«فجوة» يدعم الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية

بهدف تعزيز أواصر التعاون المشترك بين مختلف الجهات الحكومية وخلق بيئات عمل إيجابية، وسعياً لدعم صناع القرار لاتخاذ القرارات الأمثل في مجال الموارد البشرية، أطلقت دبي الذكية بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي نظام «فجوة».

والذي يسعى إلى دعم فريق القيادة العليا ومتخذي القرار في شرطة دبي لتحليل بيانات المناصب والأفراد بغرض إيجاد الموظفين الأكثر توافقاً مع متطلبات ومعايير المناصب الشاغرة لسد الفجوات الوظيفية.

وجاء الإطلاق خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته دبي الذكية ضمن منصتها في أسبوع جيتكس للتقنية 2017، وذلك بحضور اللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي.

والدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لدبي الذكية، حيث تم خلال الحدث استعراض تفاصيل نظام «فجوة»، والذي طورته دبي الذكية في مجال أنظمة الذكاء المؤسسي التي توفرها مؤسسة حكومة دبي الذكية للجهات الحكومية المستفيدة من خدمات نظم تخطيط موارد المعلومات الحكومية (GRP).

تطوير مستدام

وقال المري في كلمته خلال المؤتمر «نطلق اليوم نظام «فجوة» بالتعاون مع دبي الذكية، وهو إنجاز على مستوى الإدارة الذكية للموارد البشرية في شرطة دبي، بالانسجام مع رؤية القيادة الحكيمة وتوجيهاتها بضرورة التطوير المستدام للكوادر الوطنية واستثمار أفضل الكفاءات للارتقاء الدائم بأدائنا كإحدى أكثر الأجهزة الشرطية تطوراً ليس في المنطقة فحسب بل في العالم».

وأضاف أن (فجوة) هو نظام ذكي يستثمر أحدث التقنيات، والذي أوجدته شرطة دبي ليكون الجيل الجديد من أدوات دعم اتخاذ القرار على مستوى فريق القيادة العليا وصناع القرار في القيادة العامة لشرطة دبي.

وسيسهم في تعزيز عمليات تحليل بيانات المواقع الوظيفية الشاغرة وتحليل احتياجات ملء هذه المناصب الشاغرة عن طريق إيجاد الموظفين الأكثر توافقاً مع متطلبات المنصب حسب المعايير المنبثقة عن استراتيجية شرطة دبي. حيث ستستند الإدارة العامة للموارد البشرية لدينا على التحليل الذكي في اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب لأي وظيفة بما ينعكس على كفاءة الأداء والسعادة في بيئة العمل.

وأكد أن النظام سيكون جزءاً من أدوات تقييم الكوادر لأغراض دعم عملية التقييم المؤسسي التي تعتبر ثقافة مؤسسية مترسخة في شرطة دبي وأداة فعّالة لمراقبة أداء الضباط وانضباطهم سواء في العمل العسكري أو الإداري للإتيان بمخرجات تنسجم مع الخطة الاستراتيجية لشرطة دبي وبصورة تتناغم مع معايير التميز الحكومي لإمارة دبي بالمقام الأول. منوهاً أن شرطة دبي قد قامت بتطوير نظام إدارة الأوصاف الوظيفية بالتوازي مع مشروع فجوة، وذلك لتغذية نظام فجوة بالبيانات الخاصة بمتطلبات المناصب.

وقال يعد نظام (فجوة) أحدث إصدارات أنظمة الذكاء المؤسسي التي توفرها مؤسسة حكومة دبي الذكية، ويعتبر إضافة نوعية في باقة أنظمة الذكاء المؤسسي التي تم إطلاق نسختها الأولى عام 2015.

وتشمل أنظمة الذكاء المؤسسي: مؤشرات الأداء للموارد البشرية والرواتب وإدارة أوقات العمل ومؤشرات أداء برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز ونظام الذكاء المؤسسي الموارد البشرية الإصدار الخاص بالمديرين التنفيذيين والوظائف العليا، وكذلك الوظائف الإشرافية في الجهات الحكومية.

وأشار اللواء المري إلى أن النظام سوف يسهم في توفير سرعة ودقة وسهولة اتخاذ القرار، عن طريق تحليل وسد الفجوات وملأ الشواغر في المناصب مما يوفر الوقت والمال والجهد، كما سيدعم اتخاذ القرارات السليمة في وضع الشخص المناسب في المكان المناسب بشكل عادل وشفاف، مما يسهم في رفع الكفاءة والإنتاجية، وبالتالي رفع السعادة الوظيفية، وخلق بيئة عمل إيجابية وسعيدة للموظفين، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على إسعاد المتعاملين.

رفاهية وسعادة

وفي كلمتها خلال الحدث قالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر: «نظام (فجوة) الذي نطلقه اليوم بالتعاون مع شرطة دبي يجسد في وظيفته ودوره القيم التي بنى عليها المغفور له بإذن الله الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، بأن الإنسان أغلى ما نملك، وحملها خير خلف لخير سلف حتى اليوم، بحيث أصبح الإنسان هو محور العمل الحكومي.

وتحقيق رفاهه وسعادته هو الغاية والهدف، كما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله».

وأضافت «نحن ننظر للتقنية كوسيلة للارتقاء بالأداء الإنساني وممكن لصانع القرار في كل المؤسسات الحكومية في اتخاذ القرار الأنسب. لذا أردنا عبر إطلاق هذا النظام تمكين القيادة العليا في شرطة دبي من استثمار أفضل الكفاءات لشغل المناصب فيها باستثمار القدرات الفريدة التي تتيحها الحلول التي صممناها في دبي الذكية».

استشراف المستقبل

ومن جانبه قال وسام لوتاه الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية: «تلتقي دبي الذكية وشرطة دبي في استراتيجيتها في استشرافنا للمستقبل وإطلاق نظام (فجوة) خطوة مهمة في هذا الاتجاه والخبرات النوعية والكفاءات التي ستتولى إدارة المهمات في شرطة دبي لتواصل مسيرة تميزها في رخاء وإسعاد المجتمع بدبي.

ولم يعد مستوى اتخاذ القرار في دبي يسمح بالأنماط التقليدية في تقييم الكفاءات وأصبح يتطلب أدوات ذكية توفر الوقت والجهد وتمكن المؤسسات كشرطة دبي من اختيار الأكفأ للمواقع المختلفة».

وأضاف: «المدينة الذكية لا يمكن تحقيقها بالتقنيات فقط بل الإنسان المؤهل لإدارة وتشغيل التقنيات والتطبيقات هو الركيزة الأساسية لتحقيق رؤية القيادة لإيجاد المدينة الذكية الأسعد في العالم. ورغم أن دبي قطعت أشواطاً سبقت فيها أكثر المدن تطوراً في العالم في مجال إدارة الموارد البشرية والتوظيف إلا أننا أمام تحدٍ لنكون مستعدين لما يتطلبه المستقبل منذ اليوم بالانسجام مع مبادرة 10x ومئوية الإمارات 2071».

تحليل

أكدت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر أن دبي الذكية تتطلع لدعم جهود شرطة دبي في مواصلة بناء فريق عملها عبر هذا النظام الذي يربط بين معلومات الموظفين وكفاءاتهم ويحلل مدى مناسبة أشخاص لمنصب ما بناء على معايير مهنية واضحة.