سلع متنوعة لمشروعات خاصة وأسر منتجة

«القرية العالمية» تختصر المسافات الإنسانية

مدخل جناح "فرصتي" في القرية العالمية - تصوير- دينيس مالاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

 31 جناحاً تعكس عالمية الفكرة وراء «القرية العالمية»، ليس فقط بالمعنى الجغرافي عبر اختصار المسافات بين أكثر من 70 دولة مشاركة بمنتجاتها وثقافاتها وفنونها ومأكولاتها، وإنما بالمعنى الإنساني أيضاً كملتقى يضم إبداعات مختلف فئات المجتمع من الباحثين عن فرصة ثانية ويملكون الحرفة، عبر تخصيص مساحات للعرض تحجز لهم مكاناً لإعادة تقديم أنفسهم بهذا العالم.

داخل أماكن عرض تحمل الطابع التراثي البسيط، عبر ألوانها الترابية المستوحاة من الصحراء العربية، تستعرض القيادة العامة لشرطة دبي وشرطة أبوظبي منتجات نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية داخل القرية العالمية..

والتي اشتمل أغلبها على منتجات خشبية الصنع لأثاث منزلي وديكورات، واتسمت جميعها بدرجة عالية من الحرفية في الصنع والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة لتعكس التزاماً سلوكياً يفيد برغبة حقيقية في الحصول على فرصة ثانية لممارسة عمل صالح بعد قضاء فترة محكوميتهم.

وعبر أكثر من 120 قطعة تقريباً، تتنافس منتجات نزلاء المؤسسات العقابية داخل القرية وباقي الأجنحة المشاركة، مستفيدة بالأسعار التنافسية التي تقدمها، والفكرة الإنسانية من ورائها، ما يدعم من إقبال ملحوظ للزوار على شرائها.

وداخل مكان عرض منتجات نزلاء سجن الوثبة المركزي التابع للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، قال المساعد أول فهد عبد الله، إن أكثر من 130 نزيلاً موزعين داخل ورش النجارة والخياطة والنحاس، يعملون بشكل دؤوب لإنتاج منتجات خشبية ونحاسية راقية ومتقنة الصنع يستطيعون من خلالها المنافسة عبر المعارض المختلفة داخل الدولة.

تعزيز الحرف

وأكد حرص القيادة العامة لشرطة أبوظبي على تعزيز هذه الحرف اليدوية لدى نزلاء السجون من خلال توفير أماكن عرض لهم، فضلاً عن حصولهم على رواتب شهرية نظير إنتاجهم، وتوفير دورات تأهيلية وتدريبية لاكتسابهم مهارات إضافية تمكنهم من احتراف مهنة صالحة وتدر عائداً مادياً جيداً عليهم لممارستها عقب انقضاء مدة عقوبتهم وخروجهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى.

وأضاف إنهم حريصون أيضاً على تطوير تصميم وواجهات أماكن العرض المخصصة لنزلاء المؤسسات العقابية داخل القرية لتتنافس مع باقي الأجنحة والمعروضات الأخرى، مشيراً إلى أن دقة المعروضات تجذب العديد من الزوار للشراء، والذي يبدي الكثير منهم دهشته لدقة المنتجات وتميز مظهرها.

وتابع أنهم يعرضون نحو 60 قطعة تقريباً، مع إضافة قطع جديدة بشكل أسبوعي من الورش المختلفة إذ تضم المنشأة العقابية ورش النجارة، والخياطة، والنحاس، ومصنع الطابوق، والحدادة، وميكانيكا السيارات، ومصنع الأرقام، ومشغل النزيلات، والمرسم، والمغسلة، والصيانة، لافتاً إلى حصول النزلاء على رواتب شهرية تحفزهم لتجويد منتجاتهم بشكل مستمر، موضحاً أن مشاركة النزلاء تطوعية وغير إجبارية.

وأشار إلى أن العائد الذي يحصل عليه النزيل يشكل له مكسباً معنوياً كبيراً، إلى جانب المكسب المادي، وهو ما يعد أحد جوانب التأهيل لهم.

منتجات خشبية

وعلى بعد بضع خطوات تصطف مراكب خشبية وصناديق مرصعة بالنحاس، إلى جانب منتجات نسيجية، في مكان العرض المخصص لمنتجات نزلاء الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي.

