فرص مليار ية لقطاع الأغذية على مائدة إكسبو 2020

5 ملايين وجبة تقدم يومياً خلال فترة إكسبو على مدى ستة أشهر | تصوير: غلام كاركر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتأهب قطاع الأغذية والمشروبات المحلي والعالمي لاقتناص فرص يزخر بها إكسبو 2020 دبي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات بحسب مشاركين في معرض الخليج للأغذية - جلفود 2020.

ولا تأتي هذه الفرص في ظل ارتفاع تدفق ملايين السياح إلى دبي لزيارة إكسبو الذي يتوقع أن يسجل 25 مليون زيارة فحسب، بل تتجسد أيضاً في الطلب الكبير على خدمات الأغذية في موقع الحدث بحد ذاته، فمن المتوقع أن يبلغ حجم مبيعات الأطعمة والمشروبات في موقع الحدث الدولي 2 مليار درهم، أي ما يوازي 11 مليون درهم يومياً لمدة ستة أشهر.

حيث يضم أكثر من 200 منفذ لبيع الأطعمة والمشروبات، كما يُتوقع تقديم 50 مليون طلبية من الأطعمة والمشروبات خلال فترة الفعاليات، بحيث يصل عدد الوجبات التي ستُقدّم خلال أيام ذروة إكسبو 2020 إلى 500 ألف وجبة في اليوم الواحد، كما ستحتاج القوى العاملة في موقع الحدث إلى 5 ملايين وجبة خلال فترة انعقاد الحدث الدولي على مدى ستة أشهر.

وفي تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» أكدت كلوديا سوميل المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في مجلس الأغذية الأيرلندي (بورد بيا) أن إكسبو سيساهم في نمو قطاع المأكولات والمشروبات في الإمارات مع الزيادة المتوقعة لأعداد السياح التي ستؤدي إلى زيادة في استهلاك الطعام، ما يبرز الحاجة إلى منتجات المأكولات والمشروبات عالية الجودة، ولفتت إلى أن توقعات المجلس تشير إلى نمو الصادرات الإيرلندية إلى الدولة خلال العام الجاري، ويحظى إكسبو 2020 بدور كبير في هذه الزيادة.

وأشارت إلى أن الحجم الإجمالي للصادرات الأيرلندية إلى الإمارات بين يناير ونوفمبر 2019 إلى 28 ألف طن بقيمة 73 مليون يورو أو 306 ملايين درهم.

ولفتت إلى أن منتجات الألبان تمثل 80% من صادرات أيرلندا إلى أسواق الخليج العربي، وتضم المساحيق المغذية المخصصة والزبدة والجبنة وغيرها.

كما تنتج أيرلندا 7.5 ملايين طن من منتجات الألبان سنوياً، ومن المقرر أن يرتفع الإنتاج ليبلغ 10 ملايين طن بحلول عام 2022. وثمة فرصة كبيرة لتوسيع صادراتنا إلى الإمارات والأسواق المجاورة لها.

ويشكل إنتاج أيرلندا من المساحيق المغذية المخصصة 10% من الإنتاج العالمي لهذه المساحيق. كما يتميز قطاع التجزئة في الإمارات بمعدلات طلب جيدة على الزبدة، ولا سيما الزبدة والمنتجات الغنية بالألياف، مع توقعات بتحقيق نمو في هذا المجال خلال 2020.

مناخ تنافسي

ومن جانبه قال كيفن ماكينا المفوض التجاري في الإمارات والقنصل العام بدبي لنيوزيلندا «لا بد للحجم المتوقع من زوّار الدولة لحضور إكسبو 2020 أن يشكّل دفعة كبيرة لقطاع الضيافة.

