الإمارات و50 عاماً من العطاء

البنية الأساسية الرياضية.. وإثراء روح التسامح

مدينة زايد الرياضية صرح التسامح الكبير

ت + ت - الحجم الطبيعي

في فطرة البشر.. أشياء لا تخضع للغة، ولا تعرف اللهجات فلا وطن للضحك ولا أبجديات للبكاء هكذا هي.. سمة التسامح لا مكان لها ولا زمان.. لأنها باختصار..

تخرج من ثنايا مشاعر الإنسان. ولأن الرياضة تمثل إحدى صور التسامح، فلا ريب أن تزول معها الخصومة، وتنزوي بها الخلافات، فتصفو القلوب وتتلاشى العيوب.

وعند ذكر التسامح الرياضي تأتي الإمارات كنموذج واقعي لتجسيد هذه السمة الحسناء كأسلوب حياة..

وفي هذه السطور نرصد بعض من تلك الصور المضيئة:

 

منذ تأسيس الدولة عام 1971 والقيادة الرشيدة تسعى سعياً حثيثاً لكي يكون التسامح في مختلف المجالات أسلوب حياة، لا سيما أن هذه السمة من السمات التي تتجذر في المجتمع الإماراتي، وقد نال الجانب الرياضي حقه في هذا الاهتمام الرشيد، إذ يشهد التاريخ أن هذا الوطن المعطاء نجح في سنوات قليلة من اعتلاء القمة التسامحية، حين فتح أبوابه للوافدين من كل حدب وصوب، من دون تفرقة بينهم في لون أو جنس أو عقيدة، ويشهد العالم أن الإمارات بلد مضياف، له من المكارم ما يذكرها التاريخ.

ولعل عدد البطولات والفعاليات الرياضية التي تم تنظيمها عبر الـ 50 سنة الماضية تؤكد إلى أي مدى يتحقق التسامح والتآخي فوق هذه الأرض الطيبة.

وكان للقيادة الرشيدة دورها الفعّال في إثراء هذه الروح، لا سيما الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث فطن مبكراً إلى أن وجود البنية الأساسية الرياضية سيمكن الإمارات من استضافة العديد من البطولات الكبرى، بمن فيها من متنافسين يأتون من مختلف دول العالم، لذلك شيد مدينة «زايد الرياضية» على مساحة 12 مليون قدم، لتكون مركزاً مميزاً لمختلف الألعاب، وقبلة لإقامة البطولات والفعاليات الكبرى، فأنشأ فيها ملاعب كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة الطائرة الشاطئية وملاعب التنس، وصالة للبولينج وحلبة للتزلج على الجليد، ومركزاً للياقة البدنية، وعقب افتتاحها عام 1980، عجت أرجاؤها بالمسابقات المحلية والقارية والعالمية، وعمرت بالحيوية من خلال تنظيم البطولات واستضافة الفرق الرياضية العالمية للإعداد فيها.

 

مبادلة للتنس

وعقب أشهر من الافتتاح عام 1980، أقيمت بطولة مبادلة العالمية في مجمّع التنس الدولي بالمدينة، الذي يتكون من 6 ملاعب تدريب، وملعب رئيس يسع لـ 5000 متفرّج، وقد حضرها العديد من اللاعبين والجماهير من مختلف بلدان العالم، الأمر الذي دعم إقامتها بصفة دورية، حيث يصطفّ أفضل نجوم الكرة الصفراء في العالم، بمن فيهم النجم الاسباني العالمي رافائيل نادال للتنافس على اللقب الذي يتوافق غالباً مع رأس السنة الميلادية، وهي بطولة حظيت منذ بدايتها حتى الآن بالتنوع الجماهيري، إذ يحضرون للاستمتاع بالأجواء التسامحية والصداقات الجديدة في الإمارات.

كما كان لتشييد استاد كرة القدم بالمدينة، في يناير 1980، بتكلفة 550 مليون درهم حينذاك، أثره الفعّال في قدرات الإمارات على استضافة مختلف المناسبات والبطولات على ملعبه الذي تتسع مدرجاته لـ 43 ألف متفرج، وكانت كأس الخليج هي باكورة البطولات الكروية في الإمارات عام 1982، وتبعها العديد من البطولات الكبرى، التي تميزت بحضور جماهيري من الداخل والخارج، ونسج الجميع فيها العديد من الصداقات، وعاشوا قصصاً من التسامح والإخاء في المدرجات والمتنزهات والأسواق.

وشهدت السنوات التي تلت كأس الخليج عام 1982، تنظيم العديد من البطولات أبرزها كأس الخليج 1994 و2007، وكأس آسيا للشباب 1985، وكأس آسيا للناشئين 1986، وكأس آسيا 1996، ونهائي كأس العالم للشباب 2003، وكأس العالم للأندية 2009 و2010.

ونتيجة للتنظيم المتميز والشعور بالأجواء التسامحية، منح الاتحاد الدولي مجدداً تنظيمها للإمارات 2017 و2018، وأخيراً كان تنظيم بطولة كأس آسيا 2019 بوجود أكبر تجمع للفرق المتنافسة، حيث شارك 24 منتخباً هي: الإمارات المستضيف، والسعودية، وأستراليا، واليابان، وتايلاند، وكوريا الجنوبية، وكوريا الشمالية، وأوزبكستان، وسوريا، ولبنان، والعراق، والصين، والهند، وقيرغيزستان، والأردن، وفيتنام، وفلسطين، وسلطنة عمان، والبحرين، وتركمانستان، والفلبين، واليمن، وإيران، وقطر، وقد جاء كل منهم بعدد كبير من مشجعيه فوجدوا كل الترحاب والحفاوة في بلد زايد المضياف، وهو ما أشادت به الوفود الرسمية والجماهيرية، والإعلامية.

البنية الأساسية

وبخلاف ذلك.. شهدت ملاعب الإمارات، وتحديداً ملعب مدينة زايد، حضور أندية عالمية كبرى، مثل مانشستر يونايتد ونوريتش سيتي الإنجليزيين، وسبارتاك موسكو، وآنجي ماخاشكالا، وكراسنودار الروسية، وجيونبوك الكوري الجنوبي، وكوبنهاجن الدنماركي، وهامبورغ الألماني، وغيرها من الفرق العالمية.

ومما يؤكد أن للبنية الأساسية الرياضية في الإمارات دوراً فعّالاً في استضافة البطولات والمسابقات المختلفة، أن ملعب مدينة زايد الرياضية استقبل في 2016 ما يقرب من 1.3 مليون زائر، في مناسبات مختلفة، كما سبق وبلغ أكبر حضور جماهيري في مدرجاته أكثر من 50 ألف متفرج خلال نهائي مونديال الأندية 2009، التي شهدت تتويج فريق برشلونة الإسباني باللقب، بعد تغلبه على بطل أمريكا الجنوبية إستوديانتس الأرجنتيني بهدفين لهدف. ومن بين البطولات الكبرى أيضاً، التي استضافتها الإمارات، وشعر فيها الجميع بمدى اهتمام هذا البلد المضياف بالتآخي بين الشعوب والأفراد والتسامح بينهم، بطولة العالم الرابعة عشرة للبولينغ، التي احتضنها مركز خليفة الدولي للبولينج الذي شيد خصيصاً لهذه المناسبة عام 1999، وأضحى من أحدث صالات البولينج في العالم، إذ يضم 40 مساراً للتنافس، وقد أصبح قبلة لنجوم اللعبة العالميين.

إنها ملاعب الإمارات التي تثري فيها روح التسامح والإخاء والإنسانية، وتنبذ التناحر والتنافر والعنصرية.

Email