التسامح في دار زايد أسلوب حياة

التسامح الإماراتي اسلوب حياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فطرة البشر.. أشياء لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء هكذا هي.. سمة التسامح لا مكان لها ولا زمان..

لأنها باختصار.. تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان. ولأن الرياضة تمثل إحدى صور التسامح، فلا ريب أن تزول معها الخصومة، وتنزوي بها الخلافات، فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي تأتي الإمارات كنموذج واقعي لتجسيد هذه السمة الحسناء كأسلوب حياة..

في هذه السطور نرصد بعضاً من تلك الصور المضيئة:

 

لأن سمات التسامح والتآخي والكرم والجود من الجذور المتجذرة في الإمارات، فقد حرصت القيادة الرشيدة على التواجد الفعال في الأولمبياد الخاص للألعاب العالمية الذي استضافته دار زايد في مارس الماضي وحضره 7500 مشاركة من أكثر من 190 دولة.

وكان لاستقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد ‏الأعلى للقوات المسلحة، مجلس إدارة مؤسسة الأولمبياد الخاص العالمية، خلال تلك الفعاليات، دوره الكبير في التأكيد على أن التسامح بأرض زايد الخير أسلوب حياة.

وقد لمس وفد الأولمبياد، حينذاك، قيمة العمل والتنظيم والاهتمام بأصحاب الهمم في هذه الأرض الطيبة، التي حولت أول ألعاب عالمية لذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط، إلى كرنفال عالمي أبهر العالم في الافتتاح والختام، وبينهما كان التنظيم المميز للمسابقات في ملاعب وصالات على أحدث طراز، وقد لمس الدكتور تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص الدولي، وأسرة كنيدي ‏شرايفر المؤسسة لهذا الأولمبياد، والمهندس أيمن عبد الوهاب، الرئيس الإقليمي ‏للأولمبياد الخاص، إلى أي مدى سبقت الإمارات العالم في التعامل الإنساني والتسامحي مع هذه الفئة، من خلال تحويل اسم المعاقين ذهنياً، إلى أصحاب الهمم، بما يتماشى مع البعد الإنساني ويتيح الفرصة لدمجهم في المجتمع.

وخلال اللقاء الذي واكب فعاليات ومسابقات الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في مارس الماضي، رحب سموه بوفد المؤسسة وأسرة كيندي شرايفر، متمنياً لهما التوفيق والنجاح في ‏تحقيق الأهداف في دعم الرياضيين من أصحاب الهمم ، ومنحهم الفرصة لإبراز مواهبهم وتحقيق طموحاتهم ودمجهم في ‏مجتمعاتهم‎.‎

وأكد سموه للوفد دعم الإمارات، ‎كل المبادرات التي تمكن ‏أصحاب الهمم من المشاركة مع بقية أفراد المجتمع في تنمية وبناء بلدانهم‎.‎

وأشاد سموه بجهود أسرة أولمبياد الخاص عامة، ودور عائلة كيندي شرايفر خاصة، ‏في الاهتمام بدعم رياضات أصحاب الهمم، وتشجيعهم الدائم على أن تحظى هذه ‏الفئة بالعناية والرعاية، لتؤدي دورها ومسؤولياتها أسوة ببقية أفراد المجتمع‎.‎

لذلك، كان مردود كلمات سموه على الدكتور تيم شرايفر، رئيس الأولمبياد الخاص الدولي، كبيراً، حيث عبر عن سعادته البالغة باهتمام القيادة الرشيدة في الإمارات بأصحاب الهمم، وأشاد آنذاك، بالدعم اللامحدود الذي تقدمه لهم، وبالحفاوة البالغة، وحسن التنظيم لهذه الدورة في أول نسخة لها بمنطقة الشرق الأوسط.

وطن خاص

ورغم مرور الأيام، إلا أن ما قاله شرايفر من كلمات في حفل ختام الدورة، لاتزال تجسد كل معاني التسامح الإماراتي، حيث قال مخاطباً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة:

شكراً لأنك منحت الأولمبياد وطناً خاصاً ومنحت أبطاله الاهتمام، لقد نجحتم في الإمارات وقدمتم تجربة رائعة في التنظيم رغم العدد الكبير الذي شارك في هذا الحدث وحقق أرقاماً قياسية في كل شيء، وأرى أن التجربة الناجحة التي قدمتها أبوظبي تضع برلين التي سوف تنظم النسخة المقبلة أمام تحدٍ كبيرٍ للمواصلة بذات المستوى من النجاح والتميز.

وخلال الدورة ايضا، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ‏أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيناتور ‏روي بلانت، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي الذي كان يترأس وفد منتخب بلاده في ‏دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص «أبوظبي 2019‏» .

ولعل ما قاله السيناتور الأميركي عقب هذا اللقاء، يؤكد إلى أي مدى تثري دار زايد التسامح بين دول العالم، حيث أعرب عن إعجابه بمستوى التنظيم وحجم ‏المشاركات والحضور الجماهيري والتفاعل الرسمي والشعبي مع فعاليات الأولمبياد ‏الذي يعد أكبر حدث إنساني ورياضي واجتماعي عالمي تستضيفه الإمارات‎، حيث قال إن حجم المشاركات غير المسبوق في هذا الأولمبياد الخاص، يجسد ما تتمتع ‏به الإمارات من قدرات وإمكانات تنظيمية في استضافة مثل هذه الفعاليات ‏الرياضية العالمية‎.‎

تعهد زايد للتسامح

وكان من حسن الطالع لدورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، أن أطلق سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية ‏والتعاون الدولي، رئيس اللجنة الوطنية العليا لـ«عام التسامح»، خلال فترة المنافسات، مبادرة «تعهد زايد ‏للتسامح» الرامية إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش التي أرساها المغفور له الشيخ ‏زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجتمع الإمارات‎.‎

وقال سموه في تغريدة عبر حسابه بموقع‎ تويتر:‎ ‎لنتعهد بتعزيز قيم زايد ‏للتسامح في مجتمعنا‎.

وقد جاءت مبادرة «تعهد زايد للتسامح» ترسيخاً لمكانة الإمارات كمركز عالمي للتسامح، ‏وتعزيزاً لقيمة هذه الصفة الإنسانية، باعتبارها امتداداً لنهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ ‏زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحراكاً مجتمعياً مستداماً يهدف إلى تعميق ‏قيم التسامح والحوار وتقبل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، والتأكيد على خصوصية المجتمع الإماراتي التي يتجلى فيه التنوع والتعددية، بتعايش أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام، وتكفل لها قوانين ‏الدولة العدل والاحترام والمساواة، بعيداً عن الكراهية والعصبية، وأسباب الفرقة ‏والاختلاف‎.‎

إنها الإمارات التي فتحت أبوابها أمام الجميع في كل المجالات، بما فيها الرياضة.

Email