نجاحات جيتكس جلوبال تمتد إلى إفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

مستفيداً من إرث راسخ يمتد على مدار 42 عاماً استطاع خلالها تشكيل حلقة وصل تربط ما بين كبرى شركات التقنية والجهات الحكومية والشركات الناشئة والمستثمرين ومراكز الابتكار العالمية بهدف تسريع وتيرة التعاون واستكشاف آفاق جديدة للنمو في مجالات التقنية، يتهيأ «جيتكس جلوبال»، الحدث التكنولوجي الأكبر في العالم، للشروع في رحلة جديدة إلى القارة الأفريقية.

وفي الفترة ما بين 31 مايو و2 يونيو 2023، ستستضيف مدينة مراكش بالمغرب الدورة الأولى لمعرض جيتكس أفريقيا. وسيسلط المعرض أنظار رواد التقنية من مختلف أنحاء العالم على الإمكانات الواعدة للقارة السمراء، واضعاً أسساً راسخة للاقتصاد الرقمي المدفوع بالتقنية، والقائم على مفاهيم الترابط والاستدامة والشمولية.

وقد تم الإعلان عن هذا الحدث التاريخي، الذي يعتبر بمثابة أول مشروع خارجي لمعرض جيتكس جلوبال، العلامة التجارية التكنولوجية الأكثر تأثيراً ومحط ثقة رواد التقنية العالميين، خلال مؤتمر صحافي على هامش فعاليات «جيتكس جلوبال 2022»، الذي يستضيفه مركز دبي التجاري العالمي. وقد شهدت نسخة هذا العام من الحدث تحطيم أرقام قياسية بمشاركة 5000 شركة عارضة من 90 دولة بمساحة عرض تخطت مساحة المركز، وبلغت مليوني قدم مربعة.

ويأتي إطلاق مشروع معرض جيتكس أفريقيا بالشراكة مع وكالة التنمية الرقمية، المؤسسة الحكومية الاستراتيجية التي تقود أجندة التحول الرقمي للحكومة المغربية، تحت إشراف وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في المغرب.

وستتولى «كون العالمية»، شركة تنظيم الفعاليات الدولية التابعة لمركز دبي التجاري العالمي، مسؤولية الإشراف على الشراكات عبر هذا الحدث التجاري الذي طال انتظاره في منطقة تشهد زخماً استثمارياً هائلاً على الصعيد التقني. وبالتزامن مع الإعلان عن جيتكس أفريقيا 2023، ستطلق الشركة أيضاً حملة «Go there» الهادفة إلى حشد الدعم العالمي للحدث.

 

نمو

وقال محمد الإدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية: نتشرف بتنظيم هذا الحدث في قارة تشهد نمواً ديناميكياً على الصعد الاقتصادية والاجتماعية وعبر العديد من المجالات، فالمغرب، بتوجيه من الملك محمد السادس، يضطلع بدور بالغ الأهمية في دعم الجهود التنموية عبر القارة بهدف تعزيز روابطها الاقتصادية ببقية العالم، وعليه نؤكد التزامنا بالمساهمة في إنجاح الدورة الافتتاحية لمعرض جيتكس أفريقيا، وبذل كل ما في وسعنا كي ترقى للتوقعات.

من جهتها، قالت تريكسي لوه ميرماند، الرئيس التنفيذي لشركة «كون العالمية» ونائب الرئيس التنفيذي لإدارة المعارض والفعاليات في مركز دبي التجاري العالمي، منظم معرض جيتكس جلوبال: لا شك أن أفريقيا ستمتلك النسبة الأكبر من آفاق النمو المستقبلية، فرغم الصعوبات التي يواجهها قطاع التكنولوجيا العالمي استطاعت دول القارة في الآونة الأخيرة تخطي كافة هذه التحديات وتحقيق نجاحات فاقت كافة التوقعات. لقد شهدنا ارتفاعاً في حجم الاستثمارات التكنولوجية الكبيرة وتمويل الشركات الناشئة الذي سجل في عام 2021 النتائج الأفضل على الإطلاق، ليتفوق على المتوسط العالمي بست مرات.

وأضافت: إن تنظيم حدث تقني رائع ومستدام يتطلب الكثير من الجهود المضنية. وقد أتاحت الثقة العالمية الواسعة التي تتمتع بها علامة جيتكس التجارية فرصاً مواتية لاستكشاف المزايا المتوفرة عبر مناطق جغرافية أوسع وفي أسواق تكنولوجية جديدة، ما يعني تمكين المزيد من المجتمعات ومشاركة أكبر للمعارف والخبرات في ثاني أكبر سوق للاقتصاد الرقمي بالعالم.

واختتمت قائلة: لدى وكالة التنمية الرقمية في المغرب التزام جاد بتسريع جهود الانتقال الرقمي على نطاق واسع عبر المجتمع والمساهمة في دعم التطور التكنولوجي في القارة الأفريقية بشكل عام. ولا شك أن التزام الأطراف المعنية المتجسد في معرض جيتكس أفريقيا سيعزز فرص نمو المنظومة التكنولوجية الأفريقية، وسيسهم في إرساء معالم اقتصاد رقمي جديد.

