إكسبو 2020.. مشاركة إفريقية واعدة تجسد تطلعات القارة السمراء إلى مستقبل مستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشكل "إكسبو 2020 دبي" محفلاً متميزاً للدول الإفريقية من شأنه الإسهام في تعزيز علاقاتها مع دولة الإمارات ودول العالم في ظل إعلان أغلبية دول القارة ضمن أكثر من 200 جهة من بينها دول ومنظمات عالمية غير حكومية وشركات ومؤسسات تعليمية كبرى عن مشاركتها في هذا الحدث الدولي

ويخاطب "إكسبو 2020 دبي" بتعمق تطلعات إفريقيا للمستقبل المتمثلة في إتاحة فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية للجميع، وتسهيل تنقل الأفكار والأشخاص بشكل سلس وعادل وإحداث توازن بين التنمية وحماية البيئة من أجل أجيال المستقبل وذلك في إطار التزام إكسبو 2020 بتطوير الأجندة العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي المشاركات الإفريقية الفاعلة في إكسبو 2020 في ظل علاقات الصداقة التي تربط دولة الإمارات بإفريقيا والتي نبعت من الثقافة المشتركة والعلاقات التجارية التي يعود تاريخها إلى عقود مضت والتي لاتزال تحدد ملامح العلاقات القائمة على الاحترام المشترك.

فقد أظهرت إفريقيا تضامنا مع إكسبو 2020 دبي في أعقاب قرار تأجيل الحدث الدولي لمدة عام بسبب جائحة "كوفيد-19" بعدما أعلن الكثير من الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي أيضا تأييد قرار التأجيل.

وفي أول إكسبو دولي يُقام في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا يستطيع العالم التعرف على كل ما على الدول الإفريقية أن تقدمه بطرق جديدة وغير متوقعة، بداية من اكتشاف آفاق مستقبل جنوب السودان أحدث دول العالم والتعرف على أصول البشرية في إثيوبيا، وصولا إلى الاستثمار في قطاع طاقة نبات الكروتون في كينيا والحفاظ على الإرث الثقافي الأصيل في القارة السمراء ولن تكون هناك حدود أمام تواصل العقول وصُنع المستقبل في إكسبو 2020 دبي.

وللمرة الأولى في تاريخ إكسبو الدولي، سيكون لكل بلد جناحه الخاص في إكسبو 2020 دبي بغض النظر عن حجم ذلك البلد أو عدد سكانه أو ثرواته.

وابتعد إكسبو 2020 دبي عن النمط الجغرافي التقليدي في توزيع أجنحة الدول وآثر أن يكون التوزيع مبنيا على أساس التحديات المشتركة التي تواجه كل مجموعة من الدول في إطار ثلاثة موضوعات هي الفرص والتنقل والاستدامة.

ويسهم هذا التوزيع في تسهيل التعاون وإحداث نقلة في آليات وضع الحلول التي تعالج التحديات والخروج بحلول جديدة للتحديات العالمية.

أجنحة الدول

ومن المتوقع أن يزيح عدد كبير من دول إفريقيا المشاركة في إكسبو 2020 دبي الستار عن تصاميم أجنحتها في الوقت المحدد ومن بين هذه الدول التي نستعرض بعضها:

جنوب السودان

فقد صُمِّم جناح جنوب السودان على شكل معرض للتصوير تحت عنوان "بعدَسة الفرصة"، ويشجع الجناح العالم على النظر بشكل مختلف إلى جنوب السودان.

وسيرسم الجناح صورة كاملة لجنوب السودان، صورة للوحدة والحرية والتقدم، تُظهر الجغرافيا الساحرة والحياة البرية في البلاد وثراءها الثقافي ومواردها الطبيعية الوفيرة.

إثيوبيا

إذ يصطحب الجناح زواره في رحلة تبدأ من قديم الزمان مستعرضا أصالة الثقافة والقيم الإثيوبية وكيف بات هذا أمرا محوريا في إثيوبيا اليوم بوصفها مركزا عالميا نشطا يُسهل اتصال القارة الإفريقية بالعالم ويقوده.

رواندا

وسيوضح جناح رواندا كيف تحدت رواندا الصعاب وأصبحت "نجما ساطعا" في إفريقيا ومركزا تقنيا، بينما تعيد تشكيل ملامح قصتها.

لقد أضحى هذا البلد منارة للأمل ونموذجا للتقدم الإفريقي بفضل المورد الأعلى قيمة لديه وهو الشعب الرواندي.

وسيعرف الزوار إلى أي مدى أن تأثير المعرفة راسخ في ثقافة المجتمع الرواندي وضارب بجذوره في إبداع الأسلاف وترابطهم الاجتماعي.