وستكون هناك حاجة للفنادق والمطاعم لكي تتفوّق في مناخ تنافسي قوي وخلال فترة مزدحمة للغاية، ومن المرجح لذلك أن يدفع بحدود الابتكار فيما يقدمونه من عروض خاصة للمأكولات والمشروبات»، وأضاف: «إن تركيز معرض إكسبو على الاستدامة سوف يفرض ضغطاً على صناعة الأغذية والمشروبات أيضاً للاستجابة لهذه الظروف بممارسات مستدامة أكثر. ولقد بدأنا في رؤية ذلك بالفعل، سواء من حيث الحد من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، أو اعتماد مبادرات الاستهلاك دون هدر».

زيادة النشاط السياحي

ومن جانبه قال نائل إسلام، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مؤسسة «إنتربرايز سنغافورة»: من المتوقع أن يستقطب إكسبو 2020 حوالي 25 مليون زيارة خلال فترة 6 أشهر.

ومع زيادة النشاط السياحي وما يقابله من زيادة متوقعة في الإنفاق على الأغذية والمشروبات، سيجسّد هذا الحدث المنتظر دفعة قوية لقطاع الأغذية والمشروبات في كل من دبي والإمارات بشكل عام، وأضاف: «تدعم مؤسسة «إنتربرايز سنغافورة» جناح سنغافورة في معرض «إكسبو 2020».

نمو الطلب

وبدوره أكد مطلق يوسف الزايد، الرئيس التنفيذي لشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية أن إكسبو 2020 سيساهم في نمو الطلب على قطاع الأغذية والمشروبات في دبي والإمارات لا سيما وأنه سيستقطب دول العالم، والتي بدورها ستجمع تحت مظلاتها الشركات العالمية، وستشمل شركات رائدات صناعة الأغذية والمشروبات مما ينعكس إيجاباً على نمو القطاع في دولة الإمارات عامة.

وأشار الزايد إلى أن الإمارات تعتبر الأولى عربياً في تجارة السلع الغذائية والمشروبات، وقد سجل هذا القطاع نمواً ملحوظاً في الصادرات وإعادة الصادرات، وتستقطب مدينة دبي أعداداً كبيرة من التجار والصناعيين من خلال المؤتمرات والمعارض العالمية التي تقوم بها سنوياً كمعرض جلفود الذي يلقى نجاحاً ويحرص على حضوره كبار التجار العالميين، وتشارك فيه أكبر شركات تجارة الأغذية العالمية.

من جانبها قالت جانيت كريستينسن الحيدر، مدير عام المبيعات والتسويق في شركة الإمارات الوطنية للأغذية المعروفة سابقاً بشركة الإمارات الحديثة للدواجن إلى أن قطاع الدواجن في الدولة سجل خلال العام 2019 نمواً يعادل 2%، مشيرة إلى أن الشركة تتوقع نتائج إيجابية خلال العام الجاري، وخاصة مع انطلاق فعاليات 2020 والذي يحمل معه العديد من التوقعات الإيجابية في رفع النشاط الاقتصادي في المنطقة كافة وعلى صعيد جميع القطاعات وخاصة الأغذية والمشروبات.

دبي وجهة محور ية

قال كيفن ماكينا المفوض التجاري في الإمارات والقنصل العام بدبي لنيوزيلندا إن دبي تمتلك ميزة استراتيجية كونها وجهة محورية تقع على مفترق طرق التجارة الدولية بين أوروبا وأفريقيا والشرق الأقصى.

وبالنظر إلى الاعتماد الكبير لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي على الواردات الغذائية، فإن مكانة دبي كمركز رئيسي لإعادة التصدير يجعلها موقعاً مهماً للغاية بالنسبة إلى صناعة الأغذية والمشروبات في العالم. ولقد أسست العديد من الشركات النيوزيلندية حضوراً لها في دبي لهذا السبب بالذات. وهي تغتنم مقومات دبي بنجاح كنقطة انطلاق ليس لخدمة السوق المحلية في الإمارات وحسب، بل لإعادة تصدير منتجاتها إلى الدول المجاورة.

Email