الإمارات ترسخ المساواة بين الجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فطرة البشر.. أشياء لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء هكذا هي.. سمة التسامح لا مكان لها ولا زمان.. لأنها باختصار.. تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان.

ولأن الرياضة تمثل إحدى صور التسامح، فلا ريب أن تزول معها الخصومة، وتنزوي بها الخلافات، فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي تأتي الإمارات كنموذج واقعي لتجسيد هذه السمة الحسناء كأسلوب حياة..

في هذه السطور نرصد بعضاً من تلك الصور المضيئة:

 

سيشهد التاريخ أن الإمارات سبقت العالم كله في التعامل بتسامح ومساواة، مع أصحاب الاحتياجات الخاصة، حين سعت إلى دمجهم في المجتمع وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن أنفسهم في ما يتناسب معهم من مجالات، وتحديداً المجال الرياضي.

وكان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، السبق في التعامل مع هذه الفئة من منظور إنساني واجتماعي، يكشف عن اهتمام القيادة الرشيدة، بأبناء هذا الوطن دون تفرقة بينهم، وقد وضح ذلك عندما أطلق سموه عليهم اسم أصحاب الهمم، وأمر بتحديد مسؤول في جميع المؤسسات والجهات الخدمية، للنظر في الخدمات المخصصة لهم، بمسمى «مسؤول خدمات أصحاب الهمم».

وقد كانت لكلمات سموه صداها في النفوس حينما قال سموه: «إعاقة الإنسان هي عدم تقدمه، وبقاؤه في مكانه وعجزه عن تحقيق الإنجازات، وما حققه أصحاب الهمم في مختلف المجالات، وعلى مدى السنوات الماضية من إنجازات، دليل على أن العزيمة والإرادة تصنعان المستحيل وتدفعان الإنسان إلى مواجهة كل الظروف والتحديات بثبات، للوصول إلى الأهداف والغايات».

ومن بين كلماته المضيئة أيضاً قول سموه: «مؤسساتنا، ستبدأ بتجسيد اهتمامنا الكبير والراسخ في هذه الفئة، حيث سيُحدّد مسؤول خاص لتسهيل خدمات أصحاب الهمم، كما سينشأ مجلس خاص يضم مؤسسات حكومية اتحادية ومحلية وأفراداً من المجتمع، لتقديم المشورة، بهدف التطوير الدائم للخدمات، وإيجاد الحلول للتحديات التي تعوق دمج هذه الفئة في المجتمع».

الأولمبياد الخاص

وعندما نظمت الإمارات الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية، حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على زيارة الملاعب ومتابعة الفعاليات، وقال سموه آنذاك : «إن اجتماع العالم في أبوظبي من خلال الأولمبياد الخاص بمشاركة أكثر من 7000 رياضي من أصحاب الهمم ممثلين لأكثر من 190 دولة وما يزيد على 4000 من المرافقين والمدربين والأطقم الفنية، يؤكد المكانة المتميزة التي تتمتع بها دولة الإمارات كرمز للتعايش والتسامح والانفتاح على شعوب العالم وثقافاته، ويعلي من موقعها كوجهة رائدة عالمياً في تنظيم واستضافة الفعاليات الكبرى».

كما أثنى سموه خلال الدورة التي استضافتها الإمارات في مارس الماضي، على جهود رئيس وأعضاء اللجنة العليا المنظمة للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، وجميع المتطوعين الشباب من الجنسين وكافة الجهات التي شاركت في تنظيم وإنجاح أكبر وأهم تظاهرة رياضية وإنسانية لأصحاب الهمم في مختلف دول العالم، معرباً سموه عن اعتزازه بدور الكادر الوطني في إخراج هذا الحدث على الوجه الأكمل من تمام التجهيز وحسن الإدارة وإحكام التنظيم مع توفير مختلف متطلبات المشاركين لضمان أقصى مستويات الراحة لضيوف الإمارات خلال تلك الفترة والتي بدأت ببرنامج «المدن المضيفة» الذي شكَّل فرصة مثالية لتعريف المشاركين من حول العالم بثقافة الإمارات وتراثها الاجتماعي والحضاري، تأكيداً على حرص الإمارات على مد جسور التواصل الإنساني مع العالم.

وفي حديثه للمشاركين في الدورة، استنهض سموه آنذاك هممهم بقوله: «أنتم أبطال الإرادة القوية.. ورمز للعزيمة التي لا تلين.. فخور بإنجازاتكم وهي موضع اعتزاز الجميع... فبإصراركم تكتبون قصصاً في سجل المجد.. وبسعيكم للتميز ترسمون ملامح الطريق لكل من يطلبه... نرى فيكم الأمل ضياء ينير الدرب لكل من حولكم.. ونلمس في إنجازاتكم قوة التصميم على بلوغ القمم... نشدُّ على أيديكم.. ونرجو لكم كل التوفيق».

يوم الأم

وفي إشادته للأسر وأمهات الأبطال من أصحاب الهمم، نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل «يوم الأم» الذي صادف آخر أيام الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية التي استضافتها الإمارات في مارس الماضي، عبر حسابه الرسمي على «تويتر»، مقطع فيديو لأصحاب الهمم، مصحوباً بتغريدة قال فيها: «زرت اليوم الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية بأبوظبي.. الرياضيون من أصحاب الهمم، قصص استثنائية في الإرادة والتحدي.. إرادة تم غرسها من أمهات استثنائيات في البذل والعطاء.. غداً يوم الأم.. نهديه في الإمارات لهؤلاء الأمهات المعجزات».

إنها الإمارات التي فتحت أبوابها أمام الجميع في كل المجالات، بما فيها الرياضة.

Email