 

فرص واعدة

وفي ظل إقرار دول القارة سياسات داعمة للتكنولوجيا أسهمت بتيسير عمليات الاتصال والتواصل، أضحى الإقبال على الاستثمار في مجالات التقنية في أفريقيا أكبر من أي وقت مضى. ويتوقع المحللون أن سوق التكنولوجيا في طريقه للنمو من 115 مليار دولار إلى 712 مليار دولار بحلول 2050، في حين سيكون قطاع تمويل الشركات الناشئة في أفريقيا أعلى بست مرات مقارنة بأي مكان آخر. ومن الجدير بالذكر أن عدد شركات اليونيكورن في أفريقيا ارتفع إلى 7 شركات في غضون 6 سنوات فحسب، علماً أن 4 شركات منها تأسست العام الماضي.

وعلاوة على ما سبق، تشهد أفريقيا جهوداً متسارعة في تطوير المواهب والمهارات في مجالات التقنية، فقد أنشأ عملاقا التكنولوجيا العالميان ميكروسوفت وغوغل مراكز ابتكار وتنمية مهارات بمليارات الدولارات في أفريقيا، في حين ارتفع عدد الأشخاص الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الإنترنت إلى 522.8 مليون نسمة، أو 40 % من سكان أفريقيا، وفي الوقت نفسه يؤدي ارتفاع نسب الشباب مقارنة بالفئات السكانية الأخرى، والتوسع الحضري السريع في أفريقيا، إلى تسريع وتيرة نمو الاقتصاد الرقمي، فنحو 70 % من سكان دول منطقة أفريقيا جنوب الصحراء تحت سن 30 عاماً، في حين سيعيش 45 % من سكان القارة في المدن بحلول 2025.

 

شركات ناشئة

واليوم، تبدي الشركات الناشئة إلى جانب المستثمرين العالميين ثقتها وتوقعاتها المتفائلة بشأن المشهد التكنولوجي الأفريقي، ويتجلى ذلك في الفرص غير المسبوقة والرؤية العالمية والأثر الاقتصادي الناجم عن المشاركة في أول دورة لمعرض جيتكس أفريقيا.

وفي هذا السياق، قال رامز الصيرفي، الرئيس التنفيذي لشركة Flat6labs: يعتبر إطلاق الدورة الأولى لمعرض جيتكس أفريقيا العام المقبل خبراً سعيداً لنا باعتبارنا شركة الاستثمار الجريء الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمشارك الحالي في معرض نورث ستار التابع لجيتكس جلوبال. إن قارة أفريقيا تعتبر بالنسبة لنا سوقاً صاعدة توفر فرصاً لا تضاهى لأولئك الراغبين بالتوسع الجريء، حيث يمكن للشركات الناشئة والمستثمرين ومسرعات الأعمال ورؤوس الأموال والشركات متعددة الجنسيات والمنظومة التكنولوجية بأكملها تشييد أعمال مستدامة.

وأضاف: «وعلى مدار السنوات الماضية، شهدنا في Flat6Labs حجم التأثير المباشر لفرص التواصل التي وفرها معرض جيتكس للشركات الإقليمية والعالمية، فالمشاركة السنوية في جيتكس تعتبر مسألة بالغة الأهمية بالنسبة لنا ولشركاتنا الناشئة، وفي ظل توسع الشركة عبر قارة أفريقيا، فإن تنظيم المغرب فعاليات جيتكس أفريقيا يعتبر خبراً رائعاً بالنسبة لنا».

من جهته، قال باردون موجاكاتشي، نائب الرئيس للاستراتيجية والشراكات في «تشيبر كاش» (Chipper Cash)، شركة اليونيكورن الأفريقية المتخصصة في التكنولوجيا المالية التي تقدم خدمات تحويل الأموال دولياً عبر الهواتف المتحركة: يمثل تنظيم معرض جيتكس أفريقيا خبراً ساراً لنا، ونحن واثقون بأنه سيشكل لحظة فارقة بالنسبة لمستقبل الاقتصاد الرقمي في أفريقيا، فمعرض جيتكس أفريقيا سيسهم في خلق المزيد من الفرص لرواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، متيحاً لهم إمكانية التوسع نحو آفاق عالمية، لا سيما وأن أفريقيا تمثل ركيزة محورية للابتكار والتوسع المستدام في الاقتصادات الناشئة. وانطلاقاً من كونه منصة تجمع رواد المشهد التكنولوجي العالمي في أفريقيا، سيدفع جيتكس أفريقيا مساعي الدول الأفريقية لاحتضان الشركات الناشئة والشركات الكبرى مثل «تشيبر كاش».

 

وجهة صاعدة

وبفضل قربه من أوروبا ودول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط، يمتلك المغرب موقعاً مثالياً للتحول إلى مركز أعمال إقليمي، مستفيداً من مزايا الموقع الجغرافي الاستراتيجي، والاستقرار السياسي، والبنية التحتية عالمية المستوى.

يشار إلى أن المغرب يعتبر خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا، وثاني أكبر مستثمر أفريقي في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأكبر مستثمر أفريقي في غرب أفريقيا، ويحتل أيضاً المرتبة الثالثة من بين جميع دول أفريقيا في مؤشر سهولة ممارسة الأعمال، الصادر عن البنك الدولي.

ويشهد المغرب نمواً في حجم الاستثمار الأجنبي، لا سيما في قطاعات التصدير والتصنيع، ويعود ذلك في المقام الأول إلى السياسات الاقتصادية المواتية، وتوفير حرية التجارة، وتقديم الحوافز الاستثمارية، والإصلاحات الهيكلية والتنظيمية. وقد أدت الاستراتيجيات الوطنية الجديدة في المغرب دوراً بارزاً في النهوض بالقطاعات ذات القيمة المضافة، مثل الطاقة المتجددة وصناعة السيارات والطيران والمنسوجات والأدوية والتعهيد والأغذية والزراعة.

Email