأكد سموه أن المرأة في مجال العمل الحكومي سطرت قصص نجاح مؤثرة نظير ما تتمتع به من المسؤولية والكفاءة.

وقال سموه: «إن مشاركة فريق F3 بفئتي الرجال والسيدات في نسخة هذا العام من الألعاب الحكومية تؤكد أهمية الإصرار والمثابرة والعمل الجماعي في سبيل إنجاز ما بدأناه، وصولاً إلى تحقيق الأهداف المأمولة بأقصى درجات الكفاءة والامتياز»، مشيراً إلى أن هذا النهج يواكب رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأنه لا مكان للمستحيل في سباق التميز وتبوؤ المركز الأول.

منافسات

شهدت منافسات النسخة الثانية للألعاب الحكومية، تفاعلاً كبيراً من مختلف الجهات الحكومية، من كافة أنحاء الإمارات وعدد من حكومات دول العالم، وقد أقيمت في يومها الأول، جولتان تنافس فيهما 62 فريقاً نسائياً، لاجتياز 9 تحديات عبر أربعة مسارات، ومن خلالها تم تصفية المشاركين إلى 6 فرق للتصفيات النهائية، فيما شهد اليومان الثاني والثالث، تنافس فرق الرجال البالغ عددها 106 فرق في ثلاث جولات لتخطي 9 تحديات عبر 4 مسارات وتم تصفيتهم إلى 6 فقط للتصفيات النهائية.

وفي اليوم الرابع والأخير، تنافست 6 فرق للسيدات ومثلها للرجال في النهائيات، خلال جولتين تم فيهما اجتياز التحدي الأخير والأكثر صعوبة، حيث فاز فريقا f3 للرجال والسيدات بالمركز الأول، كل في مسابقاته، وفي لفتة إنسانية تسامحية، تبرع الفريقان بالجائزة المالية، وقدرها مليون درهم لكل منهما للجمعيات الخيرية.

فيما حصل فريق شرطة أبوظبي الفائز بالمركز الثاني على 300 ألف درهم، وفريق شرطة دبي الثالث 200 ألف درهم، ونفس الجوائز قدمت لفرق السيدات، حيث حل فريق هيئة كهرباء ومياه دبي ثانياً، بعد f3، وجاء فريق مطارات دبي ثالثاً، ما يعني أن الجوائز وصلت الى 3 ملايين درهم وزعت على الفائزين.

إنها الإمارات التي فتحت أبوابها أمام الجميع في كل المجالات، بما فيها الرياضة.

Email