إكسبو 2020.. أعمال إبداعية تحاكي تطور دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعمال فنية وقطع مميزة من المنحوتات تعبر عن مفهوم الفن في العالم، وبأن الفن يستطيع أن يعبر عن الجميع، حيث ستوضع ما بين أجنحة إكسبو 2020 بانتظار الافتتاح الكبير، وقد صنع كل فنان مشارك قصة وحكاية تروي ثقافته ورؤيته المبنية على أعمال العالم العربي ابن الهيثم، حيث تنطلق الأعمال الفنية من منظور ثقافي فلسفي يحاكي التطور المبهر لمدينة دبي.

وقد أخذت «البيان» جولة لدى الفنانين والمنسقين هناك، لتكشف بعض الشغف والتشويق للجمهور، ليستعد هو أيضاً للعد التنازلي لافتتاح إكسبو 2020، وإزاحة الستار عن الأعمال الفنية الموزعة في أحياء وساحات إكسبو التي هي جزء من فعاليات ونشاطات الحدث المميز.

قصة مختلفة

«البيان» التقت طارق أبو الفتوح، منسق برنامج الفنون البصرية المعاصرة في إكسبو 2020، والذي عمل وأشرف على عدة معارض عالمية، وأشار إلى أن ما يميز الحدث هو الأعداد الضخمة للدول المشاركة، حيث تشارك 192 دولة، جميعها مجتمعة على أرض المنطقة الجنوبية وهي الامتداد للمدينة الحضارية دبي، والذي سيبقى منها جزء كبير بعد إسدال الستار على المعرض من خلال الأجنحة والمباني والأحياء الدائمة للاستخدام بالمستقبل، وقال: كان لا بد من وضع تصور واستراتيجية لأعمال فنية تخدم المدينة وتكون مخزوناً بصرياً وثقافياً للحي الحضاري وتبقى علامات بارزة في المكان، لذلك استلهمنا من كتاب «المناظر» للعالم العربي ابن الهيثم برنامجاً فنياً بصرياً نابعاً من فلسفة الخيال، وبأن كلاً من الأعمال التركيبية والمنحوتات ستكون لها قصة مختلفة تجتمع في الفكرة الرئيسة وهي استدعاء فن وفلسفة ابن الهيثم؛ لأنه مهم في هذه المرحلة المعاصرة والدقيقة، والتي أصبح يتقابل فيها الناس بكل سهولة ويصادف سوء فهم لبعض الحضارات، كما أن فكرة «المناظر» تسترجع سحر الرؤية للكواكب والنجوم والنظر إلى الكون.

أماكن استراتيجية

وستوزع الأعمال الفنية على الأحياء والساحات، والتي تم دراسة الأماكن الاستراتيجية بصورة دقيقة لوضعها لتتناسب مع المكان من الناحية الثقافية والفنية، مع الأخذ في الاعتبار الأجنحة والدول المحيطة بالمكان، والأعمال الفنية المجاورة لها بالحي الآخر وعلاقتها بها، كذلك الرؤية والمفهوم منها لخلق نوع من التفكير والرؤى المختلفة لكل مشاهد، فالعالم هنا مشكل كفكر وثقافة وفن، وقد تم تقديم الأعمال بطريقة مبتكرة ومعاصرة وعرضها للعالم من خلال الفن البصري أو التصاميم والحرف.

عدد الأعمال

وعن عدد الأعمال الفنية التي سيشاهدها الجمهور، قال: هي ما بين 22 و25 عملاً فنياً تقريباً، منها 10 أعمال ستبقى أعمالاً دائمة لتكون إرثاً فنياً وبصرياً وفكرياً، وسيتم الإعلان عن أسماء الفنانين أصحاب الأعمال الفنية الدائمة في منتصف شهر مارس المقبل، وعن أسماء الفنانين المشاركين بالمعرض في شهر مايو المقبل، ويعمل معنا كل من منيرة الصايغ ومحمد العلماء كمنسقين فنيين إماراتيين، ويعملان على جزء سيكون خلف جناح الإمارات وهي 5 أعمال مميزة يشرفان عليها، كما أن مجموعة الفنانين المشاركين هم خليط دقيق ومتوازن ما بين الأجيال من الإمارات والعالم العربي وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وتعد هذه المرة الأولى منذ الستينيات التي يبنى فيها حي أو مدينة سكنية لها علاقة بالفن المعاصر، وأن يكون الفن جزءاً منها، والفن المعاصر هو فن فكري وبصري وإرث ثقافي وفني وليس ديكورات فقط، كما أن الحركة التشكيلية داخل إكسبو ستخدم رؤية دبي الثقافية.

مشاريع ووظائف

وبسؤالنا عن تأثير الأحداث والفعاليات الفنية داخل أروقة وأحياء إكسبو على الحركة التشكيلية في العالم، قال أبو الفتوح: سيتم نقل هذه التجربة إلى بينالي البندقية في شهر مايو المقبل لنكشف عن تجربة إكسبو في طرحها لعلاقة الفن والتطور الحضاري ووجود الفن داخل النسيج الحضاري لمدينة إكسبو التي تعد الامتداد الحضاري للفن، كما أن هناك ميزة لمدينة دبي وهي احتمالية المستقبلية والعمل على إنشاء مدينة جديدة هي امتداد لمدينة دبي، تخلق بها مجتمعات وعمارة خاصة بها ومشاريع ووظائف، لذلك تأثير فكرة الفن المعاصر داخل أحياء إكسبو لن يؤثر فقط في الإمارات بل سيؤثر في الدول المجاورة والعالم، لأنها تجربة فريدة من نوعها وهو الفن في الأماكن العامة لامتداد حضاري لمدينة قوية مثل دبي.

وعن طبيعة الأعمال الفنية المشاركة قال: الأعمال الفنية تقوم على أساس قوة وأهمية التخيل وكيف نشاهد العمل الفني من عدة اتجاهات وبطرق مختلفة، لخلق نوع من الرؤية والإدراك لدى الجمهور، وتتنوع الأعمال بين المنحوتات والمجسمات الفنية والأعمال التركيبية، ولدينا مشاركة لعدة أجيال من الفنانين الإماراتيين ومن خلال الاستراتيجية التي وضعت للمعرض والأعمال الفنية يقدم الفنان الإماراتي كفنان عالمي يشارك بأعماله الفنية مع فنانين من مختلف العالم، لأن لديهم ما يستحق أن يكون على مستوى عالمي.

Email