والتي ضمت نحو 60 قطعة منوعة بين صناعات خشبية ونحاسية ونسيجية، وبأسعار تنافسية كانت سبباً رئيساً في استقطاب أعداد مناسبة من زوار القرية العالمية.

فرصتي

وإلى جانب تمتعها بمختلف الأنشطة العائلية ما بين تسوق وتنزه وفعاليات ثقافية وغنائية ومأكولات، أتاح جناح «فرصتي» داخل القرية، التابع لإدارة برامج الأسر المنتجة بوزارة الشؤون الاجتماعية، مساحة لتقديم عدد من المشروعات الوطنية لمنتجاتهم وأفكارهم الإبداعية.

وفي مدخل جناح «فرصتي» تقف مجموعة من الأزياء المتخصصة للأطفال ما بين أزياء عسكرية وكرتونية وشخصيات تاريخية لتعطي للأطفال فرصة لارتداء زيهم المفضل أو وظيفتهم المفضلة لبضع ثوانٍ والاحتفاظ بصورة تذكارية، عبر مكان مخصص لالتقاط الصور في مدخل الجناح.

قال عبد المنعم عوض، منظم في جناح فرصتي بالقرية، إن الجناح يضم 32 مشروعاً لأسر منتجة إماراتية، إذ تستهدف مبادرة «فرصتي» تحويل أكبر عدد من الأسر المنتجة المواطنة إلى أصحاب مشروعات اقتصادية ناجحة للارتقاء وتحسين الظروف المعيشية لتلك الأسر.

وتابع أن المبادرة تقدم العديد من الخدمات من بينها توجيه فني عبر مجموعة من البرامج التدريبية لتأسيس مشروعات ووضع ميزانيات، فضلاً عن الخدمات القانونية، وخدمات التسويق عبر إيجاد منافذ تسويقية لمنتجاتهم.

مشروعات مواطنة

وأكد أن المبادرة تساند العديد من المشروعات المواطنة عبر إتاحة منصات عرض لها داخل القرية ضمن جناح «فرصتي» بأسعار مخفضة، لافتاً إلى أن المبادرة حرصت على تغيير واجهة الجناح العام الجاري لإضافة مزيد من عناصر الجذب، فضلاً عن تنافس العارضين من المشروعات الصغيرة بداخله على تطوير منصات العرض التابعة لهم.

وتشمل أغلب المنتجات المعروضة داخل الجناح منتجات تحمل الطابع الإماراتي والعربي، سواء من خلال الأزياء المعروضة أو العطور، أو المشروبات، إلى جانب مشروعات للطباعة والخط العربي.

وقالت موزة الزعل الغافلي، صاحبة مشروع «حمايم» لإنتاج العطور والبخور، إنها انضمت لمبادرة «فرصتي» في 2012، وتعد المشاركة للعام الثاني بالقرية العالمية، وأكدت أهمية الفرصة التي أتاحها لها الجناح، من خلال سعر رمزي على مدار الـ5 أشهر، فيما ساهم تواجدها داخل القرية للتعرف على عملاء ومشترين من مختلف جنسيات العالم.

وأكدت أن التواجد بالقرية العالمية يساهم في تحقيق انتشار سريع للمنتجات ليس فقط محلياً وإنما إقليمياً أيضاً، مشيرة إلى أنها تقدم 30 نوعاً معتمداً من العطور، المستخلصة من الزيوت والفواكه وأنواع من الأخشاب.

منفذ تسويقي

 قالت مريم المعلا، صاحبة مشروع للعباءات: إن مبادرة فرصتي أتاحت لها التواجد داخل القرية العالمية على مدار 5 أشهر، وتسويق منتجاتها، وإطلاق علامتها التجارية ما اختصر لها العديد من الخطوات التسويقية.

ومن جانبه، قال علي العوضي، صاحب مشروع عن الطباع، إنه يشارك بالقرية العالمية للمرة الأولى، مشيراً إلى أنها أتاحت له الالتقاء بجنسيات مختلفة والتعرف على مختلف الأذواق والأفكار، باعتبارها من أهم منافذ التسويق المحلية والإقلييمة.

Email