ويشكل تحوّل رواندا نحو الاقتصاد القائم على المعرفة نهجا مهما للغاية في تمكين هذا البلد من إدراك إمكانياته الكاملة عبر التقنية والابتكار.

جمهورية بوروندي

ويستعرض جناح بوروندي بعضا من أروع أعاجيب البلاد، وتقاليدها الثقافية الفريدة، وحفاوتها وجدية شعبها في العمل.

مالاوي

يحكي جناح مالاوي قصة طفل قروي صغير مُنح الأدوات المناسبة التي تُمكّنه من تحقيق الازدهار وتُمثل قصة الطفل أيضا رحلة مالاوي كبلد. فمالاوي ديمقراطية شابة لديها القدرة على التطور وتزخر بفرص استثمار وتجارة واعدة.

زيمبابوي

يقدم جناح زيمبابوي، هذه الدولة الإفريقية بوصفها بلدا مكمن قوته "شعبه" الذي يحقق تنوعا سريعا بالانفتاح على مجالات جديدة في الابتكار والنمو.

الاتحاد الإفريقي

ويشارك الاتحاد الإفريقي للمرة الأولى في إكسبو الدولي ويلعب دورا مهما في تعزيز النمو والتنمية في إفريقيا عبر تسليط الضوء على حلول جرى تطويرها محليا من أجل قارة متكاملة.

ويجسد الاتحاد الإفريقي بالفعل شعار إكسبو 2020 دبي "تواصل العقول وصُنع المستقبل" وسيُظهر للعالم قوة التعاون في جعل القارة الإفريقية أكثر ازدهارا وتكاملا.

كما يعكس جهد أعضاء الاتحاد الإفريقي البالغ عددهم 55 دولة لتنفيذ الأجندة 2063 رسائل إكسبو 2020 دبي الرئيسية التي تحض على التعاون.

والأجندة 2063 هي خطة لتحقيق هدف إفريقيا المتمثل في التنمية المستدامة والشاملة، تتناول موضوعات الزراعة والنقل والعلوم والتقنية والصحة والمعلومات وتقنيات الاتصال، فضلا عن الموضوعات المرتبطة بالأمور القانونية والمالية.

أفضل الممارسات العالمية

ويمثل برنامج إكسبو 2020 لأفضل الممارسات العالمية "خطوات صغيرة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لأثر مستدام" منصة لاستعراض الحلول البسيطة والمؤثرة التي تحقق أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات المحلية مثل المشروعات التي قدمت حلولا ملموسة لأكبر التحديات العالمية.

ومن بين 45 مشروعا وقع عليها الاختيار للانضمام إلى برنامج إكسبو 2020 لأفضل الممارسات العالمية هناك 21 مشروعا تحقق أثرا مباشرا يعالج بعضا من التحديات الأكبر التي تواجهها إفريقيا.

إكسبو لايف

ويعد " إكسبو لايف " برنامجا عالميا للإبداع والشراكة من إكسبو 2020 دبي يدعم مشروعات تقدم حلولا خلاقة لأبرز التحديات، بغية المساعدة في تحسين حياة البشر أو الحفاظ على كوكب الأرض.

ويدعم برنامج منح الابتكار المؤثر الذي يقدمه إكسبو لايف بالفعل 140 جهة حاصلة على منح من 76 دولة بينها 36 جهة مستفيدة من المنح أو "المبتكرون العالميون" من إكسبو لايف ممن يتركون أثرا مهما في إفريقيا.

فرصة للشركات الإفريقية

ويشكل إكسبو 2020 دبي فرصة أعمال واستثمار قوية للشركات الإفريقية، في ظل تنظيم عدد كبير من منتديات الاستثمار وجلسات التعريف بالفرص والمناقشات الملهمة، فضلا عن إقامة فعاليات أعمال تمنح الشركات فرصة لبناء علاقات مع الدول والمنظمات المتعددة الجنسيات والشركات الناشئة وجميع الأطراف المشاركة ليتيح الفرصة للتعلم من أفضل ممارسات الأعمال في أنحاء العالم.

ومن الممكن أن ينمو حجم تجارة دبي مع إفريقيا 10% سنويا في الأعوام الخمسة المقبلة، في أعقاب تطبيق الاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية وفقا لأحدث توقعات غرفة دبي للتجارة والصناعة.

وسجلت التجارة غير النفطية بين إفريقيا ودبي نموا مطردا في السنوات العشر الأخيرة، وبلغ حجمها 10.5 في المائة من إجمالي حجم تجارة الإمارة الخارجية غير النفطية في عام 2018.

وسيكون إكسبو 2020 دبي فرصة لمواصلة تنمية العلاقة وفي الوقت ذاته فتح أسواق جديدة في أنحاء أخرى من العالم ومن عام 2011 إلى نهاية عام 2019 تجاوز حجم التجارة تريليون درهم.

Email