«جيتكس» يعزز مستقبل أمن مشاريع الاقتصاد الرقمي

أكد خبراء في الأمن أن انطلاق «جيتكس» بمشاركة عدد كبير من شركات الأمن السيبراني يعزز مستقبل أمن مشاريع الاقتصاد الرقمي في الإمارات والمنطقة. وتوقع الخبراء المشاركون في «جيتكس» أن تتصدر استخبارات التهديدات السيبرانية اهتمام الشركات مدفوعة بشكل أساسي بزيادة التفرد في تقنيات الهجوم والارتفاع الكبير في حجم البيانات، ما يجعل البيانات عرضة لأخطار أكبر. وتعتمد تقنيات استخبارات التهديدات السيبرانية على جمع معلومات عن التهديدات السيبرانية من مصادر مختلفة في القطاع نفسه وتحليلها لتكوين فهم وإدراك عميقين للتهديدات السيبرانية، وخطط مصادر التهديدات، والأساليب والإجراءات المتبعة، لاستنباط وتوثيق مؤشرات من شأنها مساعدة الشركات في الكشف عن الحوادث السيبرانية والتنبؤ بها، وحماية النظم والشبكات من التهديدات السيبرانية.

على سبيل المثال، يمكن لشركة طيران أن تستخدم نظم معلومات التهديدات للوصول إلى رؤى حول «التهديدات المتقدمة والمستمرة» APTs التي تستهدف شركات الطيران الأخرى في جميع أنحاء العالم لفهم دوافع المجرمين وتقنياتهم وبناء استراتيجية للأمن السيبراني تتسم بالمرونة.

التحقق الذكي

وقال عماد فهمي مدير المبيعات في «نيتسكاوت» المتخصصة في الأمن الإلكتروني إن استخبارات الأمن السيبراني ازدادت من حيث العدد والحجم والتعقيد، مشيراً إلى أن الهجمات أصبحت أكثر «ذكاءً» وقدرة على التحول، ولذلك نقوم في «نيتسكاوت» بتوفير الحماية داخل المؤسسة وفي السحابة. وأضاف إن جيتكس يلعب دوراً محورياً في تعزيز مستقبل أمن الاقتصاد الرقمي من خلال تسهيل التواصل مع الشركاء والعملاء.

وأشار فهمي إلى أسلوب الدفاع الاستباقي أو ما يعرف بـ «ATLAS» والذي يعتمد على تطبيق التقنيات المتطورة لإبعاد المجرمين والاستفادة من عقود من الخبرة في مجال الأمن السيبراني وحماية بعض البيانات والأنظمة الأكثر حساسية في العالم من هجمات الفدية.

قاعدة موحدة

وقال رام نارايانان مدير «تشيك بوينت» للأمن السيبراني في الإمارات إن العملاء اليوم أدركوا أهمية تكامل هيكلة الحماية عبر كل الطبقات، وهنا تأتي أهمية استخبارات التهديدات السيبرانية في توفير رؤية شاملة للهجمات السيبرانية عبر كل الطبقات. ولفت إلى أن كل مؤسسة تتعرض عالمياً اليوم إلى ما يقارب 1200 هجوم أسبوعياً، ينجح منها 2 أو ثلاثة، في حين يصل هذا الرقم في الإمارات إلى 980 هجوماً تتعرض له المؤسسة الواحدة في الأسبوع.

تطور طبيعي

وتوقع مجد سنان المدير العام لشركة «تريند مايكرو» المتخصصة في الأمن السيبراني في الإمارات أن استخبارات التهديدات السيبرانية هو تطور طبيعي للأمن السيبراني ويتم من خلال تجميع البيانات من كل المستشعرات في البنية التحتية وجمعها ضمن «بحيرة بيانات»، وهناك يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في نمذجة تلك البيانات وفرز الحميدة من الخبيثة منها. ولفت إلى أن «منصة تريند مايكرو تمكنت من إيقاف 99 % من الهجمات وفرز الهجمات. واليوم لم يعد هنالك منصة أمن منيعة ضد الهجمات إذا لم تكن تستخدم استخبارات التهديدات السيبرانية». وتوقع سنان أن تستهدف مجموعات فيروسات الفدية بشكل متزايد خوادم نظام لِينُكس والأنظمة المدمجة خلال السنوات المقبلة. لافتاً إلى أن حلول تريند مايكرو باكتشاف وحظر أكثر من 15 مليون تهديد عبر البريد الإلكتروني في الإمارات، وتصدت لأكثر من 11 مليون هجوم ضار عبر الروابط الضارة. بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد وإيقاف ما يقرب من 10 ملايين هجوم برمجيات خبيثة في النصف الأول من عام 2022، في حين كان القطاع الحكومي والتصنيع والرعاية الصحية من بين أول ثلاثة قطاعات مستهدفة بفيروسات الفدية.

خطوات جريئة

وقال وليد يحيى، المدير العام لشركة دِل تكنولوجيز في الإمارات إنه في الوقت الذي تتخذ فيه الشركات خطوات جريئة لخلق توازن مناسب بين أعمالهم التقليدية والتحول إلى الأعمال المدعومة رقمياً، بدءاً من تبني مفهوم العمل الهجين ووصولاً إلى معالجة كميات هائلة من البيانات بالاعتماد على الحوسبة الطرفية، تبرز بعض المخاوف التي تنشأ في هذا السياق، وأولها الأمن السيبراني، إذ يجب على الشركات أن تتأكد من وجود بنية تحتية مرنة وآمنة للتكنولوجيا، قادرة على حماية البيانات التجارية والمالية للشركة، لمواجهة جميع التهديدات، بداية من الويب المظلم ووصولاً إلى برامج الفدية وعمليات الاحتيال والاختراق. وسوف تتنامى أهمية هذا الأمر بالتوازي مع اتساع نطاق عملية التحول. أما ثاني تلك المخاوف فهو يتعلق برأس المال البشري، إذ في حين تعتبر الشركات أن موظفيها هم أعظم أصولها لقيادة مشاريع التحول، فإن التحول السريع المقبل قد يفرض على الشركات وقواها العاملة الحاجة إلى مزيد الوقت لاستيعاب كل ذلك التحول ومجاراته قبل الانخراط في مشاريع جديدة.

15 مليون هجمة

ذكر تقرير تريند مايكرو أن حلول «شبكة المنزل الذكي - Smart Home Network» من تريند مايكرو، تمكنت من حظر أكثر من 15 مليون هجمة داخلية وخارجية في الإمارات في النصف الأول 2022، ومنعت أكثر من مليون نشاط سيبراني من القراصنة الساعين لاستهداف أو السيطرة على الشبكات المنزلية عبر البرامج الضارة للوصول إلى معلومات حساسة، وقال مجد سنان، إن هناك مجموعات جديدة من فيروسات الفدية تظهر بشكل يومي، وقد كان أبرزها في النصف الأول من العام الجاري مجموعة «بلاك باستا».

حجم السوق

يتوقع تقرير لشركة «موردور إنتيليجنس» أن يرتفع حجم سوق استخبارات التهديدات السيبرانية إلى ما يقارب 14 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.9 %، خلال فترة التوقعات (2021 - 2026). في السنوات القليلة الماضية، كان هناك تحول في النموذج بين مصدر الهجوم والأهداف وملفات تعريف الهجوم على الوجهة وأنواع مختلفة من التقنيات. بينما يمكن الكشف عن أنواع الهجوم والأهداف، لا تزال مصادر الهجوم تمثل مشكلة بسبب الصعوبات في تحديد الإسناد لهجوم معين.